responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 439

و المَنَاصِبُ : موضعٌ، عن ابن دُرَيْد، و به فسَّروا قول الأَعلم الهُذَلِيّ:

لَمّا رأَيْتُ القَوْمَ بِالْ # عَلْيَاءِ دُونَ قِدَى المَنَاصِبْ [1]

و 17- قرأَ زَيْدُ بْنُ عليٍّ: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصِبْ . بكسر الصّاد، و المعنى واحدٌ.

و النَّصَّابُ ، ككَتّان: الّذي يَنْصبُ نَفْسهُ لعملٍ لم يُنْصَبْ له، مثل أَن يَتَرَسَّل و ليس برسولٍ، نقله الصّاغانيّ. قلتُ:

و استعمله العامَّةُ بمعنى الخَدَّاع المُحْتَال.

نضب [نضب‌]:

نَضَبَ الشَّيْ‌ءُ: سالَ و جرَىَ. و نَضَب الماءُ ، يَنْضُبُ بالضّمّ، نُضُوباً : إِذا ذَهَبَ في الأَرْض. و في المُحْكَم: غارَ ، و بَعُدَ، و في الصَّحاح:

سَفَلَ، أَنشد ثعلبٌ:

أَعْدَدْتُ لِلْحوْضِ إِذا ما نَضَبَا # بَكْرَةَ شِيزَى و مُطَاطاً سَلْهَبَا

كَنَضَّبَ ، بالتّشديد. و في المِصباح و يَنْضِبُ ، بالكسر أَيضاً، و هو لغة. قال شيخُنا: و هو غريبٌ.

و في الأَساس: و غَديرٌ ناضِبٌ ، و عَيْنٌ مُنضِّبَةٌ : غارَ ماؤُهَا.

و نَضَبَتْ عُيُونُ الطّائف. ثُمَّ إِنَّ تقييدَنَا في نَضَب بالشَّيْ‌ءِ لإِخراج الماءِ، و إِن كان داخلاً في الشّيْ‌ءِ كما قيَّده غيرُ واحدِ من أَئمّة الُّلغَة، فلا يلزم عليه ما قاله شيخُنَا من أَنّه يُؤْخَذُ من مجموع كلاميه أَن نَضَب من الأَضداد، يقال بمعنى سالَ و بمعنى غال، و هو ظاهر.

و 16- في الحديثِ : «ما نَضَبَ عنهُ البَحْرُ، و هو حَيٌّ، فماتَ، فكُلُوهُ». أَي: نَزَحَ ماؤُه، و نَشِفَ. و 17- في حديثِ الأَزْرقِ‌[بن قيسٍ‌] [2] : «كُنّا على شاطئِ النَّهْرِ بالأَهْوَاز، و قَد نَضَبَ عنه الماءُ».

قال ابْنِ الأَثِيرِ: و قد يُستعارُ للمعاني، و منه 17- حديثُ أَبِي بكْرٍ : نَصَبَ عُمْرُهُ، و ضَحَا ظِلُّهُ». أَي: نَفِد عُمْرُه و انقضى، و هو مراد المؤلِّف من قوله: و نَضَبَ فُلانٌ: ماتَ‌ فهو إِذاًمجازٌ، و لا يُلتقَت إِلى قول شيخِنا: إِنَّ أَكثَرَ الأَئِمّة أَغْفَل ذِكْرَه.

و نَضَبَ الخِصْبُ‌ : إِذا قَلَ‌ ، أَو: انقطَع.

و نَضَبَتِ الدَّبَرَةُ: اشْتَدَّتْ. و من المَجَاز: نَضَبَ الدَّبَرُ:

اشْتَدَّ أَثَرُهُ في الظَّهْر، و غاب فيه‌ [3] .

و نَضَبَت المفَازَةُ نُضُوباً : بَعُدتْ. و من المجاز: خَرْقٌ‌ [4] ناضِبٌ : أَي بَعيدٌ.

و نَضَبَت عَيْنُهُ‌ ، تَنْضُب ، نُضُوباً : غارَتْ، أَو هو خاصٌّ بِعيْنِ النّاقةِ و أَنشد ثعلب:

من المُنْطيات المَوْكبَ المَعْجَ بَعْدَ مَا يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ

و عن أَبي عَمْرٍو: أَنْضَب القَوْسَ جَذَبَ وَتَرَها، لِتُصَوِّتَ، كأَنْبَضَهَا لغةٌ فيه. قالَ العجّاجُ:

تُرِنُّ إِرْناناً إِذا ما أَنْضَبا

و هو إِذا مَدَّ الوَتَرَ ثُمَّ أَرسلَه. و قيل: أَنْضَبَ القَوْسَ: إِذا جَذَبَ وَتَرَها بغير سَهْمٍ، ثم أَرسلَه. و في لسان العرب: قال أَبو حنيفةَ: أَنْضَبَ [في‌] [5] قَوْسَهُ، إِنْضَاباً :

أَصَاتَها، مقلوبٌ. قال أَبو الحسن: إِنْ كانت أَنضَبتْ [6]

مقلوبةً فلا مصدرَ لها؛ لأَنّ الافعال المقلوبةَ، ليست لها مصادرُ، لِعلَّة قد ذكَرها النَّحْوِيُّون: سِيبوَيْه، و أَبُو عليٍّ، و سائرُ الحُذّاق، و إِن كان أَنْضَبتْ لغةً في: أَنبضَتْ، فالمصدرُ فيه سائغٌ حَسَنٌ. فأَمّا أَن يكونَ مقلوباً ذا مصدر كما زَعَمَ أَبو حنِيفَةَ، فمُحَالٌ. و صرَّحَ بالقَلْب أَيضاً الجَوْهَرِيُّ، و أَبو منصورٍ. قال شيخُنَا: قلتُ: كأَنّه يُشيرُ إِلى أَنّ القلْب الّذِي ذكره الجَوْهَرِيُّ إِنّما يَصِحُّ إِذا كانَ أَنْبض فِعْلاً، ليس له مصدرٌ؛ لأَنّ شرطَ المقلوب من لفظِ أَن لا يَتصرَّفَ تَصرُّفَه. أَما إِذا كان له مصدرٌ، فلا قَلْبَ، بل كُلُّ كلمةٍ، مستقِلَّةٌ بنفْسِهَا، ليست مقلوبةً من غيرها، كما هو رأْيُ أَئمّةِ الصَّرف و علماءِ العربيّة: سيبويْهِ، و غيره. و نقله


[1] في معجم البلدان: مدى المناصب.

[2] زيادة عن النهاية و اللسان.

[3] اللسان و الأساس.

[4] الخرق هنا بمعنى الصحراء.

[5] زيادة عن اللسان.

[6] اللسان: أنضب.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست