responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ السنة النبوية المؤلف : صائب عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 54

(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الاَرض تكلّمهم أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)[1] حتّى أتاهم تميم بنبأ «الجسّاسة» هذه! وقالوا: إنّما سمّيت الجسّاسة لاَنّها تجسّ الاَخبار للمسيح الدجّال!![2] .

* فلمّا أسلم قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الله مُظهرك على الاَرض كلّها، فهب لي قريتي من بيت لحم!

فقال له النبيّ: هي لك.. وكتب له بها، فلمّا فُتحت فلسطين جاء تميم بالكتاب إلى عمر، فقال عمر: أنا شاهد ذلك.. فأمضاه! وذكروا أنّ النبيّ قال له: «ليس لك أن تبيع» فهي في أيدي أهله إلى اليوم[3] .

ولم تُجعل هذه الاَرض في بيت المال، ولا صُرف ريعها في الكراع والسلاح.. فلا الاَرض كانت فدكاً، ولا تميم كان فاطمة الزهراء!!

لكن هل احتاج النبيّ إلى بشرى تميم هذه ليهب له تلك القرية؟! أم أنّ تميماً قد أحرز لغده ثمن إسلامه كما فعل النبيّ مع المؤلّفة قلوبهم؟!

لا غرابة، فإنّ تميماً لم يزل في المدينة حتّى قُتل عثمان، فلمّا قُتل عثمان فرّ تميم إلى الشام!![4] .

ذلك لاَنّه حسن إسلامه جدّاً! فهو لا يطيق أن يرى عليّـاً في الخلافة! ولا يسـعه إلاّ جوار معاوية!

ولاَجل تأكيد حسن إسلامه وعظمة إيمانه، قالوا: إنّه كان يختم القرآن


[1] سورة النحل 16: 82.

[2] انظر هذا كلّه في صحيح مسلم بشرح النووي مج 9 ج 18: 78 ـ 84 قصّة الجسّاسة.. ومن المعاصرين الّذين اطمأنّوا إلى هذا التفسير: د. محمّـد السيّد حسين الذهبي، في كتابه/ الاِسرائيليات في التفسير والحديث: 93!!

[3] سير أعلام النبلاء 2/443.

[4] سير أعلام النبلاء 2/443، الطبقات الكبرى 7/409.

اسم الکتاب : تاريخ السنة النبوية المؤلف : صائب عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست