مِسَابٌ كَكِتَابٍ. أَرادَ مِسْأَباً فخَفَّفَ الهمزةَ على قَوْلهم فيما حَكَاه بَعْضُهم [2] ، و أَرَادَ شِيقاً بمَسَدِ فَقَلَب. و قَوْلُ شَيْخنا: فكأَنَّه يَقُولُ إِنَّه صَحَّفَه و هو بَعِيدٌ لَيْسَ بِظَاهِرٍ كما لاَ يَخْفَى.
و المِسْأَب كمِنْبَرٍ: الرَّجُلُ الكَثِير الشُّرْبِ لِلْمَاءِ كما يُقَالُ مِنْ قَئِبَ مِقْأَبٌ.
و المَعْنَى أَيْ حَسَنُ الرِّعْيَةِ و الحِفْظِ لَهُ و القِيَامِ عَلَيْهِ، كما حَكَاه ابْنُ جِنّي، و قَالَ: هو فُعْلاَن من السَّأْبِ الَّذِي هُوَ الزِّقُّ؛ لأَنَّ الزِّقَّ إِنَّمَا وُضِع لِحفْظِ مَا فِيه. كَذَا في لِسَان العَرَب.
في لِسَانِ العَرَب: يُرِيد مُعَاقَرَة أَبِي الفَرَزْدَقِ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعةَ لسُحَيْمِ بْنِ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيِّ لَمَّا تَعَاقَرَا بصَوْأَرٍ، فعَقَرَ سُحَيْمٌ خَمْساً، ثم بَدَا لَه و عَقَرَ غَالِبٌ مائَة. و في التَّهْذِيب: أَرَادَ بِقَوْله: سُبّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ فَسَبَّ عَرَاقِيبَ إِبِلِه أَنَفَةً مِمَّا عُيِّر بِهِ، انْتَهَى. و سَيَأْتي في «ص أَر».
و التَّسَابُّ : التَّقَاطُعُ.
و من المجاز: سَبَّه يَسُبُّه سَبَّا : طَعَنَه في السَّبَّةِ أَي الاسْتِ. و سَأَل النُّعْمَانُ بْنُ المُنْذِر رَجُلاً [5] فقال: كَيْفَ صَنَعْتَ؟فَقَالَ: لَقِيتُه [6] في الكَبَّة طَعَنْته في السَّبَّة فأَنْفَذْتُها مِنَ اللَّبَّة [6] . الكَبَّةُ: الجَمَاعَةُ كما سَيَأْتِي. فقلتُ لأَبِي حَاتِم: كَيْفَ طَعَنَه في السَّبَّه و هُوَ فَارِسٌ، فضَحِك و قال:
انْهَزَم فاتَّبَعَه فَلَمَّا رَهِقَه أَكَبَّ ليَأْخُذَ بِمَعْرَفَةِ فَرَسِه فطَعَنَه في سَبَّتِه . و قَالَ بَعْضُ نِسَاءِ العَرَب لأَبيها و كَانَ مَجْروحاً؛ يا أَبَه أَ قَتَلُوك؟قال: نَعَم أَي بُنيَّةُ و سَبُّونِي . أَي طَعَنُوه في سَبَّتِه .
و السَّبُّ : الشَّتْمُ. و قَدْ سَبَّه يَسُبُّه : شَتَمَه، سَبًّا و سِبِّيبَى كخِلِّيفَى، كسَبَّبَه ، و هو أَكثرُ مِنْ سَبَّه . و عَقَرَه، و أَنْشَد ابْنُ بَرِّيّ هُنَا بَيْتَ ذي الخِرَق:
بأَنْ سُبَّ مِنْهم غُلاَمٌ فَسَبّ
و 16- في الحديث : « سِبَابُ المُسْلِم فُسُوق» [7] . و في الآخر:
[2] اللسان: حكاه صاحب الكتاب: المرأة و الكماة، و أراد.
[3] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله بأن سب الخ قال في التكملة و الرواية بأن شب بفتح الشين المعجمة أي بلغ من الشباب و ليس من الشتم في شيء و شهرة القصة عند أهل الأدب تنادى بصحة المعنى اهـ»و.
[4] بهامش المطبوعة المصرية: قوله بأبيض الخ أنشده في التكملة: