اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 547
و يُقَالُ: مالَهُ هِلَّعٌ و لا هِلَّعَةٌ ، كإِمَّرٍ و إِمَّرَةٍ ، أَي: مالَهُ جَدْيٌ و لا عَنَاقٌ ، نَقَلَه الجَوْهَرهيُّ، و قالَ اللِّحْيَانِيُّ: الهِلَّعُ :
الجَدْيُ، و الهِلَّعَةُ : العَناقُ، ففَصَّلَهَا، و قِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِم:
ما لَهُ هِلَّعٌ و لا هِلَّعَةٌ ، أَي: ما لَهُ شَيْءٌ قَلِيلٌ.
و هَلْوَعَ : أَسْرَعَ و قِيلَ: مَضَى نافِرًا، و هَلْوَعَتِ النَّاقَةُ هَلْوَعَةً : أَسْرَعَتْ و مَضَتْ و جَدَّتْ.
ذَكَرَ الدَّلادِلِ كما قَالَهُ العُزَيْزِيُّ في تَكْمِلَةِ العَيْنِ، أَو الصَّوابُ بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ، كما ذَكَرَهُ اللَّيْثُ. و ابنُ دُرَيْدٍ، و نَبَّهَ عَلَيْهِ الصّاغَانِيُّ، و سَيَأْتِي للمُصَنِّفِ هُنَاكَ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:
الهَلَعُ ، مُحَرَّكَةً: الحِرْصُ.
و الهُلُوعُ ، بالضَّمِّ: مَصْدَرُ هَلِعَ يَهْلَعُ كفَرِحَ: إِذا حَرَصَ، فهُوَ هَلِعٌ ككَتِفٍ، و منه 17- قَوْلُ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ لشَبَّةَ بنِ عَقّالٍ، حِينَ أَرادَ أَنْ يُقَبِّلَ يَدَهُ: «مَهْلاً يا شَبَّةُ، فإِنَّ العَرَبَ لا تَفْعَلُ هََذا إِلاَّ هُلُوعاً ، و إِنَّ العَجَمَ لَمْ تَفْعَلْهُ إِلاّ خُضوعاً» .
و الهِلاعُ، و الهُلاعُ، ككِتَابٍ و غُرَابٍ: الهُلُوعُ ، و أَنْشَدَ المُبَرِّدُ:
وَ لِي قَلْبٌ سَقِيمٌ لَيْسَ يَصْحُو # و نَفْسٌ ما تُفِيقُ مِنَ الهُلاعِ [1]
و رَجُلٌ هالِعٌ ، و هِلْواعٌ : جَزُوعٌ حَرِيصٌ.
و الهَلَعُ ، مُحَرَّكَةً: الحُزْنُ، تَمِيمِيَّةٌ.
و الهَلِعُ : الحَزِينُ.
و شُحٌّ هالِعٌ : مُحْزِنٌ، كَقَوْلِهِمْ: يَوْمٌ عاصِفٌ، و لَيْلٌ نائِمٌ.
و هَلِعَ ، كفَرِحَ: جاعَ.
و الهَلَعُ ، و الهُلاعُ، و الهَلَعانُ : الجُبْنُ عِنْدَ اللِّقَاءِ.
و الهَوْلَعُ : الجَزِعُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.
و قالَ الأَشْجَعِيُّ: رَجُلٌ هَمَلَّعٌ و هَوَلَّعٌ ، كعَمَلَّسٍ فِيهِمَا، أَي: سَرِيعٌ.
و الهِلْواعُ : الحَرِيصُ. و الهُلائعُ، كعُلابِطٍ: اللَّئِيمُ، و لَيْسَ بِتَصْحِيفِ الهُلابِع، بالباءِ.
همتع [همتع]:
الهُمْتُعُ ، بالمُثَنّاةِ مِنْ فَوْق، كعُصْفُرٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، و الصّاغَانِيُّ، و صاحِبُ اللِّسَانِ، و مَنْ بَعْدَهُمْ و مَنْ قَبْلَهُمْ، و لا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَخَذَه المُصَنِّفُ، و هُوَ جَنَى التَّنْضُبِ و حِينَئذٍ فوَزْنُه فُعْلُلٌ، أَو وَزْنُه هُفْعَلٌ؛ لأَنَّه مِنْ مَتَعَ ، فالصّوابُ أَنْ يُذْكَرَ هُنَاكَ و قَوْلُه: لَيْسَ بتَصْحِيفِ الهُمْقُعِ، بالقَافِ فيه نَظَرٌ، فإِنَّ القافَ شَدِيدُ الالْتِبَاسِ بالتّاءِ فِي الخُطُوطِ القَدِيمَةِ، و المَعْنَى واحِدٌ، فأَيُّ وَجْهٍ للعُدُولِ عَنْهُ؟ و لَمْ يُنَبِّهْ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ عَلَيْهِ، فتَأَمَّلْ.
همسع [همسع]:
الهَمَيْسَعُ ، كسَمَيْدَعٍ هََكَذَا هُو في النُّسَخِ بالسَّوادِ، و قالَ شَيْخُنَا: هُو فِي أُصُولِ القامُوسِ مَكْتُوبٌ بالحُمْرَةِ؛ إِيماءً إِلَى أَنَّه مِنْ زِيَادَاتِه عَلَى الصِّحّاحِ، و لَيْسَ بصَوَابٍ، فإِن الجَوْهَرِيَّ ذَكَرَه فِي «همع» فالصَّوابُ كَتْبُه بالسَّوادِ، إِلاّ أَنْ يُقَالَ: إِنَّه أَشارَ بتَرْجَمَتِه مُفْرَدًا إِلَى خِلافِه، و أَنَّ السِّينَ فِيه أَصْلِيَّةٌ؛ إِذْ لا دَلِيلَ لَه على ادِّعاءِ أَصالَةِ الياءِ، فتَأَمَّلْ.
قُلْتُ: الصَّحِيحُ أَنَّ هََذِه التَّرْجَمَةَ مَكْتُوبَةٌ فِي الأُصُولِ الصَّحِيحَةِ بالسَّوَادِ، كما نَبَّهْنَا عَلَيْه آنِفاً، و قَوْلُ شَيْخِنا: إِنَّ الجَوْهَرِيَّ ذَكَرَه في «هـ م ع» كما فِي سائِرِ نُسَخِ الصِّحاحِ، فَلا يُحْتَاجُ إِلَى هََذِه التَّكَلُّفَاتِ الّتِي ذَكَرَهَا شَيْخُنَا، فَتَأَمَّلْ. قالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ الرَّجُلُ القَوِيُ[2] ، زادَ غَيْرُه: الَّذِي لا يُصْرَعُ جَنْبُه.
و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الهَمَيْسَعُ : الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ.
و الهَمَيْسَعُ : وَلَدُ [3] حِمْيَرَ بنِ سَبَإِ ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ جَدُّ عَدْنَانَ بنِ أُدَدَ، و قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُه بالسُّرْيَانِيَّةِ، قالَ: و قَدْ سَمَّى حِمْيَرُ ابْنَه هَمَيْسَعاً .
قُلْتُ: و قَوْلُ ابْنِ دُرَيْدٍ: أَحْسِبُه بالسُّرْيانِيَّةِ، حَدْسٌ و تَخْمِينٌ، لا يَلِيقُ بمِثْلِه أَنْ يَقُولَ ذََلِكَ، بَلْ هِيَ لُغَةٌ حِمْيَرِيَّةٌ، بمَعْنَى القَوِيِّ مِنَ الرِّجَالِ، و بِهِ سَمَّوْا، و يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَسَعَ الشَّيْءَ: إِذا كَسَرَهُ، و المِيمُ و الياءُ زائِدَتانِ،
[1] الكامل 3/1093 و يروى: «قلب سليم» و يروى: «لا تفيق» .