عَصَايَ، و تقولُ في التَّثْنِيَةِ: يا بُشْرَيَيَّ [2] .
و البِشَارَةُ المُطْلَقَةُ لا تكونُ إِلاّ بالخَيْر، و إِنّمَا تكونُ بالشَّرِّ إِذا كانت مُقَيَّدَةً، كقوله تعالَى: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ*[3]
و التِّبْشِيرُ يكونُ بالخيرِ و الشَّرِّ، كقولِه تعالَى فَبَشِّرْهُمْ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ* و قد يكونُ هذا على قولِهم: تَحيَّتُكَ الضَّرْبُ، و عِتابُكَ السَّيْفُ.
و قال الفَخْرُ الرّازِيُّ أَثناءَ تفسيرِ قولِه تعالَى: وَ إِذََا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثىََ[4] : التَّبْشِيرُ في عُرْفِ اللُّغَة مُختصٌّ بالخَبَرِ الذي يُفيدُ السُّرُورَ، إِلاّ أَنه بِحَسَبِ أَصْلِ اللُّغَةِ عبارةٌ عن الخَبَرِ الذي يُؤَثِّر [5] في البَشَرةِ تَغَيُّراً، و هََذا يكونُ للحُزْن أَيضاً [5] ، فوَجَبَ أَن يكونَ لفظُ التَّبْشِيرِ حقيقةً في القِسْمَيْن.
و في المِصْباح: بَشِرَ بكذا كفَرِحَ وَزْناً و معنًى، و هو الاستبشارُ أَيضاً. و يَتعدَّى بالحركةِ فيقال: بَشَرْتُه [6] و أَبْشَرْتُه ، كنَصرْتُه في لُغَةِ تهامةَ و ما وَالاها، و التَّعْدِيَةُ بالتَّثْقِيل لغةُ عامَّةِ العربِ، و قرأَ السَّبْعَةَ باللُّغَتَيْن [7] . و الفاعِلُ من المخفَّف بَشِيرٌ ، و يكون البَشِيرُ في الخَيْرِ أَكثرَ منه في الشَّرِّ.
و البِشَارةُ ، بالكسر، و الضمُّ لغةٌ، و إِذا أُطلِقتْ اختَصَّتْ بالخَيْرِ، و في الأَساس: و تَتَابَعَتِ البِشَارَاتُ و البَشَائِرُ .
و البَشَارَةُ بالفَتْح: الجَمَالُ و الحُسْنُ، قال الأَعْشَى:
و رَأَتْ بأَنَّ الشَّيْبَ جا # نَبَه البَشَاشَةُ و البَشَارَهْ
و يقال: هو أَبْشَرُ منه، أَي أَحْسَنُ و أَجْمَلُ و أَسْمَنُ ، و 16- في الحديث : «ما مِن رَجُلٍ له إِبِلٌ و بَقَرٌ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا، إِلاّ بُطِحَ لها يومَ القِيَامَةِ بقَاع قَرْقَرٍ، كأَكْثَرِ مَا كَانَتْ، و أَبْشَرِه » .
أَي أَحْسَنِه، و يُرْوَى: «و آشَرِه» ؛ من النّشاط [8] و البَطَر.
و البِشْرُ ، بالكسر: الطَّلاقَةُ و البَشَاشَةُ، يقال: بَشَرَنِي فلانٌ بوَجهٍ حَسَنٍ، أَي لَقِيَنِي و هو حَسَنُ البِشْرِ ، أَي طَلْقُ الوَجْهِ.
و البِشْرُ : ع: و قيل: جَبَلٌ بالجَزِيرة في عَيْنِ الفُراتِ الغَربيِّ، و له يَومٌ، و فيه يقول الأَخطلُ:
لقد أَوْقَعَ الجَحَّافُ بالبِشْرِ وَقْعَةً # إِلى اللّهِ منها المُشْتَكَى و المُعَوَّلُ
و تَفصيله في كتاب البلاذريّ.
و قيل: ماءٌ لِتَغْلِبَ بنِ وائلٍ، قال الشاعر:
فلَنْ تَشْرَبِي إِلاَّ بِرَنْقٍ و لَنْ تَرَيْ # سَوَاماً و حَيًّا في القُصَيْبَةِ فالبِشْرِ
أَو البِشْرُ : اسمُ وادٍ يُنْبِتُ أَحْرَارَ البُقُولِ و ذُكُورَهَا.
و المُسَمَّى ببِشْر سبعةٌ و عشرون صَحابيَّا ، و هم: بِشْرُ بنُ البَرَاءِ الخَزْرَجِيُّ، و بِشْرٌ الثَّقَفِيُّ، و يقال: بَشِير ؛ و بِشْرُ بنُ الحارث الأَوْسِيُّ، و بِشْرُ بنُ الحارث القُرَشِيّ، و بِشْرُ بن حَنْظَلَةَ الجُعْفِيّ، و بِشْرٌ أَبو خليفةَ، و بِشْرٌ أَبو رافعٍ [9] ، و بِشْرُ بنُ سُحَيْمٍ الغِفَاريُّ، و بِشْرُ بنُ صُحَار، و بِشْرُ بنُ عاصمٍ الثَّقَفِيُّ، و بِشْرُ [10] بنُ عبد اللّه الأَنصاريُّ، و بِشْرُ بنُ عَبْدٍ، نَزَلَ البصرة، و بِشْرُ بنُ عُرْفَطَةَ الجُهَنيُّ، و بِشْرُ بن
[5] عبارة الرازي في التفسير الكبير 20/54 الذي يؤثر في تغير بشرة الوجه، و معلوم أن السرور كما يوجب تغير البشرة فكذلك الحزن يوجبه.
[6] في المصباح: فيقال: بشرته أبْشُرُه بَشْراً من باب قتل في لغة تهامة....
[7] بهامش المصباح: قال ابن مجاهد: قرأ ابن كثير و أبو عمر: «يبشرك» في كل القرآن مشدداً إلا في الشورى: (ذلك الذي يبشر اللّه عباده) فإنهما قرآ بضم الشين مخففاً، و قرأ نافع و ابن عامر و عاصم «يُبَشِّرُكَ» * مشدداً في جميع القرآن. و قرأ حمزة «يبشر» مما لم يقع خفيفاً في كل القرآن إلا قوله: (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ» الحجر: 54 و قرأ الكسائي: «و يبشر» مخففة في خمسة مواضع: آل عمران و في الإسراء و الكهف و في الشورى.
[8] الأصل و اللسان و بهامشه: «... و الأحسن من الأشر و هو النشاط» .
[9] في أسد الغابة: بشر أبو رافع و قيل بشير و قيل بسر.