اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 157
العَيْنَ في الجَمْع كما أَعَلَّهَا في الوَاحِد كَصَائِم و صِيزام، و قَائِم و قِيَام. هَذَا إِذَا كَانَ صِيَابٌ من الوَاوِ و من الصَّوَاب في الرَّمْي. و إِنْ كَانَ مِنْ صَابَ السَهْمُ الهَدفَ يَصِيبُه فاليَاء فيه أَصْل، و أَمَّا مَا أَنْشَدَه ابن الأَعْرَابِيّ:
فكَيْفَ تُرَجِّى العَاذِلاَتُ تَجَلُّدِي # و صَبْرِي إِذَا ما النَّفْسُ صِيَب حَمِيمُهَا
فإِنَّه كَقَوْلِكَ: قُصِدَ. قال: و يَكُونُ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ:
صَابَ السَّهْمُ. قَالَ: و لا أَدْرِي كَيْفَ هَذَا لأَنَّ صَابَ السَّهمُ غَيْرُ مُتَعَدّ. قَالَ: و عِنْدِي أَنَّ صِيبَ هُنَا مِنْ قَوْلهم: صَابَتِ السَّمَاءُ الأَرْضَ: أَصَابتها تَصُوبُ [1] فكَأَنَّ المَنيَّة صَابَت الحَمِيمَ فأَصَابَتْه بصَوْبِهَا [2] ، كَذَا في لِسَان العَرَبِ.
و صَابُوا بِهِم: وقَعُوا بِهِم، و بِه فُسِّر قَوْلُ الهُذَلِيّ:
الجَابئ: الجَرَادُ. و اللُّبَدُ: الكَثِيرُ، و قد سَمَّوْا صَوَاباً كَسَحَابٍ.
صهب [صهب]:
الصَّهَبُ محركة : لَوْنُ حُمْرَةٍ أَو شُقْرَةٍ في الشَّعَر أَي شَعَرِ الرَّأْسِ كالصُّهْبَة ، بالضَّمِّ و هي الصُّهُوبَةُ أَيْضاً.
و الأَصْهَبُ : بَعِيرٌ لَيْسَ بِشَدِيدِ البَيَاضِ و قال ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَرَبُ تَقُولُ: قُرَيْشُ الإِبِلِ صُهْبُهَا و أُدْمُهَا، يَذْهَبُون في ذَلِك إِلَى تَشْرِيفها عَلَى سَائِرِ الإِبِل. و قد أَوْضَحُوا ذَلِكَ بِقَوْلِهِمِ: خَيْرُ الإِبِل صُهْبُهَا و حُمْرُهَا فجعَلُوهَا خيْرَ الإِبِل، كَمَا أَنَّ قُرَيْشاً خَيْرُ النَّاسِ عِنْدَهُم. و قيل:
الأَصْهَبُ من الإِبِل: الَّذِي يُخَالِطُ بياضَه حُمْرَةٌ وَ هُوَ أَنْ يَحْمَرَّ أَعْلَى الوَبَرِ و تَبْيَضَ [3] أَجْوَافُه.
و في التَّهْذِيبِ: و لَيْسَت أَجْوَافُه بالشَّدِيدَةِ البَيَاضِ، و أَقْرَابُه [4] و دُفُوفُه فِيهَا تَوْضِيحٌ، أَي بَيَاضٌ. قال: و الأَصْهَبُ :
أَقَلُّ بَيَاضاً من الآدَمِ، في أَعَاليه كُدْرَةٌ، و في أَسَافِلِه بَيَاضٌ. و عن ابن الأعْرَابِيِّ: الأَصْهَبُ من الإِبِلِ: الأَبْيَضُ.
و عن الأَصْمعيّ: الآدمُ مِن الإِبِل: الأَبْيَضُ، فإِن خَالَطَتْه حُمْرَةٌ فَهُوَ الأَصْهَبُ .
قال ابن الأَعْرَابيّ: قال حُنَيْفُ الحَنَاتِمِ و كَانَ آبَلَ النَّاسِ: الرَّمْكَاءُ بُهْيَا، و الحَمْرَآءُ صُبْرَى، و الخَوَّارَةُ غُزْرَى، و الَّصْهَباءُ سُرْعَى. قَالَ: و الصُّهْبَةُ : أَشْهَرُ الأَلْوَانِ و أَحْسَنُهَا حِينَ تَنْظُر إِلَيْهَا. و رأَيْتُ في حَاشِية: البُهَا تَأْنِيثُ البَهِيَّة، و هي الرائعة [5] ، كذا في لسان العرب و المحكم و التَّهْذِيبِ و الأَسَاسِ و المِصْبَاحِ.
و الأَصْهَبُ : عَيْنٌ بالبَحْرَيْن هو عَيْنُ الأَصْهَب الَّذِي بَيْنَ البَصْرَة و البَحْرَيْنِ على الصَّواب على مَا فِي لِسَانِ الْعَرَب، و قد جَعَلَه المُصَنِّفُ مَوْضِعَيْن. و هُوَ الَّذِي جَمَعَه ذو الرُّمَّةِ في شِعْرِه على الأَصْهَبِيَّات ، وَ هُوَ قَوْلُه:
14- و الأُصَيْهِبُ بِلَفْظِ تَصْغِيرِ الأَصْهَبِ و هو الأَشْقَرُ: مَاءٌ قُرْبَ المَرُّوتِ [7] في دِيَارِ بَنِي تَمِيم، ثم لِبَنِي حِمَّان، أَقْطَعَه النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و سلم حُصَيْنَ بْنَ مُشَمِّت لَمَّا وفد عَلَيْه مُسَلِّماً، مع مِيَاهٍ أُخَر [8] .
و من المجاز: الأَصْهَبُ : اليَوْمُ البَارِدُ. يُقَالٌ: يومٌ أَصْهَبُ : شَدِيدُ البَرْدِ: كَذَا في الأَسَاس.
و قيل الأَصْهَبُ : شَعَرٌ يُخَالِطُ بَيَاضَه حُمْرَةٌ. و 16- في حَدِيثِ اللِّعَان : «إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهَبَ [9] فهو لِفُلاَنٍ». هو الذي يَعْلُو
[7] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله المروّت قال المجد: و المرّوت كسفود وادٍ لبني حمان بن عبد العزى له يوم، و بلد لباهلة أو لكليب اهـ و المراد هنا الأول».
[8] منها الماعزة و الهوي و الثِّماد و السُّديرة. عن معجم البكري.