responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً و حديثاً المؤلف : الخياري، أحمد ياسين    الجزء : 1  صفحة : 246

السفر يريد الوليد، فسأل عن عروة فأخبر عن قصته، فقدم على الوليد فسأله عن عروة و عن حاله فأخبره بما حصل عليه، فكتب إلى عمر بن عبد العزيز ما نصه: «ما عروة ممن يتهم، فدعه و ما استقص من حق السلطان» .

فبعث إليه عمر و قال له: كتبت فيه إلى أمير المؤمنين فقال: ما فعلت؟فقال: اذهب فاصنع ما بدا لك. فقال عروة:

«جزعوا من جنابذ بنيتها، و الله لأبنينه بناء لا يبلغونه إلا بشق الأنفس، فبنى قصره هذا البناء، و هيل بئاره، فقال له ابنه عبد الله: يا أبتاه، لو تبدلت بئارا فحفرتها لكان أهون في العزم. فقال: لا و الله إلا هي عيانها. و أنشد عروة يقول:

بنيناه فأحسنا بناه # بحمد الله في خير العقيق

نراهم ينظرون إليه شزرا # يلوح لهم على وضح الطريق

فساء الكاشحين و كان غيظا # لأعدائي و سرّ به صديقي

يراه كل مرتفق و سار # و معتمر إلى البيت العتيق‌ [1]

و يروي لنا مصعب بن عثمان فيقول: لما كتب الوليد إلى عامل المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز في شأن عروة بن الزبير ما كتب مما ذكرناه سابقا، ولى عروة حفيده عمر بن عبد الله بن عروة بناء قصره، لما كثرت النفقة فيه لقيه عمه يحيى بن عروة فقال: يا بن أخي، كم أنفقت؟قال: كذا و كذا. قال: هذه نفقة كثيرة لو علم بها أبي لاقتصر في بنائه. فأخبره بذلك، فأخبر عمر جده فقال: لقيك يحيى؟قال: نعم. قال: إنما أراد أن يعوق عليّ بنائي، أنفق و لا تحسب. فأنفق و لم يحسب. حتى فرغ و حفر آبارا، إحداهن بئر السقاية، و الثانية بئر تدعى العسيلة، و الثالثة بئر القصر [2] .


[1] السمهودي، وفاء الوفاء 3/1045.

[2] المصدر نفسه.

اسم الکتاب : تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً و حديثاً المؤلف : الخياري، أحمد ياسين    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست