responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ السنة النبوية المؤلف : صائب عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 44

المرحلة الثانية
السُـنّة في عهد الاِمام عليّ (عليه السلام)

عليٌّ (عليه السلام) له مع السُـنّة علاقة أُخرى، يميّزها بُعدان:

البعد الاَوّل: عِلمه بها.. علماً شمولياً وتفصيلياً، مستوعباً لاَفرادها، عارفاً بحدودها ومواقعها، وليس هذا محض ادّعاء، بل حقيقة ثابتة لم يكن يخفيها، فلطالما أفصح عنها في خطب بليغة يلقيها على الملاَ العظيم وفيهم كثير من الصحابة الّذين عاشوا معه ومع الرسول، وعرفوه وعرفوا غيره من الصحابة، فمن ذلك قوله في كلام يصنّف فيه رواة الحديث إلى أربع طبقات، ثمّ يقول في مقارنة بينه وبين غيره من الصحابة: «وليس كلّ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كان يسأله ويستفهمه، حتّى إنْ كانوا ليُحبّون أن يجيء الاَعرابي والطارىَ فيسأله (عليه السلام) حتّى يسمعوا، وكان لا يمرّ بي من ذلك شيء إلاّ سألتُه عنه، وحفظتُه»[1] .

وفوق هذا قد كانت هناك عناية ربّانية خاصّة ترعاه، فإذا أنزل الله تعالى قوله: (وتعيَها أُذُنٌ واعية)[2] قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «سألتُ الله أن يجعلها أُذنك يا عليّ» فكان عليٌّ يقول: «ما سمعتُ من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً فنسـيتُه»[3] .


[1] نهج البلاغة: خ/210.

[2] سورة الحاقّة 69: 12.

[3] الشوكاني/ فتح القدير 5/882، تفسير الطبري 29/55، تفسير الماوردي 6/ 80، تفسير القرطبي 18/171.

اسم الکتاب : تاريخ السنة النبوية المؤلف : صائب عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست