اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 329
بتشدِيدِ الرّاءِ، حَشَفٍ ، محرَّكةً، و كانَ فيها أَي: القَوْصَرَّةِ بَدْرَةٌ ، له فيها دنانيرُ، و في رواية: كِيسٌ له فيه دنانِيرُ كثيرَة، كان قد أُنْسِيَ[رَفْعَه] فَلَحِقَهُ بائِعُها ، فقال له: إنّك صديقٌ لي، و قد أَعطَيْتُك تَمْراً غيرَ جَيِّدٍ، فرُدَّهُ عَلَيَّ، لِأُعَوِّضَكَ الجَيِّدَ. فاسْترَدَّهَا منه، فَرَدَّها له، و كَانَ مَعَهُ سِكِّينٌ ، حَمَله ليَقْتُلَ به نَفْسِه إِنْ لم يَجِدِ البَدْرَةَ ، فَأَخَذَ القَوْصَرَّةَ و أَخْرَجَ منها البَدْرَة، فنَثَرَهَا، و أَخْرَجَ منها دَنانيرَه، و قالَ للأَعرابيّ:
أَتَدْرِي لِمَ حَمَلْتُ هََذا السِّكّينَ معي؟قالَ: لا، قالَ: لأَشُقَّ بَطني إِنْ لَمْ أَجِدِ الكِيسَ، فَأَخَذَ قَضِيبٌ السِّكِّينَ المذكورَ بعدَ أَنْ تَنَفَّسَ، فَقَتَلَ به نَفْسَهُ، تَلَهُّفاً على البَدْرَةِ فضربتِ العربُ بهِ المَثَلَ، و فيه يقولُ عُرْوَةُ بْنُ حِزامٍ:
أَلاَ لا تَلُومَا لَيْسَ في اللَّوْمِ رَاحَةٌ # و قَدْ لُمْتُ نَفْسِي مِثْلَ لَوْمِ قَضِيبِ
*و مما يُستدركُ على المُؤَلِّف:
المُقْتَضَبُ من الشِّعْرِ، و هو: فاعِلاتُ مُفْتَعِلُنْ مَرَّتَانِ [1] ، و إِنَّما سُمِّيَ مُقْتَضَباً ؛ لِأَنَّهُ اقْتُضِبَ مفعولات و هو الجُزْءُ الثّالثُ من البيت، أَي: قُطِعَ، و هو البَحْرُ الثّالثَ عَشَرَ من العَرُوضِ، و بيتُهُ:
و قَضَّبَ الكَرْمَ، تَقْضِيباً : قَطَعَ أَغْصَانَهُ و قُضْبَانَه في أَيَّام الرَّبِيع.
و في الأَساس: و قُضَابَةُ الكَرْمِ و الشَّجَرِ: ما يَأْخُذُهُ القاضِبُ [3] انتهى.
و ما في فمي قاضِبةٌ ، أَي سِنٌّ يَقْضِبُ شيئاً، فَيَبِينُ [4] أَحَدُ نِصْفَيْهِ من الآخَرِ. و رُوِيَ عن الأَصمَعِيّ: القَضَبُ : السِّهَامُ الدِّقاقُ، واحدها قَضِيبٌ ، و استدركه شيخُنا، و لم يَعْزُه. و القُضَّابُ ، كزُنّارٍ: نَبْتٌ، عن كُراع.
و من المَجَاز: اقْتَضَبَ البَعِيرَ: اعْتَبَطَه.
و مَلَكَ[فلان] [5] البُرْدَةَ و القَضِيبَ : اسْتُخْلِفَ. كذا في الأَساس.
قطب [قطب]
قَطَبَ الشَّيْءُ، يَقْطِبُ ، من باب ضَرَبَ، قَطْباً ، و قُطُوباً ، الأَخيرُ بالضَّمِّ، فهو قَاطِبٌ ، و قَطُوبٌ كصَبُور.
و القُطُوبُ : تَزَوِّي ما بين العَيْنَيْنِ عندَ العُبُوسِ، يقال:
رأَيْتُهُ غَضْبانَ قاطِباً ، و هُوَ يَقْطِبُ ما بين عَيْنَيْه قَطْباً و قُطوباً :
زَوَى ما بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، و عَبَسَ، و كَلَحَ من شَرَابٍ و غيره، كَقَطَّبَ تَقْطِيباً .
و المُقَطَّبِ ، كمُعَظَّمٍ، و كمُحَدِّثٍ، و مُحْسِنٍ: ما بَيْنَ الحاجِبَيْنِ. و قال أَبو زيدٍ: و في الجَبينِ المُقَطِّبُ ، و هو ما بَيْنَ الحاجِبَيْنِ. و 16- في الحديث : «أَنَّهُ أُتِيَ بنَبِيذٍ فَشَمَّه، فَقَطَّبَ ». أَي قَبَضَ ما بَيْنَ عينيهِ كما يَفْعَلُهُ العَبُوسُ، و يُخَفِّفُ، و يُثَقَّلُ. و 17- في حديث العَبّاسِ : «ما بالُ قُرَيْشِ يَلْقَوْنَنَا[بوجوهٍ] [6] قاطِبةٍ ». أَي مُقَطِّبَة . قال: و قد يجيء فاعلٌ بمعنى مفعول، كعِيشَةٍ راضيةٍ. قال الأَزْهَرِيُّ:
و الأَحسنُ أَنْ يكون فاعِلٌ على بابه، من قَطَبَ المخفَّفة.
و 17- في حديث المُغِيرَةِ : «دَائِمَةُ القُطُوبِ ». أَي: العُبُوس.
[1] بهامش المطبوعة المصرية: قوله و هو فاعلات الخ عبارة متن الكافي و أجزاؤه مفعولات مستفعلن مستفعلن مرتين مجزوّ وجوباً و عروضه واحدة مطوية و ضربها مثلها ا ه. و به تعلم ما في كلامه و قوله لأنه اقتضب الخ راجع حاشية الكافي يظهر لك ما فيه.
[2] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله كالبرد»الذي في بعض نسخ الكافي كالسَّبَج و هو خرز أسود برّاق».