أَراد بالعَيْرِ الحِمَارَ، و بكسر القَبِيح طَرَفَ عَظْمِ المِرْفَقِ الّذِي لا لَحْمَ عَلَيْه. قال: و مِنْهُ قولُهُم: «أَذَلُّ من العَيْر » قِيلَ: سُمِّيَ به لأَنَّه يَعِيرُ فيَتَردَّدُ في الفَلاةِ، ج أَعْيَارٌ ، قال الشاعر:
أَفِي السّلْمِ أَعْيَاراً جَفَاءً و غِلْظَةً # و في الحَرْبِ أَشْبَاهَ النِّسَاءِ العَوَارِك
و عِيَارٌ ، بالكَسْرِ، و عُيُورٌ و عُيُورَةٌ ، بضمّهما، و مَعْيُوراءُ مَمْدُوداً، مِثْل المَعْلُوجاءِ و المَشْيُوخاءِ و المَأْتُوناءِ، و يُقْصَرُ في كُلّ ذلك؛ قالَهُ الأَزهريّ. و قِيل: مَعْيُورَاءُ : اسْمٌ للجَمْع وجج ، جَمْعُ الجَمْع عِيَارَاتٌ .و العَيْرُ : العُظَيمُ [3] النّاتِىءُ وَسَطَ الكَتِف [4] . و الجَمْع أَعْيَارٌ .
و عَيْرُ النَّصْلِ: الناتىء وَسَطَها. قال الرّاعِي:
فَصادَفَ سَهْمُه أَحْجَارَ قُفٍّ # كَسَرْن العَيْرَ مِنْه و الغِرَارَا
و كلُّ عَظْمٍ ناتىءٍ في البَدَن: عَيْرٌ . و عَيْرُ القَدَم: الناتِىءُ [5] في ظَهْرِهَا.
و عَيْرُ الوَرَقَةِ: الخَطُّ الناتِىء في وَسَطها كأَنّه جُدَيِّر.
و عَيْرُ الصَّخْرَةِ: حَرْفٌ ناتِىءٌ فيها خِلْقَةً.
و قِيلَ: كُلُّ ناتِىءٍ في وَسَطٍ مُسْتَوٍ : عَيْرٌ .
و العَيْرُ : ما قِىءُ العَيْنِ ، عن ثعلب، أَو عَيْرُ العَيْنِ:
جَفْنُها، أَو هو إِنْسَانُهَا ، و قال أَبُو طالِب: العَيْرُ : هو المثَالُ الَّذِي في الحَدَقةِ و يُسَمّى اللُّعْبَةَ، أَو عَيْرُ العَيْنِ: لَحْظُهَا ، قال تَأَبَّط شَرًّا:
و نارٍ قَدْ حَضأْتُ بُعَيْدَ وَهْنٍ # بِدارٍ ما أُرِيدُ بها مُقامَا
سِوَى تَحْلِيلِ رَاحِلَةٍ و عَيْرٍ # أُكالِئُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَنَامَا
و العَيْر : مَا تَحْتَ الفَرْعِ من باطِنِ الأُذُنِ ، من الإِنْسَانِ و الفَرَسِ، كعَيْرِ السَّهْمِ. و قيل: العَيْرانِ : مَتْنَا أُذُنَيِ الفَرَسِ. و الجَمْعُ العِيَارُ . و منه 16- حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللّه عَنه : «إِذا تَوَضَّأْت فأَمِرَّ عَلَى عِيارِ الأُذنَيْنِ الماءَ» .
و عَيْرٌ : اسمُ وادٍ بِعَيْنِه.
و قال اللَّيْثُ: العَيْر : اسْمُ ع كانَ مُخْصِباً فغَيَّرَه الدَّهرُ فأَقْفَرَهُ ، هكذا في النُّسخ كُلّها، و نصُّ الليث: «فَأَقْفَرَ» ، بغير هاءِ الضّمِير. ثم قال: فكانَت العَرَبُ تَضْرِبُ به المَثَلَ في البَلَدِ الوَحْشِ.
و قِيلَ: العَيْر : لَقَبُ حِمَارِ بنِ مُوَيْلِعٍ كافرٍ ، و زَعَمَ ابنُ الكَلْبِيِّ أَنّه كان مُؤْمِناً ثم ارْتَدَّ. و قد مَرّ في «ح م ر» و قد ضَرَبَت العَرَبُ المَثَل بكُفْرِه، فيقال: أ أَكْفَرُ من حِمَار» كانَ لهُ وادٍ فَأَرْسَل اللََّه تَعالَى عليهِ ناراً فأَحْرَقَتْه ، و في نَصّ ابنِ الكَلْبِيِّ: «فاسْوَدَّ» فصارَ لا يُنبِتُ شيئاً فضُرِبَ به المَثَلُ في كُلِّ مُقْوٍ. و به فُسِّر قولْ امرِىء القيس:
و وَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه # به الذئبُ يَعْوِي كالخَلِيع المُعَيَّلِ
و قِيلَ: كان اسمُه حِماراً فجَعَلَه عَيْراً لإِقامة الوَزْن. هكذا أَنشده الصاغانيّ و فَسَّره. و في اللسان قال امرُؤُ القَيْس: