اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 481
و ويْبِ غَيْرِهِ بكسره، مع الإِضافة للمُنْفَصِل [1] ، و هاتان عن أَبي عَمْرٍو [2] ، و وَيْبَ زَيْدٍ بكسر الباءِ و فتحها معاً، و وَيْبِ فُلانٌ بكَسْرِ الباءِ على البِناءِ و رَفْعِ فُلان مبتدأً أَو خَبَراً.
و هََذا عن ابنِ الأَعْرَابيِ ، و قال: إِلاّ بني أَسَدٍ، لم يزد على ذََلك، و لا فَسَّرَه، و هو استعمالٌ غريب، و قد نقله البَكْرِيُّ في شرح أَمالي القالي، و يُفْهَمُ من قوله: إِلاّ بنِي أَسدٍ، أَي: فإِنهم يَفتَحُون الباءَ و مَعْنَى الكُلِّ: أَلْزَمَهُ اللََّهُ تعالَى وَيْلاً نُصبَ نَصْبَ المصادر، و هو المشهور. و دَعْوَى الفِعْلِيَّة فيها شاذٌّ. و قد وقَعَ في بعض حواشي شرحِ الرَّضِيّ، فليُنْظَرْ.
و في اللّسَان: فإِن جئْتَ باللاَّمِ، رَفَعْتَ، فقُلْتَ: وَيْبٌ لِزَيْدٍ، و نَصبتَ مُنَوّناً، فقلت: وَيْباً [3] لِزَيْدٍ. فالرفعُ مع اللاَّم على الابتداءِ أَجْوَدُ من النَّصب، و النَّصْبُ مع الإِضافة أَجْوَدُ من النَّصب، و النَّصْبُ مع الإِضافة أَجْوَدُ من الرَّفْع. قال الكِسائيّ: من العرب مَنْ يقولُ: وَيْبَكَ ، و وَيْبَ غَيْرِك؛ و منهم من يقولُ: وَيْباً لِزَيْد، كقولك: وَيْلاً لِزَيْدٍ. و 17- في حديث إِسلامِ كَعْبِ بن زُهَيْرٍ :
قال ابنُ بَرِّيّ: في حاشية الكتاب بيتٌ شاهدٌ على ويْب ، بمعنى وَيْل، لِذي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ يُخَاطِب ذئباً تَبِعَهُ في طريقه:
حَسِبْتَ بُغامَ راحِلَتِي عَنَاقاً # و ما هِيَ ويْبَ غَيْرِكَ بالعَنَاقِ
فلو أَنِّي رَمَيْتُكَ من قَرِيبٍ # لَعاقَكَ عن دُعَاءِ الذِّئْبِ عَاقِ
قوله: عَنَاقاً، أَي: بُغامَ عَناقٍ [4] . و حكَى ثعلب: وَيْب فُلانٍ، و لم يَزِدْ [5] . و المصنِّف زاد على ما ذَكرُوه عُمُومَاستعماله بالمُوَحَّدة الجارَّة بدل اللاّم، و إِضافتَهُ للغائب في وَيْبَه ، كما أُضِيفَ في اللُّغَة العامَّة إِلى ضمير المتكلِّم، و إِضافتُه إِلى الظّاهر مشهورٌ، كوَيْل. قاله شيخُنا. و وَيْباً لِهَذَا الأَمْرِ: أَيْ عَجَباً له، و وَيْبهُ : كَوَيْلَهُ.
و الوَيْبَةُ ، على وَزْن شَيْبَةٍ. اثنانِ أَوْ أَرْبعَةٌ و عِشْرُونَ مُدًّا.
و المُدُّ يَأْتي بيانه في م ك ك لم يذكُرْه الجوهريُّ و لا ابنُ فارسٍ، بل توقَّفَ فيه ابْنُ دُرَيْدٍ. و الصَّحِيحُ أَنَّهَا مُوَلَّدَة، استعملها أَهْلُ الشّامِ و مِصْرَ و إِفْرَيقَيَّةَ.
فصل الهاء
هبب [هبب]:
الهَبُّ ، و الهُبُوبُ ، بالضم: ثَوَرَانُ الرِّيحِ، كالهَبِيبِ . في المحكم: هَبَّت الرِّيحُ، تَهُبُّ هُبُوباً ، و هَبِيباً :
ثارَتْ، و هاجَتْ. و قال ابن دُرَيْد: هَبَّ هَبًّا ، و ليس بالعَالي في اللغَة، يعني: أَنّ المعروفَ إِنّما هو الهُبُوب ، و الهَبِيبُ .
قلتُ: فالمُصَنِّفُ قدّمَ غيرَ المعروف على ما هو مستعملٌ معروف. و في بغية الآمال، لِأَبي جعفر اللَّبْلِيّ: أَنَّ القِيَاس في فَعَلَ المفتوحِ اللازم المُضَاعَف أَن يكونَ مُضَارِعُهُ بالكسر، إِلاّ الأَفعالَ الثّمانيةَ و العشرينَ، منها: هَبَّتِ الرِّيحُ.
و الهَبّ ، و الهُبُوبُ ، و الهَبِيبُ : الانْتِباهُ مِنَ النَّوْمِ ، هَبَّ ، يَهُبُّ . و أَنشد ثعلبٌ:
و أَهَبَّ اللََّهُ الرِّيحَ، و أَهَبَّهُ من نَوْمِه: نَبَّهَهُ، و أَهْبَبْتُه أَنا.
قال شيخُنَا: هَبَّ من نَوْمِهِ، من الأَفعال الّتي استعملَتها العربُ لازِمَةً كما هو المشهور، و متعدِّيةً أَيضاً، يقال: هَبَّ من نَوْمِهِ، و هَبَّه غَيْرُهُ؛ و استدلُّوا لذََلك بقوله تعالَى في قراءَةٍ شاذَّةٍ: قالُوا يا وَيْلَنَا مَنْ هَبَّنا من مَرْقَدِنا بدل قوله تعالى في المُتَواتِرَة مَنْ بَعَثَنََا[6] و قالوا: هَبَّنا معناه: أَيْقَظَنا و بَعَثَنا، و أَنّه يُقَال: هَبَّنا ثُلاثِيًّا متعدّياً، كأَهَبَّنا رُباعِيًّا.
و القراءَةُ نقلها البيضاويُّ و غيرُه، و جعلوا الثُّلاثيَّ و المَزيدَ بمعنًى. و لكِنَّ ابْنَ جِنِّي في المُحْتَسب أَنكر هََذه القِراءَة، و قال: لم أَرَ لهََذا أَصْلاً، إِلاّ أَن يكونَ على الحذف و الإِيصال، و أَصلُهُ هَبَّ بنَا، أَي: أَيْقَظَنَا. انتهى.
[1] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الإضافة للمنفصل لعل مراده بالمنفصل ما عدا الضمير المتصل فيشمل لفظ غير».