اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 9 صفحة : 295
و قَالَ الجَوْهَرِيّ: و أَنَا أَرَى أَنَّهما لُغَتَان، مثل نَهْرٍ و نَهَر، لأَجْلِ حَرْف الحَلْقِ، و صَحَّحَه الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ. و زادَ اللَّيْثُ الشَّحْصَاءُ ، و زاد الأَصْمَعِيّ: الشَّحَاصَة ، كسحَابَة، و زاد ابنُ عَبَّاد: الشَّحَصَة، مُحَرَّكَةً. و قال الكِسَائِيُّ:
الشَّحْصُ : شاةٌ ذَهَبَ لَبَنُها كُلُّهُ ، و كَذََلكَ النَّاقَة. حَكَاه عنه أَبُو عُبَيْدٍ، كما في الصّحاح. و قال اللَّيْث: و الشَّحْصُ أَيضاً تَكُونُ السَّمِينَة ، كما نَقَلَه الصّاغانِيّ. و في المحكم:
و الشَّحْصَاءُ من الغَنَمِ: السَّمِينَةُ. و قِيلَ: هي الَّتِي لا حَمْلَ [1] بِهَا و لا لَبَنَ: و قال الأَصْمَعِيّ: الشَّحَاصَة : هي التي لا لَبَنَ لها. و في الصّحاح: قال العَدَبَّسُ: الشَّحَصُ :
التي لم يُنْزَ عَلَيْهَا قَطُّ. و العائِطُ: الّتي قد أُنْزِيَ عليهَا فلم تَحْمِلْ. ج أَشْحَاصٌ ، كفَلْسِ و أَفْلاس، و سَبَبٍ و أَسْبَابٍ، و شِحَاصٌ ، كعَبْدٍ و عِبَادٍ و شَحْصٌ ، بلَفْظِ الواحد ، عن الكِسَائِيّ، و نَقَلَه الجَوْهَريّ، و شَحَصَاتٌ و شَحَصٌ ، مُحَرَّكةً فِيهِما، نقلَهمَا ابنُ عَبَّاد. وفاتَه من الجُمُوع: أَشْحُصٌ ، كفَلْسٍ و أَفْلُسٍ، عن شَمِرٍ، و أَنشد:
بأَشْحُصٍ مُسْتَأْخِرٍ مَسَافِدُهْ
و الشَّحُوص ، كصَبُور. النِّضْوَةُ [2] تَعَباً ، أَورَدَه الصَّاغانِيُّ في كِتَابَيْه.
و أَشْحَصَهُ : أَتْعَبَه ، كما في العُبَابِ. و قال ابنُ عَبَّاد:
الشَّخْصُ : سَوادُ الإِنْسانِ و غَيْرِه تَراهُ من بُعْدٍ ، و في الصّحاح: من بَعِيدٍ [3] .
ج في القَلِيل أَشْخُصٌ ، و في الكَثِير شُخُوصٌ ، و أَشْخَاصٌ ، و فاتَه: شِخَاصٌ .
و ذكر الخَطَّابِيُّ و غَيْرُه أَنَّهُ لا يُسَمَّى شَخْصاً إِلاّ جِسْمٌ مُؤَلَّفٌ له شُخُوصٌ و ارْتِفَاعٌ. و أَمَّا ما أَنْشَدَهُ سِيبَوَيْه لِعُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيعَة:
و 16- في الحَدِيث : «لا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللََّه» . قال ابنُ الأَثِير: الشَّخْصُ : كُلُّ جِسم له ارْتِفَاعٌ و ظُهُورٌ. و المُرادُ به [في حَقِّ اللََّهِ تَعَالَى] [4] إِثْبَاتُ الذَّاتِ، فاسْتُعِير لها لَفْظُ الشَّخْصِ . و قد جاءَ 16- في روايَة أُخْرَى : «لا شَيء أَغَيْرُ مِن اللََّهِ» . و قيل معناه: لا يَنْبَغِي لِشَخْصٍ أَنْ يَكُونَ أَغْيَرَ مِنَ اللََّه.
و شَخَصَ ، كمَنَع، شُخُوصاً : ارْتَفَعَ. و يُقَال: شَخَصَ بَصَرُهُ فهو شاخِصٌ إِذا فَتَحَ عَيْنَيْه و جَعَلَ لا يَطْرِفُ. قال اللََّه تَعالَى: فَإِذََا هِيَ شََاخِصَةٌ أَبْصََارُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا[5]
و شَخَص المَيِّتُ بَصَرَهُ: رَفَعَهُ إِلى السماءِ فلَمْ يَطْرِفْ.
و شَخَص ببَصره عِنْد المَوْت كَذََلِكَ، و هو مَجَازٌ. و أَبْصَارٌ شاخِصَةٌ و شَوَاخِصُ . و تقول: سَمِعْتُ بقُدُومِكَ فقَلْبي بينَ جَنَاحَيَّ رَاقِص، و بَصَرِي تَحْتَ حَجَاجَيَّ شَاخِص . و قال ابنُ الأَثير: شُخوصُ بَصَرِ المَيِّت: ارْتِفَاعُ الأَجْفَان إِلى فَوْق، و تَحْدِيدُ النَّظَرِ و انْزعاجُه.
و شَخَصَ من بَلَد إلى بَلَد ، يَشْخَصُ شُخُوصاً : ذَهَبَ، و قِيلَ: سَارَ في ارْتِفَاع ، فإِنْ سَارَ في هَبُوط فهو هابِطٌ.
و أَشْخَصْتُه أَنَا.
و شَخَصَ الجُرْحُ: انْتَبَرَ و وَرِمَ ، عَن اللَّيْث. و في المُحْكَم: شَخَصَ الشَيءُ يَشْخَصُ شُخُوصاً : انْتَبَرَ.
و شَخَصَ الجُرْحُ: وَرمَ. و شَخَصَ السَّهْمُ: ارْتَفَعَ عن الهَدَف. فهو سَهْمٌ شَاخِصٌ ، و هو مَجَاز. و قال ابنُ شُمَيْلٍ:
لَشَدَّ ما شَخَصَ سَهْمُكَ، و قَحَزَ سَهْمُكَ: إِذَا طَمَحَ في السَّماءِ. و قال حُمَيْد بنُ ثَوْر، رَضِيَ اللََّه تَعَالَى عنه:
إِنَّ الحِبَالَةَ أَلْهَتْنِي عِبَادَتُهَا # حَتَّى أَصِيدَكُمَا في بَعْضِها قَنَصَا