responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 129

لقَوْلِهم الشَّوابِنَة ، و سيأْتي في «ش. ى ب»و المُؤَلِّفُ تَبِع ابْنَ سَيِدَه حَيْثُ أَوْرَدَهَا في المَوْضِعَين. و اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ و ابن مَنْظُور عَلَى إِيرَادِهَا في اليَاءِ التَّحْتِيَّة. و اخْتَار ابْنُ جِنّي أَنَّهَا وَاوِيَّةُ العَيْنِ، و أَنّ أَصْلَه شَيْوَبَان على فَيْعَلاَنَ فأَدْغَم و خَفَّفَ كما قِيلَ في رَيْحَان و إِلاَّ لَقِيل شَوْبَان كَخَوْلاَن، و نَقَل الوَجْهَيْن العَلاَّمَةُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ المَالِكِيُّ في اقْتِطَافِ الأَزَاهِر و الْتِقَاطِ الْجَوَاهِر، و قال: طَرِيقَةُ ابْنِ جِنِّي تَدْرِيجٌ حَسَنٌ، قَالَه شَيْخُنَا.

و قَوْلُهُم: بَاتَت‌ أَي البِكْرُ بَلْيَلَةِ شَيْبَاءَ بالإِضَافَة. قال عُرْوَةُ ابْنُ الوَرْدِ.

كَلَيْلَةِ شَيْبَاءَ التي لَسْتُ نَاسِياً # و لَيْلَتِنَا إذْ مَنَّ ما مَنَّ قَرْمَلُ‌ [1]

أَو بِلَيْلَةِ الشَّيْبَاءِ مُعَرَّفاً. قال عُرْوَةُ أَيْضاً:

فكُنْتَ كَلَيْلهِ الشَّيْبَاءِ هَمَّت # بمَنْع الشَكْرِ أَتْأَمَهَا القَبِيلُ‌ [2]

إِذَا غُلِبَت‌ بالبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ‌ عَلَى نَفْسِهَا أَي غَلَبها زَوْجُها فافْتَضَّها و أَزَال بَكَارَتها لَيْلَةَ هِدَائِهَا بالكسر من إهْدَاءِ المَاشِطَة العَرُوسَ لِزَوْجِهَا لَيْلَةَ الزّفَافِ، فإذا دخل بها و لم يَفْتَرِعْهَا قيل: باتت بلَيْلة حُرَّةٍ. و نقل شَيْخُنَا عَنْ ابْنِ أَبِي الحَدِيدِ في شَرْحِ نَهْجَ البَلاَغَةِ: أَنَّ الشَّيْبَاءَ المرْأَةُ البِكْرُ لَيْلَةَ افْتِضَاضِها لاَ تَنْسَى بَعْلَهَا الَّذي افْتَرَعَهَا أَبَداً، و لا تَنْسَى قاتِلَ بِكْرِها أَبَداً، و هو أَوَّلُ وَلَدِهَا، انتهى. ذكره الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاس في «ش ى ب»و جَعَلَه مِن الْمَجَازِ، و قَالَ: «كَأَنَّهَا دُهِيَت بأَمْرٍ شَدِيدٍ تَشِيبُ منه الذَّوَائِبُ. و مِثْلُه في لِسَانِ العَرَبِ غَيْرَ أَنَّه قَالَ: و قِيلَ يَاء شَيْبَاءَ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ، لأَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ شَابَ [ماءَ] [3] المَرْأَةَ غَيْرَ أَنَّا لَم نَسْمَعْهُم قَالُوا بِلَيْلَة شَوْبَاءَ، جَعَلُوا هَذَا بَدَلاً لاَزِماً كعِيدٍ و أَعْيَاد. و أَورَدَه ابْنُ سِيدَه في المُحْكَمِ في الوَاوِ و اليَاءِ، و قَالَ: بَاتَتِ المرأَةُ بلَيْلَةِ شَيْبَاءَ . قيل: إِنَّ اليَاءَ فيها مُعَاقِبَة، و إِنَّمَا هُوَ مِنَ الْوَاوِ.

و اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على ذِكْرِهَا في التَّحْتِيَّة كالزَّمَخْشَرِيِّ و ابْنِ مَنْظُور [4] و غَيْرِهم. و الشَّائِبَة : وَاحِدَة الشَّوَائِبِ وَ هِيَ‌ الأَقْذَارُ و الأَدْنَاسُ‌ جَمْعُ قَذَر و دَنَس.

شهب [شهب‌]:

الشَّهَبُ مُحَرَّكَةً: لَوْنُ‌ بَيَاضٍ يَصْدَعُه سَوَادٌ في خِلاَلِه‌ كالشُّهْبَة بالضَّمِ‌ لا البَيَاضُ الصّافي كما وَهِم فِيهِ بَعْض، و أَنْشَدَ:

و عَلاَ المَفَارِقَ رَبْعُ شَيْبٍ أَشْهَبِ

و قيل: الشَّهَبُ و الشُّهْبَةُ : البَيَاضُ الَّذِي غَلَب على السَّوَادِ. و قد شَهُبَ و شَهِبَ كَكَرُمَ و سَمِع‌ شُهْبَةً و اشْهَبّ كاحْمَرَّ، و هو أَشْهَبُ . و جاءَ في شِعْر هُذَيْل‌ شَاهِبٌ . قال:

فعُجِّلْتُ رَيْحَانَ الحِنَانِ و عُجِّلُوا # زَمَازِيمَ فَوَّارٍ مِن النَّارِ شَاهِبِ

و فَرَسٌ أَشْهَبُ . و قد اشْهَبَّ اشهباباً . و اشْهَابَّ اشهِيبَاباً مِثْلُه.

و من المَجَازِ: سَنَةٌ شَهْبَاءُ إِذَا كَانَت مُجْدِبَةً بَيْضَاءَ من الجَدْبِ‌ لا خُضْرَةَ تُرَى‌ فِيهَا. أَوِ الَّتِي‌ لاَ مَطَرَ فِيهَا، ثم البَيْضَاء، ثُم الحَمْرَاء. و أَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ‌ [5] و غَيْرُه لزُهَيْر بْنِ أَبِي سُلْمَى:

إِذَا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالنَّاسِ أجْحَفَتْ # وَ نَالَ كِرَامَ المال في الجَحْرَةِ الأَكْلُ‌

و قال ابْنُ بَرِّيّ: الشَّهْبَاءُ : البَيْضَاءُ أَي هي بَيْضَاء لكَثْرَة الثِّلْج و عَدَمِ النَّبَات. و أجْحَفَت: أَضَرَّتْ بهم و أَهْلَكَت أَمْوَالَهم. و نال‌ [6] كِرَام المَالِ أَي كَرَائم الإِبِل يَعْنِي أَنَّهَا تُنْحَر و تُؤَكل لأَنَّهم لا يَجِدُون لَبَناً يُغْنِيهم عن أَكْلِهَا. و الجَحْرَةُ:

السَّنَةُ الشَّدِيدةُ الَّتِي تَجْحَرُ النَّاسَ في البُيُوتِ.

و يوم أَشْهَبُ ، و سَنَةٌ شَهْبَاءُ ، و جَيْشٌ أَشْهَبُ أَي قَوِيٌّ شَدِيدٌ. و أَكْثر ما يُسْتَعْمَل في الشِّدَّةِ و الكَرَاهَة. و 16- في حَدِيث حَلِيمَة : «خَرَجْتُ في سَنَةٍ شَهْبَاءَ ». أَي ذاتِ قَحْطٍ و جَدْبٍ.

و فِي لِسَان العَرَب: و سَنَةٌ شَهْباءُ [7] كَثِيرَةُ الثَّلْج‌[جَدْبَةٌ] [8] .

و الشَّهْبَاءُ أَمْثَلُ من البَيْضَاء، و الحَمْرَاءُ أَشَدُّ من البَيْضَاءِ،


[1] قرمل هو اسم فرس عروة بن الورد كما في اللسان.

[2] الشكر أي الفرج و أتأمها أي أفضاها، و القبيل: الزوج.

[3] زيادة عن اللسان.

[4] وردت في اللسان في «شوب»و «شيب».

[5] لم يرد البيت في الصحاح، و هو في اللسان. و نال بالأصل و بال و ما أثبتناه عن اللسان.

[6] انظر ما تقدم.

[7] عن اللسان، و بالأصل «جدباء».

[8] سقطت من الأصل، زدناها عن اللسان.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست