و الغَيْبُ : كُلُّ مَا غَابَ عَنْكَ ، كأَنه مَصْدَر بِمَعْنَى الفَاعِل، و مثْلُه في الكَشَّاف. قال أَبُو إِسْحَاق الزَّجَّاجُ في قَوْلِه تَعَالَى: يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ[2] أَي بما غَابَ عَنْهم، فَأَخْبَرَهُم [3] به النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و سلم من أَمْرِ البَعْث و الجنَّة و النَّارِ. و كُلُّ مَا غَاب عَنْهُم مِمَّا أَنْبَأَهُم به فهو غَيْبٌ . و قال ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
يُؤْمِنُون بِاللََّهِ. قال: و الغَيْبُ أَيْضاً: مَا غَابَ عن العُيُونِ و إِنْ كَانَ مُحَصَّلاً في القُلُوب. و يقال: سَمِعتُ صَوتاً مِنْ ورَاء الغَيْبِ ، أَي مِنْ مَوْضِعٍ لا أَراه. و قد تَكرَّر في الحَدِيثِ ذكْرُ الغَيْب ؛ و هو كلُّ ما غَاب عَنِ العُيُون سَوَاءٌ كان مُحصَّلاً في القلوب أو غَيْرَ مُحصَّل.
و الغَيْبُ من الأَرْضِ: ما غَيَّبكَ ، و جَمْعُه غُيُوبٌ . أَنشدَ ابْنُ الأَعْرابِيّ:
إِذَا كَرِهُوا الجمِيعَ و حَلَّ مِنْهُم # أَراهِطُ بالغُيوبِ و بالتِّلاَعِ
و الغَيْبُ : مَا اطْمأَنَّ من الأَرْضِ و جَمْعُه غُيُوبٌ . قال لَبِيدٌ يَصِف بَقرةً أَكَلَ السَّبُع وَلدَها، فأَقَبَلَت تَطُوفُ خَلْفَه:
و تَسَمَّعتْ رِزَّ الأَنِيسِ أَي صَوْتَ الصَّيْادِين [4] ، فَرَاعَهَا، عن ظَهْرِ غَيْبٍ و الأَنِيسُ سَقَامُهَا تَسَمَّعَت رِزَّ الأَنِيسِ أَي صَوْتَ الصَّيّادِين [4] ، فَرَاعَهَا، أَي أَفزَعَهَا. و قوله: و الأَنِيسُ سَقَامُهَا، أَي أَنَّ الصَّيَّادِين يَصِيدُونَها فهم سَقَامُهَا.
و قال شَمِر: كُلُّ مَكَان لا يُدْرَى ما فيه فهو غَيْبٌ ، و كذلك المَوْضِعُ الَّذِي لا يُدْرَى ما وَرَاءَه، و جَمْعُه غُيُوب . قال أَبو ذُؤَيْب:
يَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْه و مَطْرِفُهُ [5] # مُغْضٍ كما كَشَفَ المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ
كذا في لسان العرب.
و الغَيْبُ : الشَّحْمُ ، أَي شَحْمُ ثَرْبِ الشَّاةِ، و شاةٌ ذَاتُ غَيْب أَي شَحْمٍ، لتَغَيُّبِه عن العيْن. و قولُ ابْنِ الرِّقاع يَصِفُ فَرَساً:
و تَرَى لِغَرِّ نَساهُ غَيْباً غَامضاً # قَلِقَ الخَصِيلَة من فُوَيْقِ المَفْصِل
قوله غَيْباً ، يَعْنِي انْفَلَقَت فَخِذَاه بلَحْمَتَين عند سمَنه فجَرَى النَّسا بَيْنَهُمَا و اسْتَبَانَ. و الخَصيلَةُ: كلُّ لَحْمَة فيها عَصَبَة. و الغَرُّ: تَكَسُّر الجلْدِ و تَغَضُّنه.
و الغَيْبَةُ بالفَتْح، و الغَيْب كالغِيَاب بالكَسْرِ، و الغَيْبُوبَةِ على فَعْلُولة و يقال: فَيْعُولَة، على اخْتلاف فيه. و الغُيُوبِ و الغُيُوبَةِ بضَمِّهِمَا و المَغَاب ، و المَغِيب كُلُّ ذلك مَصْدَر غاب عَنِّي الأَمرُ، إِذَا بَطَن. و الغَيْبُ : مثل التَّغَيُّبٍ . يقال: تَغَيَّبَ عَنِّي الأَمْرُ: بَطَنَ، و غَيَّبَهُ هُو و غَيَّبهُ عنْه. و 17- في الحَدِيثِ «لَمَّا هجَا حَسّانُ قُريْشاً قالوا: إِنَّ هذا لَشَتْمٌ ما غَابَ عَنهُ ابنُ أَبي قُحَافَة». أَرادُوا أَنَّ أَبا بَكْر كان عَالِماً بالأنْسَابِ و الأَخْبَارِ، فهو الذي عَلَّم حَسَّانَ. و يدُلُّ عليه 14- قولُ النَّبِيّ صلى اللّه عليه و سلم لِحَسَّان:
«سَلْ أَبا بَكْر عن معَايِبِ القَوْم». و كان نَسَّابَةً عَلاَّمَة.
[1] كذا بالأصل و الصحاح و النهاية، و زيد في اللسان: «و هو محرمٌ».