اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 3
الجزء الثاني
تتمة باب الباء
«فَصْلُ الرَّاءِ»
المُهْمَلةِ»
رأب [رأب]:
رَأَبَ إِذا أَصلح، و رَأَبَ الصَّدْعَ و الإنَاءَ كمَنَعَ يَرْأَبُهُ رَأْباً : أَصْلَحَه، و شَعَبَه، كارْتَأَبَهُ كذا في النسخ، و في أُخرى كأَرْأَبَهُ [1] و قيل: رأَّبَهُ بالتَّشْدِيدِ، قال الشاعر:
يَرْأَبُ الصَّدْعَ و الثَّأَى بِرَصِينٍ # مِنْ سَجَايَا [2] آرَائِهِ و يَغِيرُ
و هُو مِرْأَبُ ، كمِنْبَرٍ، و المِرْأَب : المِشْعَبُ [3] ، و رَجُلٌ مِرْأبٌ وَ رآبٌ
____________
8 *
كشدِّادٍ إذا كان يَشْعَبُ صُدُوعَ الأَقْدَاحِ و يُصْلِحُ بَيْنَ القَوْمِ، أو يُصْلِحُ رَأْبَ الأَشْياءِ، و قَوْمٌ مَرَائِيبُ ، قال الطِّرِمَّاحُ يمدح قوماً:
نُصُرٌ لِلذَّلِيلِ في نَدْوَةِ الحَ # يِّ مَرَائِيبُ لِلثَّأَى المُنْهَاضِ
و رَأَبَ بَيْنَهُمْ يَرْأَبُ : أَصْلَح ما بينهم، و كلُّ ما أَصْلَحْتَه فقد رَأَبْتَهُ ، و منه قولُهم: اللهُمَّ ارْأَبْ بَيْنَهُمْ، أَي أَصْلِحْ، و كُلُّ صَدْعٍ لأَمْتَهُ فقَد رَأَبْتَه .
و رَأَبَتِ الأَرْضُ إِذَا نَبَتَتْ رَطْبَتُهَا بَعْدَ الجَزِّ.و الرُّؤْبَةُ بالضَّمِّ: القِطْعَةُ مِنَ الخَشَبِ الَّتِي يُرْأَبُ بِهَا الإِنَاءُ أَي يُشْعَبُ و يُصْلَحُ و يُسَدُّ بها ثُلْمَةُ الجَفْنَةِ، و 17- قَدْ وَرَدَ في دعَاءٍ لبَعْضِ الأَكَابِرِ : اللَّهُمَّ ارْأَبْ حَالَنَا. و هو مجازٌ، و عن أَبي حاتم أَنه سَمِعَ من يقول: رَبْ، و هي لُغَةٌ جَيِّدَةٌ، كَسَلْو اسْأَل، قِيلَ: و بِه سُمِّي أَبُو الجَحَّافِ رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ بنِ رُؤْبَةَ بنِ لَبِيدِ بنِ صَخْر بنِ كثيفِ بنِ عميرَةَ بنِ حُنَيِّ بنِ رَبِيعَةَ بنِ سَعْدِ بنِ مَالِكٍ التَّمِيمِيُّ، عَلَى أَصَحِّ الأَقْوَالِ، و به جَزَمَ الشيخ أَبو حَيَّانَ في شرح التسهيل، و اقتصر عليه الجوهريّ، و أَبو العباس ثعلبٌ في الفصيح، و في التهذيب:
رُؤْبَةُ بن العَجَّاجِ مهموزٌ، و سيأْتي في روب .
و الرُّؤْبَةُ : الرُّقْعَةُ التي يُرْقَعُ بها الرَّحْلٌ إِذا كُسِرَ، و الرُّؤْبَةُ ، مَهْمُوزَةً: ما تُسَدُّ به الثُّلْمَةُ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ:
قال يعقوب: هو مثلُ: لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً. قال:
و خَيْدَعُ هي امرأَةٌ، و هي أُمُّ يَرْبُوعٍ، يَقُول: مِن أَين تُسَدُّ تلك الثُّلْمَةُ إِنْ لم يَسُدَّها اللََّه، و الجَمْعُ رِئَابٌ ، قال أُمَيَّةُ يَصِفُ السَّماءَ:
أَي صُدُوعٌ و هو مهموزٌ، و في «التهذيب» الرُّؤْبَةُ : الخَشَبَةُ التي تَرْأَبُ [6] بها المُشَقَّرَ [7] ، و هو القَدَحَ الكَبِيرُ من الخَشَبِ، و الرُّؤْبَةُ : القِطْعَةُ من الحَجَرِ تُرْأَبُ بها البُرْمَةُ و تُصْلَحُ بِها، و سيأْتي بعضُ معانِي الرُّؤْبَةِ في روب، و من المجاز قولُهُم:
هُوَ أُرْبَةُ عَقْدِ الإخَاءِ، و رُؤْبَةُ صَدْعِ الصَّفَاءِ.
و الرَّأْبُ : الجَمْعُ و الشَّدُّ، و رَأَبَ الشَّيْءَ: جَمَعهُ و شَدَّهُ
[1] في القاموس: كارتأبه و بهامشه عن نسخة ثانية كأرأبه.
[2] عن اللسان، و بالأصل «سحاتا»و بهامش المطبوعة المصرية: «قوله من سحاتا كذا بخطه فلتحرر».
[4] اللسان: ابن خيدع، و بهامشه: «قوله لعمري البيت هكذا في الأصل، و قوله بعده قال يعقوب هو مثل لقد خلى ابن خيدع الخ في الأصل أيضا».
[5] و بهامش المطبوعة المصرية: «قوله رئاب قال في التكلمة متعقبا الجوهري: و الرواية ليس لها إياب أي ليس للشمس رجوع إذا زالت عن السماء للغروب لملاسة السماء».