responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 489

ذكر ما انتهى إلينا من مغازي سليمان (ع)

فمن ذلك غزوته التي راسل فيها بلقيس- و هي فيما يقول اهل الأنساب- يلمقه ابنه اليشرح- و يقول بعضهم: ابنه أيلي شرح، و يقول بعضهم: ابنه ذي شرح- بن ذي جدن بن أيلي شرح بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبا ابن يشجب بن يعرب بن قحطان ثم صارت اليه سلما بغير حرب و لا قتال.

و كان سبب مراسلته إياها- فيما ذكر- انه فقد الهدهد يوما في مسير كان يسيره، و احتاج الى الماء فلم يعلم من حضره بعده، و قيل له علم ذلك عند الهدهد، فسال عن الهدهد فلم يجده و قال بعضهم: بل انما سال سليمان عن الهدهد لإخلاله بالنبوة.

فكان من حديثه و حديث مسيره ذلك و حديث بلقيس، ما حدثنى العباس ابن الوليد الاملى، قال: حدثنا على بن عاصم، قال: حدثنا عطاء بن السائب، قال: حدثنى مجاهد، عن ابن عباس، قال: كان سليمان بن داود إذا سافر او اراد سفرا قعد على سريره، و وضعت الكراسي يمينا و شمالا، فيأذن للانس، ثم يأذن للجن عليه بعد الانس، فيكونون خلف الانس، ثم يأذن للشياطين بعد الجن فيكونون خلف الجن، ثم يرسل الى الطير فتظلهم من فوقهم، ثم يرسل الى الريح فتحملهم و هو على سريره، و الناس على الكراسي فتسير بهم، غدوها شهر و رواحها شهر، رخاء حيث أصاب، ليس بالعاصف و لا اللين، وسطا بين ذلك فبينما سليمان يسير- و كان سليمان اختار من كل طير طيرا، فجعله راس تلك الطير، فإذا اراد ان يسائل شيئا من تلك الطير عن شي‌ء سال راسها- فبينما سليمان يسير إذ نزل مفازة فسال عن بعد الماء هاهنا، فقال الانس: لا ندري، فسال الجن فقالوا: لا تدرى، فسال الشياطين، فقالوا: لا ندري فغضب سليمان فقال: لا ابرح حتى اعلم كم بعد مسافة الماء هاهنا! قال: فقالت له الشياطين: يا رسول الله لا تغضب، فان يك شيئا يعلم فالهدهد يعلمه، فقال سليمان: على بالهدهد، فلم يوجد، فغضب‌

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 489
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست