الكسْرُ هو المَشْهورُ، و الضمُّ لُغَةٌ، و عليهما اقْتَصَرَ ابنُ سِيدَه و الأزْهرِيُّ و الجوهرِيُّ و صاحِبُ المِصْباحِ، و الفَتْحُ عن الليْثِ؛ الجُعْلُ و هو ما يُعْطِيه الشَّخْصُ الحاكِمَ أَو غيرَهُ ليَحْكُمَ له، أَو يَحْمِلَه على ما يُريدُ؛ ج رُشًا ، بالضمِّ، كمدْيَةٍ و مُدىً؛ و رِشًا ، كسدْرَةٍ و سِدْرٍ و هي الأكْثَرُ.
و رَشاهُ رَشْواً : أَعْطاهُ إيَّاها.
و ارْتَشَى : أَخَذَها ؛ و منه 16- الحدِيثُ : «لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِي و المُرْتَشِي و الرَّائِشُ » .
قالَ ابنُ الأثيرِ: الرّشْوَةُ الوُصْلَةُ إلى الحاجَةِ بالمُصانَعَةِ، و أَصْلُه مِن الرِّشاءِ الذي يُتَوَصَّلُ به إلى الماءُ، فالرَّاشِي الذي يُعِينُه على الباطِلِ، و المُرْتشِي الآخِذُ، و الرَّائِشُ مَنْ يَسْعَى بَيْنهما يَسْتَزِيدُ لهذا أَو يَسْتَنْقص لهذا، فأمَّا ما يُعْطَى تَوصُّلاً إلى أَخْذِ حَقِّ أَو دَفْعِ ظلمٍ فغيرُ داخِلٍ فيه. و رُوِي عن جماعَةٍ من أَئِمَّة التابِعِين قالوا: لا بأْسَ أَن يُصانِعَ الرَّجُلُ عن نَفْسِه و مالِهِ إذا خافَ الظُّلْم.
و اسْتَرْشَى في حكْمِهِ: طَلَبَها عليه؛ نقلَهُ الجَوْهرِيُّ.
و اسْتَرْشَى الفَصِيلُ : إذا طَلَبَ الرِّضاعَ فأَرْشَيْتَه ارشاءً ، نقلَهُ الجَوْهرِي.
و رَاشاهُ مُراشاةً : حَاباهُ ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
و أَيْضاً: صانَعَهُ. و في الصِّحاحِ: ظاهَرَهُ.
و تَرَشَّاهُ : لايَنَهُ ، نقله ابن سِيدَه و الجَوْهرِي: و الرِّشاءُ ، ككِساءٍ: الحَبْلُ ، و منه أُخِذَتِ الرُّشْوَةَ ، كما تقدَّمَ.
كالتِّرْشاءِ ، بالكسْرِ. قالَ شيْخنا: ظاهِرُهُ أنه عام و صرحوا بأَنَّه لم يُسْمَع إلاَّ في مِثْل الأُخْذَة، فاعْرِفْه.
*قُلْتُ: يشيرُ إلى ما قالَ اللّحْياني: و مِن كلامِ المُؤخِّذات للرِّجالِ أَخَّذْتُه بدُبَّاء مُمَلَّأً مِن الماءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاءِ ؛ قالَ: التَّرْشاءُ الحَبْلُ، لا يُسْتَعْملُ هكذا إلاَّ في هذه الأُخْذَةِ؛ ج الرِّشاءِ أَرْشِيةٌ ، ككِساءٍ و أَكْسِيَةٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: و إنَّما حَمَلْناه على الواوِ لأنَّه يُوصَلُ به إلى الماءِ كما يُوصَلُ بالرُّشْوَةِ إلى المَطْلوبِ.
*قُلْتُ: و هذا عَكْس ما ذَكَرْناه أَوَّلاً مِن أَنَّ الرُّشْوَةَ مَأْخوذَةٌ مِن الرِّشاءِ .
و الرِّشاءُ : مَنْزِلٌ للقَمَرِ ، على التَّشْبيهِ بالحَبْلِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: كَواكِبٌ كثيرَةٌ صِغارٌ على صُورَةِ السَّمكةِ يقالُ لها بَطْنُ الحُوتِ، و في سُرَّتِها كَوْكَبٌ نَيِّرٌ يَنزِلُه القَمَر.
و أَرْشِيَةُ اليَقْطِينِ و الحَنْظَلِ: خُيوطُهُما ؛ نَقَلَهُ ابنُ سَيدَه.
و الرِّشاةُ ، كالحَصَاةِ: نَبْتٌ يُشْرَبُ للمَشِيِّ؛ و في التَّهْذيبِ: لدَواءِ المَشِيِّ.
و قالَ كُراعٌ: عُشْبةٌ نحوُ القَرْنُوَةِ؛ ج رَشًا . قالَ ابنُ سِيدَه: و إنَّما حَمَلْناها على الواوِ لوُجُودِ رشو و عَدَم رشي .