اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 92
كَذَا قَالَه ابْنُ فَهْد. و سَيَابَةُ أُمُّ يَعْلى بْنِ مُرَّة بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيّ، و بِهَا يُعْرَفُ و يُكْنَى أَبا المَرَازِم.
فصل الشين
المعجمة من باب الموحدة
شأب [شأب]:
الشُؤْبُوب «بالضَّمِّ». لما تقَرَّرَ أَنَّه لَيْسَ في كَلاَمِهِم فَعْلُولٌ «بالفتح»: الدُّفْعَةُ من المطر و غَيْرِه. أَوْ لاَ يُقَال للمَطَر شُؤْبُوبٌ إلاَّ وَ فِيه بَرَدٌ، قَالَه ابْنُ سِيدَه.
و شُؤْبُوب العَدْوِ مِثْلُه، و 1- في حَدِيثِ عَلِيِّ رَضِيَ اللََّهُ عَنْه «تَمْرِيهِ الجَنُوبِ دِرَرَ أَهَاضِيبه وَ دُفَعَ شَآبِيبِه ». و عن أَبي زيد:
الشُّؤْبُوبُ : المَطَر يُصِيبُ المَكَانَ و يُخْطِىءُ الآخَر، و مِثْلُه النَّجْوُ و النَّجَاءُ.
و الشُّؤْبُوبُ حَدُّ كُلِّ شيء.
و شُؤْبُوبُه شِدَّةُ دُفْعَتهُ [1] . قال كَعْبُ بْنُ زُهَيْر يَذْكُرُ الحِمَارَ و الأُتُنَ:
إذَا ما انْتَحَاهُنّ شُؤْبُوبُه # رأَيتَ لِجَاعِرَتَيْه غُضُونا
أَي إذَا عَدَا و اشتَدَّ عَدْوُه رَأَيْتَ لِجَاعِرَتَيْه تَكَسُّراً.
و الشُّؤْبُوبُ : أَوَّلُ ما يَظْهَرُ من الحُسْنِ في عَيْنِ النَّاظِرِ.
يُقَالُ لِلْجَارِيَة:
إنَّهَا لحَسَنَةُ شآبِيبِ الوَجهِ.
و الشُّؤْبُوب : شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ. و طَرِيقَتُها إذَا طَلَعَت.
و حَاصِلُ كَلاَم شَيخِنَا أَنّ الشِّدَّةَ مَأْخُوذَةٌ في مَعَاني هَذِه المَادة كُلِّهَا و إن تركه في المَعْنَى الأَول. ج أَي في الكُلِّ شَآبِيبُ . و في لِسَان العَرَب عَنِ التَّهْذِيبِ في «غ ف ر»قَالَت الغَنَوِيَّة: مَا سَال مِنَ المُغْفُر فَبقِيَ شِبْهَ الخُيُوطِ بَيْن الشَّجَر و الأَرْضِ. يقال: [له] [2] شَآبِيبُ الصَّمْغ و أنشدت:
الشَّبَابُ : الفَتَاءُ و الحَدَاثَةُ كالشَّبِيبَة . و قد شَبَّ الغُلامُ يَشِبُّ شَبَاباً ، و شُبُوباً ، و شَبِيباً ، و أَشَبَّهُ اللََّهُ، و أَشَبَّ اللََّه قَرْنَه بمَعْنىً، و الأَخِيرُ مَجَازٌ، و القَرْنُ زِيَادَةٌ في الكَلاَمِ.
و قال مُحَمَّد بنُ حَبِيب: زَمَنُ الغُلُومِيَّة سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً مُنْذُ يُولَدُ إلى أن يَسْتَكْمِلَها، ثم زَمَنُ الشَّبَابِيَّة مِنْهَا إلَى أَنْ يَسْتَكْمِلَ إحْدَى و خَمْسِينَ سنة، ثم هُوَ شَيْخٌ إلَى أَنْ يَمُوتَ.
و قيل: الشَّابُّ : البَالِغُ إلَى أَنْ يُكَمِّل ثَلاَثِين. و قيل: ابنُ سِتَّ عَشَرَةَ إلى اثْنَتَيْن و ثَلاَثِين، ثُمَّ هُوَ كَهْلٌ. انتهى.
و الشَّبَاب جمع شَابّ ، قَالُوا: و لا نَظِير لَه كالشُّبَّان بالضَّمِّ كفَارِس و فُرْسَانِ. و قال سِيبَوَيْه: أُجْرِي مُجْرَى الاسْم نحو حَاجِر و حُجْرَان. و الشَّبَابُ : اسمٌ للجَمْع. قال:
و لقد غَدَوْتُ بسَابِح مَرِحٍ # وَ مَعِي شَبَابٌ كُلُّهمْ أَخْيَلْ
و زَعَم الخَلِيلُ أَنَّه سَمِعَ أَعْرَابِيًّا فَصِيحاً يَقُولُ: إذَا بَلَغ الرجلُ سِتِّين فإيّاه و إيَّا الشَّوَابِّ [3] . و من جُمُوعِه شَبَبَةٌ ككَتَبَةٍ.
تَقُولُ: مررْتُ بِرِجَالٍ شَبَبَة أَي شُبَّان . و 16- في حَدِيث بَدْرٍ :
«لَمَّا بَرَزَ عُتْبَةُ و شَيْبَةُ و الوَلِيدُ بَرَزَ إلَيْهِم شَبَبَةٌ [4] من الأنْصَارِ».
أَي شُبَّانٌ وَاحِدُهم شَابٌ .. و 17- في حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ : «كُنْتُ أَنَا و ابْنُ الزُّبَيْرِ في شَبَبَةٍ مَعَنَا».
و الشَّبَابُ و الشَّبِيبَةُ : أَوَّلُ الشيءِ. يقال: فَعَلَ ذَلِكَ في شَبِيبَةِ . و سَقَى اللََّهُ عَصْرَ الشَّبِيبَة و عُصُورَ الشَّبَائِبِ . و منَ المَجَاز: لَقِيتُ فُلاَناً في شَبَابِ النَّهَار [5] ، و قَدِم في شَبَاب الشَّهْر، أَي في أَوَّلِه. و جِئتُك في شَبَابِ النَّهَارِ و بِشَبَاب نَهَارِ، عَنِ اللِّحْيِانِيّ. أَي أَوَّلِهِ.
و الشِّبَابُ بالكَسْرِ: ما شُبَّ بِهِ أَي أُوقد، كالشَّبُوبِ بالفَتْح.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: الشَّبُوب «بالفتح»: ما يُوقَدُ به النَّارُ و شَبَّ النَّارَ و الحَرْبَ: أَوقدها يَشُبُّها شَبًّا و شُبُوباً . و شَبَيْتُها.
[1] كذا بالأصل و اللسان، و في القاموس: «دَفْعِه»و في الصحاح: دَفْعَتِه.