responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 7

بخع‌ بَخْذَعَهُ ، بالخَاءِ و الذالِ المُعْجَمَتَيْنِ، كما فِي نُسْخَةٍ [1]

أُخْرَى، و قَدْ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. و قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ضَرَبَهُ فَبَخْذَعَهُ ، أَي قَطَعَهُ بالسَّيْفِ، كخَذَعَه، و هو مَقْلُوبٌ منه.

بخع [بخع‌]:

بَخَعَ نَفْسَهُ، كمَنَعَ: قَتَلَها غَمًّا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، و هو مَجَازٌ. و أَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ:

أَلاَ أَيُّهََذا الباخِعُ الوَجْدُ نَفْسُه # بِشَيْ‌ءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْكَ‌ [2] المَقادِرُ

و قَالَ غَيْرُه: بَخَعَها بَخْعاً و بُخُوعاً : قَتَلَهَا غَيْظاً أَوْ غَمًّا.

و بَخَعَ له‌ بالحَقِّ بُخُوعاً : أَقَرَّ به و خَضَعَ له، كبَخِعَ له، بالكَسْرِ، بَخَاعَةً و بُخُوعاً . و يُقَالُ: بَخَعْتُ له، أَي تَذَلَّلْتُ و أَطَعْتُ و أَقْرَرْتُ.

و قالَ الكِسَائِيّ: بَخَعَ الرَّكَّيةَ يَبْخَعُهَا بَخْعاً ، إِذا حَفَرَهَا حَتَّى ظَهَرَ ماؤُهَا. و منه 17- حَدِيثُ عائِشَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللََّه عَنْهُمَا فقالَتْ: « بَخَعَ الأَرْضَ، فقَاءَتْ أُكُلَها» . أَيْ قَهَرَ أَهْلَها و أَذَلَّهُمْ، و اسْتَخْرَجَ ما فِيهَا من الكُنُوزِ و أَمْوَالِ المُلُوكِ.

و من المَجَازِ: بَخَعَ له‌ نُصْحَهُ‌ بَخْعاً ، إِذا أَخْلَصَهُ و بَالَغَ. و قالَ الأَخْفَشُ: يُقَالُ: بَخَعْتُ لكل نَفْسِي و نُصْحِي، أَيْ جَهَدْتُهُما، أَبْخَعُ بُخُوعاً ، و مِثْلُهُ في الأَسَاسِ. و منه 16- حديثُ عُقْبَةَ بن عامِر رَضِيَ اللََّه عنه-رَفَعَهُ- : «أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ، هم أَرَقُّ قُلوباً، و أَلْيَنُ أَفْئِدَةً، و أَبْخَعُ طاعَةً» . أَيْ أَنْصَحُ و أَبْلَغُ في الطَّاعَةِ من غَيرهِم، كأَنَّهُمْ بَالَغُوا في بَخْع أَنْفُسِهِم، أَي قَهْرِهَا و إِذْلالِها بالطَّاعَة.

و في الأَسَاسِ: بَخَعَ ، أَيْ أَقَرَّ إِقْرَارَ مُذْعِنٍ‌ [3] يُبَالِغُ جَهْدَهُ في الإِذْعَانِ، و هو مَجَازٌ.

و من المَجَازِ أَيْضاً: بَخَعَ الأَرْضَ بالزِّراعَةِ بَخْعاً ، إِذا نَهَكَهَا و تَابَعَ حِرَاثَتَها، و لَمْ يُجِمَّهَا عَاماً، أَيْ لَمْ يُرِحْهَا سَنَةً، كما في الدُّرِّ النَّثِيرِ للجَلالِ. و يُقَالُ: بَخَعَ فُلاناً خَبَرَهُ: إِذا صَدَقَهُ. و بَخَعَ بالشَّاةِ، إِذا بالَغَ في ذَبْحِهَا، كَذَا في العُبابِ.

و قَالَ الزَّمَخْشَريُّ: بَخَعَ الذَّبيحَةَ، إِذا بالَغَ في ذَبْحِها، كذا هو نَصُّ الفائقِ له.

و في الأَسَاسِ: بَخَعَ الشاةَ: بَلَغَ بذَبْحِهَا القَفَا، و قولُهُ:

حَتَّى بَلَغَ البِخَاعَ [4] ، أَيْ هُوَ أَنْ يَقْطَعَ عَظْمَ رَقَبتِهَا و يَبْلُغ بالذَّبْحِ البِخَاعَ .

قالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هََذا أَصْلُهُ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ في كُلّ مُبَالَغَةٍ. و قولُه تَعالَى: فَلَعَلَّكَ بََاخِعٌ نَفْسَكَ‌ عَلى‌ََ آثََارِهِمْ [5] أَي‌ مُخْرِجٌ نَفْسَكَ و قَاتِلُهَا. قالَهُ الفَرّاء. و في العُبَابِ: أَيْ مُهْلِكُهَا مُبَالِغاً فِيهَا حِرْصاً على إِسْلامِهِم، زادَ في البَصَائِرِ:

و فيه حَثٌ عَلَى تَرْكِ التَّأَسُّفِ، نَحْو قَوْلِهِ تَعالَى: فَلاََ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرََاتٍ [6] .

و البِخَاعُ ، ككِتَابٍ: عِرْقٌ في الصُّلْبِ‌ مسْتَبْطِنُ القَفَا، كما في الكَشّافِ، و قالَ البَيْضَاوِيّ: هو عِرْقٌ مُسْتَبْطِنُ الفَقَارِ «بتَقْدِيمِ الفاءِ على القافِ و زِيادَةِ الرّاءِ» و قَالَ قَوْمٌ: هُوَ تَحْرِيفٌ، و الصَّوَاب القَفا كَما في الكَشّاف. و قَوْلُه: يَجْرِي في عَظْمِ الرَّقَبَةِ. هََكَذَا. في سائِرِ النُّسَنِ‌ و هو غَلَطٌ، فإِنَّ نَصَّ الفائقِ-بَعْدَ ما ذَكَرَ البِخَاعَ بالبَاءِ، قالَ-: و هو العِرْقُ الَّذِيَ في الصُّلْبِ، و هُوَ غَيْرُ النُّخَاعِ بالنُّونِ‌ و هُوَ الخَيْطُ الأَبْيَضُ الَّذِي يَجْرِي في الرَّقَبَةِ، و هََكَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ أَيْضاً و صَاحِبُ اللِّسَان و ابنُ الأَثِيرِ، و مِثْلُه في «شَرْحِ السَّعْدِ على المِفْتَاحِ» و نَصُّهُ: «و أَمّا بالنُّونِ فخَيْطٌ أَبْيَضُ في جَوْفِ عَظْمِ الرَّقَبَةِ يَمْتَدُّ إِلَى الصُّلْبِ» و قَوْلُه‌ فِيمَا زَعَمَ الزَّمَخْشَرِيّ، أَي في فائقِهِ و كَشّافِهِ، و قَدْ تَبِعَهُ المُطَرِّزِيّ في «المُغْرِبِ» . و قال ابنُ الأَثِيرِ في النِّهَايَة: و لَمْ أَجِدْهُ لِغَيْرِه.

قالَ: و طَالَما بَحَثْتُ عَنْهُ في كُتُبِ اللُّغَةِ و الطِّبِّ و التَّشْرِيحِ فَلَمْ أَجِد البِخَاعَ بالبَاءِ مَذْكُوراً في شَيْ‌ءٍ مِنْهَا. و لِذا قالَ الكواشيّ في تَفْسِيرِه: البِخَاعُ ، بالبَاءِ لَمْ يُوجَدْ و إِنَّمَا هو بالنُّونِ. قال شَيْخُنَا: و قد تَعَقَّبَ ابنَ الأَثِيرِ قَومٌ بأَنَّ الزَّمَخْشَرِيَّ ثِقَةٌ ثابِتٌ وَاسِعٌ الاطِّلاعِ، فهو مُقَدَّمٌ.


[1] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كما في نسخة أخرى الذي في نسخة المتن التي بأيدينا: بجعه: قطعه بالسيف: كخذعه. بخذعه:

قطعه بالسيف، كخذعيه» و بهامش القاموس: قوله: بجعه، هذه المادة ساقطة من أكثر النسخ و لم يشرح عليها الشارح ا هـ مصححه.

[2] في التهذيب و الصحاح و الأساس: عن يديه.

[3] الأساس: بالغٍ جُهدَه.

[4] على هامش القاموس عن نسخة أخرى: النخاع.

[5] سورة الكهف الآية 6.

[6] سورة غافر الآية 8.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست