responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 9  صفحة : 220

وحش [وحش‌]:

الوَحْشُ ، من‌ حَيَوان البَرِّ ، كُلُّ ما لا يُسْتَأْنَسُ، مُؤنّثٌ، كالوَحِيشِ‌ ، كأَمِيرٍ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، و نَصُّه:

الجَانِبُ الوَحِيشُ كالوَحْشِيِّ ، و أَنْشَد:

لِجَارَتِنَا الشِّقُّ الوَحَيشُ و لا يُرَى # لِجَارَتِنَا مِنَّا أَخٌ و صَدِيقُ‌

ج: وُحُوشٌ ، لا يُكَسَّرَ عَلَى غَيْرِ ذََلِك، و قِيل‌ وُحْشَانٌ‌ أَيْضاً، و هو بالضَمّ، نقله الصاغَانِيُّ، قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ:

و الجماعَة [1] هِي الوَحْشُ و الوُحُوشُ و الوَحِيشُ ، قالَ أَبو النَّجْمِ:

أَمْسَى يَباباً و النَّعَامُ نَعَمُه # قَفْراً و آجالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ‌

قال الصّاغَانِيُّ: هو جَمْعُ وَحْشٍ ، مِثْل ضَئِينٍ في جمع ضَأْنٍ، الوَاحِدُ وَحْشِيٌّ ، كزَنْجٍ و زَنْجِيٍّ، و رُومٍ و رُومِيٍّ و يُقَالُ: حِمَارُ وَحْشٍ ، بالإِضافَةِ، و حِمَارٌ وَحْشِيٌّ ، عَلَى النّعْتِ، و قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يُقَال لِلْوَاحِدِ من الوَحْشِ : هََذا وَحْشٌ ضَخْمٌ، و هََذه شاةٌ وَحْشٌ ، و قالَ غيرُه: كُلُّ شي‌ءٍ يَسْتَوْحِشُ فهو وَحِيشٌ . و قال بَعْضُهم: إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ وَ اسْتَوْحَشَ كلُّ إِنْسِيٍّ.

وَ أَرْضٌ مُوحِشَةٌ ، هََكذا في سائرِ النُّسَخِ، و الصَّوابُ مَوْحُوشَةٌ : كَثِيرَتُهَا ، أَيْ الوُحُوشِ ، و مِثْلُه في الأَسَاسِ، و في الصّحاحِ، و نَصُّه: أَرْضٌ مَوْحُوشَةٌ : ذاتُ وُحُوشٍ [2] ، عن الفَرّاءِ.

و الوَحْشِيُّ : الجَانِبُ الأَيْمَنُ مِن كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، قال الجَوْهَرِيُّ.

و هََذا قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ و أَبي عَمْروٍ، قال عَنْتَرَةُ:

و كأَنَّمَا تَنْأَى بجَانِبِ دَفِّها الْ # وَحْشِيِّ من هَزَجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ.

و إِنّما تَنْأَى بالجانِبِ الوَحْشِيِّ لأَنَّ سَوْطَ الرّاكِب في يَدِه اليُمْنَى، قال الرّاعِي:

فمَالَتْ عَلَى شِقِّ وَحْشِيِّها # و قَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الأَيْسَرُ [3]

و يُقَالُ: لَيْسَ مِنْ شَيْ‌ء يَفْزَع إِلا مَالَ على جانِبِه الأَيْمَن؛ لِأَنّ الدّابَّةَ لا تُؤْتَى من جَانِبِهَا الأَيْمَن، و إِنَّمَا تُؤْتَى في الاحْتِلابِ و الرُّكُوبِ من جانِبِها الأَيْسَر، فإِنَّما خَوْفُه مِنْه، و الخَائِفُ إِنَّمَا يَفِرُّ من مَوْضِعِ المخافةِ إِلى موضعِ الأَمْنِ‌ [4] ، هََذا نصُّ الجَوْهَرِيِّ.

أَو الوَحْشِيُّ : الجَانِبُ‌ الأَيْسَرُ من كُلِّ شيْ‌ءٍ، و هو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ، كما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، و قَالَ اللّيْثُ: وَحْشِيُّ كُلِّ دابَّةٍ: شِقُّه الأَيْمَنُ، و إِنْسِيُّه: شِقُّه الأَيْسَر، قالَ الأَزْهَرِيُّ:

جَوَّدَ اللَّيْثُ في هََذا التّفْسِير في الوَحْشِيِّ و الإِنْسِيّ، و وَافَقَ قَوْلَ الأَئِمَّةِ المُتْقِنِين.

و رُوِيَ عن المُفَضَّلِ و عَنِ الأَصْمَعِيّ و عَنْ أبي عُبَيْدَة قالُوا كُلُّهُم: الوَحْشِيُّ مِنْ جَمِيعِ الحَيَوَانِ، لَيْسَ الإِنْسَان: هُوَ الجَانِبُ الَّذِي لا يُحْلَبُ مِنْهُ و لا يُرْكَبُ‌ [5] ، و الإِنْسِيُّ:

الجانِبُ الَّذِي يَرْكَبُ مِنْهُ الراكِبُ، و يَحْلُبُ مِنْهُ الحالَبُ، قال أَبُو العَبّاس: و اخْتَلَف النّاسُ فِيهِمَا من الإِنْسَانِ، فبَعْضُهم يُلْحِقُه في الخَيْلِ و الدَّوَابِّ و الإِبِلِ، و بَعْضُهم فَرَّقَ بَيْنَهُمَا، فقالَ: الوَحْشِيّ : ما وَلِيَ الكَتِفَ، و الإِنْسِيُّ: ما وَلِيَ الإِبِطَ، قَالَ: و هََذا هُوَ الاِخْتِيَارُ، لِيَكُونَ فَرْقاً بَيْنَ بَنِي آدَمَ و سَائِرِ الحَيَوانِ.

و قِيلَ الوَحْشِيُّ : الَّذِي لا يُقْدَرُ على أَخْذِ الدّابَّة إِذا أَفْلَتَتْ [منه‌] [6] و إِنَّمَا يُؤْخَذُ من الإِنْسِيِّ، و هو الجَانِبُ الذِي تُرْكَبُ منه الدّابّةُ.

و الوَحْشِيُّ مِن القَوْسِ‌ الأَعْجَمِيَّةِ: ظَهْرُهَا، و إِنْسِيُّهَا: ما أَقْبَلَ عليكَ مِنْهَا ، و كذََلِكَ وَحْشِيُّ اليَدِ و الرِّجْلِ و إِنْسِيُّهما، نقله الجَوْهَرِيُّ و قِيل: وَحْشِيُّ القَوْسِ: الجانِبُ الَّذِي لا يَقَعُ عَلَيْه السَّهْمُ. لَمْ يَخُصَّ بذََلِكَ أَعْجَمِيَّةً مِنْ غَيْرِهَا، و كَذََلِكَ الجَوْهَرِيُّ، و أَطْلَقَ القَوْسَ.

و قَالَ بَعْضُهم: إِنْسِيُّ القَدَمِ: ما أَقْبَلَ مِنْهَا عَلَى القَدَمِ الأُخْرَى، و وَحْشِيُّهَا ما خَالَفَ إِنْسِيَّهَا.

و وَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ‌ الحَبَشِيُّ، من سُودانِ مَكَّةَ، صَحَابِيٌ‌ ،


[1] بالأصل: «و يقال الجماعة» و المثبت عن التهذيب و اللسان.

[2] في التهذيب: كثيرة الوحش.

[3] ديوانه ص 101 و انظر تخريجه فيه.

[4] في المطبوعة الكويتية: «و الخائف إنما يفر من موضع الأمن» و هو خطأ ظاهر.

[5] في التهذيب: الذي لا يركب منه و لا يحلب.

[6] زيادة عن اللسان.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 9  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست