اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 39
الحَجَلِ، لاَ تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، وَ لاَ تُنْكِرُونَ مُنْكَراً». مَعْنَاهُ أَنَّكُمْ تَرْكَبُونَ رُؤُسِكُمْ في البَاطِلِ و الفِتَنِ يَتْبَعُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِلاَ رَوِيَّةٍ، قال ابنُ الأَثِير: الرَّكْبَةُ : المَرَّةُ مِنَ الرُّكُوبِ ، و جَمْعُهَا الرَّكَبَاتِ بالتَّحْرِيكِ، و هي مَنْصُوبَةٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ هو حالٌ مِن فَاعِلِ تَمْشُونَ، و الرَّكَبَات ، واقعٌ مَوْقَعَ ذلك الفِعْلِ مُسْتَغْنًى به عنه، و التقديرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُونَ الرَّكَبَاتِ [1] ، و المَعْنَى تَمْشُونَ رَاكِبِينَ رُؤوسَكُمْ هائِمِينَ مُسْتَرْسِلِينَ فِيمَا لا يَنْبَغِي لَكُمْ، كَأَنَّكُمْ في تَسَرُّعِكُمْ إِليه ذُكُورُ الحَجَلِ في سُرْعَتِهَا و تَهَافُتِهَا، حتى إِنَّهَا إِذَا رَأَتِ الأُنْثَى مَعَ الصَّائِدِ أَلْقَتْ أَنْفُسَهَا عليها [2] حَتَّى تَسْقُطَ في يَدِهِ، هكذا شَرَحَه الزمخشريُّ:
و في الأَساس: و مِنَ المَجَازِ: و عَلاَهُ الرُّكَّاب ، كَكُبَّار:
الكابُوسُ.
و في لسان العرب: و 17- في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ «فَإِذَا عُمَرُ قَدْ رَكِبَنِي ». أَيْ تَبِعَنِي، وَ جَاءَ عَلَى أَثَرِي، لأَنّ [3] الرَّاكِبَ يَسِيرُ بِسَيْرِ المَرْكُوبِ ، يقال رَكِبْتُ أَثَرَهُ و طَرِيقَهُ إِذَا تَبِعْتَهُ مُلْتَحِقاً به.
و مُحَمَّدُ بنُ مَعْدَانَ اليَحْصُبِيُّ الرَّكَّابِيُّ بالفَتْحِ و التَّشْدِيدِ كَتَبَ عنه السِّلَفِيُّ.
و بالكَسْرِ و التَّخْفِيفِ: عَبْدُ اللََّهِ الرِّكَابِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ذَكَرَه منصور في الذيل.
و يُوسُفُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عليٍّ القَيْسِيُّ عُرِفَ بابْنِ الرِّكَابِيِّ ، مُحَدث تُوُفِّي بمصرَ سنة 599 ذَكَره الصَّابُونِيّ في الذَّيْل.
و الرَّكْبَةُ بالفَتْحِ: المَرَّةُ مِنَ الرُّكُوبِ ، و الجَمْعُ رَكَبَاتٌ .
و المَرْكَبُ : المَوْضِعُ.
و قال الفراءُ: تَقُولُ مَنْ فَعَلَ ذَاكَ؟فيقولُ: ذُو الرُّكْبَةِ ، أَيْ هَذَا الذي مَعَكَ؟
رنب [رنب]:
الأَرْنَبُ م و هو فَعْلَلٌ عندَ أَكْثَرِ النحويين، و أَما الليثُ فَزَعَمَ أَنَّ الأَلِفَ زَائِدَةٌ، و قال: لاَ تَجِيءُ كلمةٌ في أَولها أَلفٌ فتكون أَصليّةً إِلاَّ أَن تكونَ الكلمةُ ثلاثةَ أَحرفٍ مثلَ الأَرْضِ و الأَمْرِ و الأَرْشِ، و هو حَيَوَانٌ يُشْبِه العَنَاقَ قَصِيرُ اليَدَيْنِ طَوِيلُ الرِّجْلَيْنِ عَكْسُ الزَّرَافَةِ يَطَأُ الأَرْضَ على مُؤَخَّرِ قَوَائِمِه، اسْمُ جِنْسٍ للذَّكَرِ و الأُنْثَى قال المُبَرّدُ في الكامل: إِنَّ العُقَابَ يَقَعُ عَلَى الذَّكَر و الأُنْثَى، و إِنَّمَا مُيِّزَ باسمِ الإِشَارَة كالأَرْنَبِ أَو الأَرْنَبُ للأُنْثَى
____________
7 *
، و الخَزَزُ كصُرَدٍ بمُعْجَمَات، لِلذَّكَرِ و يقالُ: الأُنْثَى: عِكرِشةٌ، و الخِرْنِقُ:
وَلَدَهُ، قال الجاحِظُ: و إِذَا قُلْتَ أَرْنَبٌ فليسَ إِلاَّ أُنْثَى، كَمَا أَنَّ العُقَابَ، لا يَكُونُ إِلاَّ لِلْأُنْثَى، فتقول هذه العُقَابُ، و هذِه الأَنْثى ج أَرَانِبُ و أَرَانٍ ، عن اللحيانيّ، فأَمَّا سيبويهِ فلَمْ يُجِزْ أَرَانٍ إِلاَّ في الشِّعْرِ، و أَنْشَدَ لأَبِي كاهِلٍ اليَشْكُرِيِّ، يُشَّبِّهُ نَاقَتَهُ بِعُقَابٍ:
و هو أَحَدُ ما جَاءَ على أَصْلِه، قال ابن بَرِّيّ: و مثلُه قولُ الآخَرِ:
فإِنَّهُ أَهْلُ لِأَنْ يُؤَكْرَمَا
[1] بهامش المطبوعة المصرية: «في النهاية بعد قوه الركبات زيادة، و نصها: مثل قولهم أرسلهم العراك أي أرسلها تعترك العراك اهـ و نحوه في التكملة»و مثلهما في اللسان.