responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 248

السبع على مسيره يوم و ليله و اقرب من ذلك، فبعثه الله عز و جل نبيا، و اقام ابراهيم فيما ذكر لي بالسبع، فاحتفر به بئرا و اتخذ به مسجدا، فكان ماء تلك البئر معينا طاهرا، فكانت غنمه تردها ثم ان أهلها آذوه فيها ببعض الأذى، فخرج منها حتى نزل بناحيه من ارض فلسطين بين الرملة و إيليا، ببلد يقال له قط- او قط- فلما خرج من بين اظهرهم نضب الماء فذهب.

و اتبعه اهل السبع، حتى أدركوه و ندموا على ما صنعوا، و قالوا: أخرجنا من بين أظهرنا رجلا صالحا، فسألوه ان يرجع اليهم، فقال: ما انا براجع الى بلد اخرجت منه، قالوا له: فان الماء الذى كنت تشرب منه و نشرب معك منه قد نضب فذهب، فأعطاهم سبع اعنز من غنمه، فقال: اذهبوا بها معكم، فإنكم لو قد أوردتموها البئر، قد ظهر الماء، حتى يكون معينا طاهرا كما كان، فاشربوا منها، فلا تغترفن منها امراه حائض، فخرجوا بالاعنز، فلما وقفت على البئر ظهر إليها الماء، فكانوا يشربون منها و هي على ذلك، حتى أتت امراه طامث، فاغترفت منها، فنكص ماؤها الى الذى هو عليه اليوم، ثم ثبت.

قال: و كان ابراهيم يضيف من نزل به، و كان الله عز و جل قد اوسع عليه، و بسط له في الرزق و المال و الخدم، فلما اراد الله عز و جل هلاك قوم لوط، بعث اليه رسله يأمرونه بالخروج من بين اظهرهم، و كانوا قد عملوا من الفاحشة ما لم يسبقهم به احد من العالمين، مع تكذيبهم نبيهم، و ردهم عليه ما جاءهم به من النصيحه من ربهم، و امرت الرسل ان ينزلوا على ابراهيم، و ان يبشروه و ساره بإسحاق، و من وراء إسحاق يعقوب، فلما نزلوا على ابراهيم و كان الضيف قد حبس عنه خمس عشره ليله حتى شق ذلك عليه- فيما يذكرون- لا يضيفه احد، و لا يأتيه، فلما رآهم سر بهم راى ضيفا لم يضفه مثلهم حسنا و جمالا، فقال: لا يخدم هؤلاء القوم احد الا انا بيدي، فخرج الى اهله، فجاء كما قال الله عز و جل: «بِعِجْلٍ سَمِينٍ‌» قد حنذه- و الحناذ: الانضاج يقول الله جل ثناؤه: «جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ» فقربه اليهم، فأمسكوا ايديهم‌

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست