responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 560

و قد اجتمع اكثر العرب من اقطار من عربه الى حضور، فخندق الفريقان، و ضرب بختنصر كمينا- و ذلك أول كمين كان فيما زعم- ثم نادى مناد من جو السماء: يا لثارات الأنبياء! فاخذتهم السيوف من خلفهم و من بين ايديهم، فندموا على ذنوبهم، فنادوا بالويل، و نهى عدنان عن بختنصر و نهى بختنصر عن عدنان، و افترق من لم يشهد حضور، و من افلت قبل الهزيمة فرقتين: فرقه أخذت الى ريسوب و عليهم عك، و فرقه قصدت لوبار و فرقه حضر العرب، قال: و إياهم عنى الله بقوله: «وَ كَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً»، كافرة الأهل، فان العذاب لما نزل بالقرى و احاط بهم في آخر وقعه ذهبوا ليهربوا فلم يطيقوا الهرب، «فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا» انتقامنا منهم «إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ‌» يهربون، قد اخذتهم السيوف من بين ايديهم و من خلفهم «لا تَرْكُضُوا» لا تهربوا «وَ ارْجِعُوا إِلى‌ ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ‌» الى العيشه على النعم المكفورة «وَ مَساكِنِكُمْ‌» مصيركم «لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ‌».

فلما عرفوا انه واقع بهم أقروا بالذنوب، فقالوا: «يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ‌»، موتى و قتلى بالسيف فرجع بختنصر الى بابل بما جمع من سبايا عربه فالقاهم بالأنبار، فقيل انبار العرب، و بذلك سميت الأنبار، و خالطهم بعد ذلك النبط فلما رجع بختنصر مات عدنان و بقيت بلاد العرب خرابا حياه بختنصر، فلما مات بختنصر خرج معد بن عدنان معه الأنبياء، أنبياء بنى إسرائيل (صلوات الله عليهم) حتى اتى مكة فأقام اعلامها، فحج و حج الأنبياء معه، ثم خرج معد حتى اتى ريسوب فاستخرج أهلها، و سال عمن بقي من ولد الحارث بن مضاض الجرهمى، و هو الذى قاتل دوس العتق، فافنى اكثرهم جرهم على يديه، فقيل له: بقي جوشم بن جلهمة، فتزوج معد ابنته معانه، فولدت له نزار بن معد

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 560
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست