اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 98
فالشَّاجِبُ : الذي يَتَكَلَّم بالرَّدِيءِ، و قِيلَ: النَّاطِقَ بالخَنَا، المُعِينُ عَلَى الظُلْمِ، و الغَانِمُ: الَّذِي يَتَكَلَّم بالخَيْرِ و يَأْمُرُ بِهِ و يَنْهَى عَنِ المنكر فيغْنَمُ، و السَّالِمُ: السَّاكِتُ.
و في التهذيب، قَالَ أَبُو عُبَيْد: الشَّاجِبُ : الهالِكُ الآثِمُ.
و الشَّاجِبُ مِنَ الغِرْبَان: الشَّدِيدُ النَّعِيق، بالمُهَمَلَة و المُعْجَمة، الَّذِي يَتَفَجَّعُ من غِرْبَان البَيْن، يقال شَجَبَ الغُرَابُ يَشْجُبُ شَجِيباً [1] : نَعَقَ بالبَيْن. و غُرَابٌ شَاجِبٌ يَشْجُبُ .
شحب [شحب]:
شحب بالحَاءِ المُهْمَلَةِ لَوْنُه و جِسْمُه كجَمع و نَصَرَ و كَرُم و عُنِي يَشْحَب و يَشْحُبُ شُحُوباً و شُحُوبَةً الأَخِيرُ من الثَّالِثِ، و على الأَوَّل اقْتَصر عِيَاضٌ في المَشَارِق، و ابْنُ جِنِّي في شَرْحِ دِيوَانِ المُتَنَبِّي وَ هُوَ القِيَاسُ و الثَّانِيَةُ أَشْهَرُ مِن الأُولى، حَكَاهَا الجَوْهَرِيّ، و ابْنُ القَطَّاعِ، و ابْنُ سِيدَه، و ابْنُ جِنّي تَبَعاً لأَبِي العَبَّاس ثَعْلَب في الفَصِيح، والثَّالِثَةُ حَكَاهَا الفَرَّاءُ، و نَقَلَهَا الجَوْهَرِيّ و ابْنُ القَطَّاع و ابْنُ القُوطِيّة وابْنُ سِيدَه و ابنُ جِنِّي و ابْنُ السِّكّيت في إصْلاح المَنْطِق و أَبُو حَاتِم و صَاحِبُ الوَاعِي، و أَنْكَرَها أَبُو زَيْد و تَبِعَه القَاضي عِيَاض، و الرَّابِعَةُ حَكَاهَا ابْنُ سِيدَه و أَغْفَلَهَا الجَمَاهِيرُ، كَذَا حَقَّقَه شَيْخُنَا. قُلْتُ: وَ حَكَى الرَّابِعَة أَيْضاً الصَّاغَانِيّ في التَّكْمِلَة: إذَا تَغَيَّر كَذَا في الصَّحَاح و لَم يُقَيِّد سَبَبَ التَّغْيِير [2] ، و مِثْلُه لأَبِي حَاتِم في تَقْوِيم المُفْسد، و أَنْشَدَ لِلنَّمِرِّ ابنِ تَوْلب:
و في جِسْمِ رَاعِيهَا شُحُوبٌ كَأَنَّه # هُزَالٌ وَ مَا مِنْ قِلَّة الطُّعْم يُهْزَلُ
و قال صَاحِبُ الوَاعِي: الشُّحُوبُ هُوَ الهُزَالُ بِعَيْنِه، و جَعْلَه في الأَسَاس مِنْ لُغَةِ بَنِي كِلاَب. و مِنْهُم مَنْ قَيَّد السَّبَبَ فَقَالَ: إذَا تَغَيَّر مِنْ هُزَالٍ أَو عَمَلِ أو جُوعٍ أَوْ سَفَرٍ أَو مَرَضٍ أَو جَزَع أَو جُهْدٍ. قَالَ لَبِيد: رأَتْنِي [3] قد شَحَبْتُ و سَلَّ جِسْمِي طِلاَبُ النَّازِحَاتِ مِن الْهُمُومِ و الشَّاحِبُ : السَّيْفُ يَتَغَيَّر لَوْنُه بِمَا يَبِسَ عَلَيْهِ من الدَّمِ.
قَالَ تَأَبَّطَّ شَرًّا:
و لكِنَّنِي أُرْوِي من الخَمْر هَامَتِي # و أَنْضُو المَلاَ بِالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِلِ
المُتَشَلْشِلُ: الَّذِي يَتَشَلْشَلُ بالدَّم. و أَنْضُو: أَنْزِعُ و أَكْشِفُ.
و الشَّاحِبُ : المَهْزُولُ. قَالَ:
و قد يَجْمَعُ المَالَ الفَتَى وَهْوَ شَاحِبٌ # و قد يُدْرِكُ الموتُ السِّمِينَ البَلَنْدَحَا
و 14- في الحَدِيثِ : «مَنْ سَرّه أَنْ يَنْظُر إليّ فَلْيَنْظُر إلَى [أشْعَثَ] [4] شَاحِب ». و الشَّاحِبُ : المُتَغَيِّر اللَّوْنِ [و الجسم] [4] لِعَارِض من مَرَضٍ أَو سَفَرٍ و نَحْوِهِما. و مِنْهُ 14- حَدِيث ابْنِ الأَكْوَع «رَآنِي رَسُولُ اللََّه صَلَّى اللََّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ شَاحِباً شَاكِياً».
و 16- حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُود : «يَلْقَى شَيْطَانُ الكافِرِ شَيْطَانَ المُؤْمِن شاحِباً ». و 16- حَدِيث الحَسَن : «لا تَلْقَى المُوْمِنَ إلاَّ شَاحِباً ». لأَنَّ الشُّحُوبَ من آثَار الخَوْفِ و قِلَّة المَأْكَلِ و التَنَعُّمِ.
قال شيخُنَا: بَقِي عَلَيْهِ شَحْبُ بْنُ مُرَّةَ، في نَهْدٍ، و شَحْبُ بنُ غَالِب في الهُون، ذكرهما الوزير و الأمير و غيرهما، و أغفلهما المصنف مع شُهْرَتِهما. قُلْتُ: و مِنْ وَلَدِ الأَوَّل قَيْسُ بْنُ رِفَاعَة بْنِ عَبْدِ نُهْم بن مُرَّة بْنِ شَحْب ، شَاعِرٌ فَارِسٌ.
شخب [شخب]:
الشَّخْبُ بالفتح و يُضَمُّ: مَا خَرَج من الضَّرْع من اللَّبَنِ إذَا احْتُلِبَ. و الشَّخْبُ بالفَتْحِ المَصْدَرُ وَ هُوَ الدَّمُ.
و شَخَبٌ بالتَّحْرِيك: حِصْنٌ باليَمَن على نَقِيل صَيد [7] .
و الشِّخَابُ كِكتَاب: اللَّبَنُ إذا احتُلِبَ، يَمَانِية.