و يُقَال للرَّجُلِ: صَفِرَتْ وِطَابُهُ ، أَي : إِذا ماتَ، أَو قُتِلَ. و قيل: إِنّهُمْ يَعْنُونَ بذلك خُروجَ دَمِه من جَسده. و قيل:
معنَى صَفِرَ الوِطابُ : خَلاَ أَسَاقيه من الأَلبان الّتي تُحْقَنُ بها، لأَنَّ نَعَمَه أُغِيرَ عليها، فلم يبْقَ له حَلُوبةٌ؛ و قال تَأَبَّط شراً:
أَقُولُ لِلحْيانٍ و قد صَفِرَتْ لَهُمْ # وِطابي و يَوْمِي ضَيِّقُ الحَجْرِ مُعْوِرُ [1]
جعل رُوحَهُ بمنزلة اللَّبَن الَّذي في الوِطاب ، و جعل الوَطْبَ بمنزلةِ الجسدِ، فصار خُلُوُّ الجسد من الرُّوح كخُلُوّ الوَطْب من اللَّبن.
و الطِّبَةُ ، بالتّخْفيف: القِطعةُ من الأَدَم [2] . و قال ابن سيدَه: لا أَدري أَهُو محذُوفُ الفَاءِ، أَم محذُوف اللام، فإِن كان محذوفَ الفاءِ، فهو من الوَطْب ، و إِنْ كان محذوفَ اللاّم، فهو من: طَبَيْتُ، و طَبَوْتُ؛ أَي: دَعَوتُ.
و المعروف: الطِّبّةُ ، بالتَّشْدِيد، و قد تقدَّم في موضعِه. و 14- في حديثِ عبدِ اللََّهِ بن بُسْرٍ : «نَزَل رسولُ اللََّهِ، صلى اللّه عليه و سلم، على أَبِي، فقَرَّبْنا إِليه طعاماً، و جاءَه بوَطْبَةٍ ، فأَكَلَ منها». هكذا في كتاب أَبي مسعودٍ الدِّمشْقيّ و أَبي بكر البَرْقانِيّ. قال النَّضْر:
الوَطْبَةُ : الحَيْسُ، يجمع بينَ التَّمْرِ و الأَقِط و السَّمن. و نقله عن شُعْبَةَ، على الصِّحَّة، بالوَاو. و رواه الحُمَيْدِيُّ في كتاب مُسْلِمٍ بالرّاءِ [3] ، و هو تصحيفٌ. و في أُخْرَى [4] : «بوطئة فيباب الهمزة، و قال: و هي طَعَامٌ يُتَّخَذُ من التَّمْر، كالحَبْسِ.
و يُرْوَى بالبَاءِ المُوَحَّدة. و قيل: هو تَصحِيفٌ.
وظب [وظب]:
وظَبَ عليه، يَظِبُ ، وُظُوباً بالضَّمّ: دَامَ ، عن اللّيْث. أَو وَظَبَ عليه، وَ وَظَبَهُ ، يَظِبُهُ ، وُظُوباً : دَاوَمَهُ، و لَزِمَهُ، و تَعَهَّدَهُ، كوَاظَبَ مُوَاظَبَةً . و قد يَتَعَدَّى وَاظَبَ بنفْسه، حَمْلاً على لازَمَ، لأَنّهُ نظيرُه، أَشارَ له ابْنُ الكمال، في شرح مفتاح السَّكَّاكيّ عندَ قوله: و افتخار بمُوَاظَبتِها .
و قال السَّعْدُ: الصَّوابُ: بالمُوَاظبة عليها. انظره في شرح شيخنا. قال أَبو زيد: الموَاظَبة : المثابَرة على الشَّيْءِ، و المداومة عليه. قال اللِّحْيَانيُّ: يُقَالُ: فُلانٌ مُوَاكِظٌ على كَذا و كذا. و واكِظٌ و واظِبٌ و مُوَاظِبٌ ، بمعنًى واحدٍ، أَي:
مُثابِرٌ. و في حديثِ أَنَسٍ: كُنَّ أُمَّهاتي يُوَاظِبْنَنِي على خِدْمته»، أَي: يَحمِلنني و يَبعثنَني على ملازمةِ خدْمَته، و المُداومة عليها.
و أَرْضٌ مَوْظُوبَةٌ ، و رَوضَةٌ [5] مَوظُوبةٌ : تُدُووِلَتْ بالرَّعْيِ و تُعُهِّدَت فَلَمْ ، و في غيرِه من الأُمّهَات: حتّى لم يَبْقَ فيها كَلأٌ. و يُقَال واد مَوْظوبٌ : مَعرُوكٌ. و في المُحْكَم: يقال للرَّوضة إِذا أُلِحَّ عليها في الرَّعْيِ قد وُظِبَتْ ، فهي مَوظوبةٌ .
[1] في الأصل: «ضيق الجحر»و ما أثبت «الحجر»عن اللسان.
[2] في اللسان: و الطّبَة: القطعة المرتفعة أو المستديرة من الأدم، لغة في الطَّبَّة.
[3] انظر رواية مسلم في صحيحه-كتاب الاشربة. باب استحباب وضع النوى خارج التمر.
قال ابن الاثير: و الذي قرأته في كتاب مسلم وطبة بالواو. و قال الامام النووي: و هذا الذي ادعاه (الحميدي) على نسخ مسلم هو فيما رآه هو، و إلا فأكثرها بالواو.