اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 291
و الغُضَابِيُّ ، كَغُرَابِيّ : الرَّجُلُ الكَدِرُ في مُعَاشَرَتِه و مُخَالَفَتِه كأَنه نُسِبَ إِلَى الغُضابِ ، و هو القَذَى.
و من المجاز: غَضِبَتِ الفرسُ على اللِّجام، كنَوْا بغَضَبِهَا عن عَضِّها عَلَى اللُّجُم. قال أَبُو النَّجْم:
تَغْضَبُ أَحْيَاناً على اللِّجَامِ # كغَضَبِ النَّارِ على الضِّرامِ
فسره فقال: تَعَضُّ على اللِّجام من مَرَحِها، فكأَنَّها تَغْضَبُ ، و جَعَل لِلنَّار غَضَباً على الاسْتِعَارة أَيضاً، و إِنما عَنَى شِدَّةَ التهابها كقَوْلِهِ تَعَالى: سَمِعُوا لَهََا تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً[1] أَي صَوْتا كصَوْتِ المُتَغَيِّظ، و استعَارَه الرَّاعِي للقِدْر، فقال:
و إِنّما يُرِيدُ أَنَّها يَشتَدُّ غَليانُها و تُغَطْمِطُ فيَنْضَجُ ما فِيهَا حتى يَنْفَصِل اللحمُ من العَظْمِ.
و قال الفراءُ: أَصبحَ [3] جِلْدُه غَضْبَةً واحِدَةً من الجُدَرِيّ، أَي قِطْعَةً.
و أَغضَبَتِ العَيْنُ إِذَا قَذَفَت مَا فِيهَا. و رجُلٌ غُضَابٌ ، كغُراب: غَلِيظُ الجِلْدِ، نقله الصَّاغَانِيُّ.
و المغْضُوبُ : الذي رَكِبَه الجُدَرِيّ.
و بَنُو غَضُوبَةَ: بطنٌ من العَرَبِ. و غَضْبُ بْنُ كَعْبٍ في سُلَيْم بْنِ مَنْصُور. و في الأَنْصارِ غَضْبُ بْنُ جُشَم بْنِ الخَزْرَج.
غضرب [غضرب]:
مَكانٌ غَضْرَبٌ كجَعْفَرٍ، أَهْمله الجَوْهَرِيُّ.
و قال ابنُ دُرَيْد: مَكَانٌ غَضْرَبٌ و غُضَارِبٌ ، بالضَّمِ أَي خصْبٌ كَثِيرُ النَّبْتِ و المَاءِ. نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ.
غطرب [غطرب]:
الغَطْرَبُ ، بالغَيْن المُعْجَمَة و الطَّاءِ المُهْمَلَة، و تُكسر غَيْنُه: الأَفْعَى روى ذلك عَنْ كُرَاعٍ صاحِب المُجَرّد و غيره، أَو هو أَحَدُ الرواة عن مَالِك. و عِنْدِي أَنَّه تَصْحِيفٌ إِنَّمَا هُوَ بالعَيْن المُهَمَلَةِ و الظَّاءِ المُعْجَمَة، و قد تَقَدَّم قالشيخُنا: و العِنْدِيَّة لا تَثْبُتُ بِهَا اللُّغَة، و لا يُصَادِم ما نقله كُراع، و هو أَحَدُ المُعْتَمَدِين في الفنِّ، فلا بدّ من نَقْضِه بنَقْلٍ عن إِمام من أَئِمَّة هذا الشأْن، و إِلاّ فالأَصْلُ ثَبَاتُ قَوْلِه. انتهى.
غلب [غلب]:
الغَلْبُ بفَتْح فَسُكُون و يُحرَّك ، وَ هِيَ أَفْصَح، و الغَلَبَة مُحَرَّكة، و المَغْلَبَةُ بالفَتْح، و هو قَلِيل، و المَغْلَبُ ، بغير هاءٍ، وَ هُمَا مَصْدَرَانِ مِيمِيَّان، و في الأَوّل قال أَبُو المُثَلَّم:
و الغُلُبَّى كالكُفُرَّى، و الغِلِبَّى كالزِّمِكَّى وَ هُمَا عن الفَرَّاء، هكذا عِنْدنا في النُّسَخ المُصحَّحة، فلا يُعَوَّل على قَوْل شَيْخِنا: لَوْ قَالَ كَذَا لأَجَاد، ثم قال: و ربما وُجِد في نُسَخ، لكنه إِصْلاح، و الأُصُولُ المُصَحَّحة مُجَرَّدة. قلت: و هذه دعوى عَصَبِيَّة من شيخنا، فإِنَّ النُسخَ الَّتِي رأَينَاها غَالِباً مَوْجودٌ فِيهَا هَذَا الضَّبْط، و إِذَا سَقَط من نُسْخَتِه لا يَعُمُّ السُّقُوطُ من الكُلِّ، و كذا قولُه في أَوَّلِ المَادَّة: أَورد المُصَنِّفُ هذَا اللَّفْظَ و أَتْبَعَه بأَلْفَاظٍ غَيرِ مَضْبُوطة و لا مَشْهُورة تبعاً لِمَا في المُحْكَم و ذاك يتقيد لضبطها بالقَلم، و هذا الْتَزَم ضَبْطَ الأَلْفَاظ باللِّسَان، و كَأَنَّه نَسِيَ الشَّرط، و أَهْمَل الضَّبْط إِلى آخر مَا قَالَ. و لا يَخْفَى أَنَّ قَوْلَه: و يُحَرَّك، ضَبْطٌ لِمَا قَبْلَه، و الَّذِي بَعْدَه مُسْتَغْنٍ عن الضَّبْطِ لاشْتِهَاره، و اللَّذانِ بَعْدَه من المَصَادِر المِيمِيَّة مَشْهُورَةُ الضَّبْطِ لا يكاد يُخْطِئُ فِيهِمَا الطَّالِب، و اللَّذَانِ بعدَه فقد ضَبَطَهما بالأَوْزَان و إِن سَقط من نُسْخَتِه، و ضَبَط الَّذِي بَعْدَه فقال: و الغُلُبَّةُ بضَمَّتَيْنِ عن اللّحْيَانِيّ [4] قال الشَّاعِرُ:
أَخذْتُ بِنَجْدٍ ما أَخَذْتُ غُلُبَّةً # و بالغَوْرِ لي عِزٌّ أَشَمُّ طَوِيلُ