اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 1 صفحة : 154
و الفرس تدعيه و تزعم انه كان بعد وفاه آدم بمائتي سنه، قال: و انما كان هذا الملك فيما بلغنا بعد نوح بمائتي سنه، فصيره اهل فارس بعد آدم بمائتي سنه، و لم يعرفوا ما كان قبل نوح.
و هذا الذى قاله هشام قول لا وجه له، لان هوشهنك الملك في اهل المعرفة بأنساب الفرس اشهر من الحجاج بن يوسف في اهل الاسلام، و كل قوم فهم بابائهم و انسابهم و ماثرهم اعلم من غيرهم، و انما يرجع في كل امر التبس الى اهله.
و قد زعم بعض نسابه الفرس ان اوشهنج بيشداذ الملك هذا هو مهلائيل، و ان أباه فرواك هو قينان ابو مهلائيل، و ان سيامك هو انوش ابو قينان، و ان ميشى هو شيث ابو انوش، و ان جيومرت هو آدم ص.
فان كان الأمر كما قال، فلا شك ان اوشهنج كان في زمان آدم رجلا، و ذلك ان مهلائيل فيما ذكر في الكتاب الاول كانت ولاده أمه دينه ابنه براكيل ابن محويل بن خنوخ بن قين بن آدم اياه بعد ما مضى من عمر آدم(ص)ثلاثمائة سنه و خمس و تسعون سنه، فقد كان له حين وفاه آدم ستمائه سنه و خمسين سنين، على حساب ما روى عن رسول الله(ص)في عمر آدم انه كان عمره الف سنه.
و قد زعمت علماء الفرس ان ملك اوشهنج هذا كان اربعين سنه فان كان الأمر في هذا الملك كالذي قاله النسابه الذى ذكرت عنه ما ذكرت فلم يبعد من قال: ان ملكه كان بعد وفاه آدم(ص)بمائتي سنه
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 1 صفحة : 154