قال ابن إسحاق في غزوة العشيرة: سلك رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم نقب بني دينار، ثم علا فيفاء الخبار، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها:
ذات الساق، فصلى عندها، فثم مسجده. وضع له طعام عندها فأكل و أكل الناس معه، فموضع آثاره في البرمة معلوم هناك، و استقي له من ماء يقال له: المشيرب، أي: الذي بين الجبال الواقعة في شام ذات الجيش.
قال المطري: فيفاء الخبار تقع غرب الجماوات، و هو يعني الجماوات الأصل التي في غربي وادي العقيق، و فيفاء الخبار من جماء أم خالد. و قال ابن عقبة: فيفاء الخبار من وراء الجماء، و فيفاء هي الصخرة الملساء. و بهذا الموضع كانت ترعى إبل الصدقة و لقاح رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم، و هي غربي وادي العقيق، و هي أرض فيها سهول و فيها حجارة [2] ، و فيه وردت قصة سلمة بن الأكوع و قصة العرنيين [3] .
[1] ما أورده المؤلف عن مسجد فيفاء الخبار-بالباء المفردة-مأخوذ عن العباسي، عمدة الأخبار، ص 206. و قد ذكر ابن هشام أيضا هذا المسجد في السيرة 2/177.
[2] ذهبت معالمه اليوم في توسعة الجامعة الإسلامية و ما حولها.
[3] رواها بطولها مسلم في الجهاد، باب غزوة ذي قرد 3/1432، رقم 1807. و قصة العرنيين رواها الشيخان: البخاري في الحدود، رقم 6802، 6805، و مسلم في القسامة 3/1296، رقم 1671.
اسم الکتاب : تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً و حديثاً المؤلف : الخياري، أحمد ياسين الجزء : 1 صفحة : 208