اسم الکتاب : تاريخ الفقه الجعفري المؤلف : هاشم معروف الحسني الجزء : 1 صفحة : 118
من الرحى.
لقد صارح أبا بكر بذلك ليكشف له و للملأ من حوله أنه إن طالب بحقه فذاك لمصلحة الاسلام و إن تغاضى فلمصلحة الاسلام ايضا و عليهم أن يتحملوا مسؤولية ذلك عند اللَّه سبحانه.
لقد مضى معهم حيطة منه على الاسلام، و انصرف عن دنيا الخلافة يشرح لهم غوامض الاسلام و يحل مشكلاته و يرسي قواعده في نفوسهم. و قد غاب بانيه بالأمس، و أحكامه و مبادئه لم تزل بعيدة عن أذهان الكثير منهم. و بعد ان وجدوا فيه و هو سليل الهاشميين و تلميذ الرسول الأعظم مشعلا من ذلك النور و تراث الاسلام الروحي كاملا في شخصه الكريم، التفوا حوله يضيء لهم انحاء حياتهم الروحية و المدنية و يحل لهم مشاكلهم كلما تشعبت او اصابها تعقيد و القى على التشريع الاسلامي و جميع مشاكل الحياة و أصول القضاء أضواء لامعة حتى قال فيه عمر بن الخطاب: «لا بقيت لمعضلة ليس لها ابو الحسن».
اختصاص اسم الشيعة بالموالين لعلي و بدء التشيع:
لقد سبق منا أن الرسول هو الذي بذر التشيع لعلي (ع) و كان حريصا على نمو تلك البذرة. ففي كثير من مواقفه و لمناسبات كثيرة كان يلمح تارة و يصرح اخرى بما لعلي من المكانة الرفيعة و المواقف التي ساعدت في بناء هذا الدين و تركيز دعائمه. و لم يزل على ذلك حتى لفظ نفسه الأخير، و قد سمى أولياءه بالشيعة و وعدهم بحسن المصير يوم القيامة، كما جاء في كثير من الأحاديث. ففي ربيع الأبرار [1] عن النبي (ص) أنه قال: «يا علي إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة اللَّه و أخذت انت بحجزتي و أخذ ولدك بحجزتك و أخذ شيعة ولدك بحجزتهم،