461
فمِنْهُنَّ مَعْمَع ، لَهَا شَيْئُها أَجْمَع» . هِيَ المُسْتَبِدَّةُ بمالِها عَنْ زَوْجِهَا، لا تُواسِيهِ مِنْهُ، قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هََكَذا فُسِّرَ.
و امْرَأَةٌ مَعْمَعٌ ، هِيَ: الذَّكِيَّةُ المُتَوَقِّدَةُ ، قالَهُ شَمِرٌ، و قالَ غَيْرُهُ: و كَذََلِكَ الرَّجُل.
و قالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقَالُ: هُوَ ذُو مَعْمَعٍ أَي: ذُو صَبْرٍ عَلَى الأُمُورِ و مُزَاوَلَةٍ. و المَعْمَعِيُّ : الرَّجُلُ الَّذِي يَكُونُ مَعَ مَنْ غَلَبَ ، يُقَالُ:
مَعْمَعَ الرَّجُلُ: إِذا لَمْ يَحْصُلْ عَلَى مَذْهَبٍ، كأَنَّهُ يَقُولُ لكُلٍّ: أَنَا مَعَكَ ، و مِنْهُ قِيلَ لمِثْلِه: رَجُلٌ إِمَّعٌ و إِمَّعَةٌ، و قد تَقَدَّمَ.
و دِرْهَمٌ مَعْمَعِيٌّ : كُتِبَ عَلَيْهِ مَع مَع ، نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ و الصّاغَانِيُّ.
و المَعْمَعَانُ : شِدَّةُ الحَرِّ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
حَتَّى إِذا مَعْمَعانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَهُ # بِأَجَّةٍ نَشَّ عَنْهَا الماءُ و الرُّطَبُ [1]
و المَعْمَعَانُ : الشَّدِيدُ الحَرِّ ، يُقَالُ: يَوْمٌ مَعْمَعَانٌ ، كالمَعْمَعَانِيِ ، و لَيْلَةٌ مَعْمَعَانَةٌ ، و مَعْمَعَانِيَّةٌ كذََلِكَ، و مِنْهُ 17- حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ : «أَنَّه كانَ يَتَتَبَّعُ اليَوْمَ المَعْمَعَانِيَّ فيَصُومُه» .
و المَعْمَعَةُ : صَوْتُ الحَرِيقِ فِيُ القَصَبِ و نَحْوِهِ ، و قِيلَ:
هُوَ حِكَايَة صَوْتِ لَهَبِ النّارِ إِذََا شَبَّتْ بالضِّرامِ، و مِنْهُ قَوْلُ امْرِىءِ القَيْسِ:
كمَعْمَعَةِ السَّعَفِ المُوقَدِ [2]
و قالَ كَعْبُ بنُ مالِكٍ:
مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بَعْضُه # بَعْضاً كمَعْمَعَةِ الأَباءِ المُحْرَقِ
فلْيَأْتِ مَأْسَدَةً تُسَنُّ سُيُوفُهَا # بَيْنَ المَذادِ وَ بَيْنَ جِزْعِ الخَنْدَقِ [3]
و المَعْمَعَةُ : السَّيْرُ فِي شِدَّةِ الحَرِّ ، و قَدْ مَعْمَعُوا .
و قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: المَعْمَعَةُ : الدَّمْشَقَةُ، و هُوَ العَمَلُ فِي عَجَلٍ. و المَعْمَعَةُ : الإِكْثَارُ مِنْ قَوْلِ: مَعْ ، و قدْ مَعْمَعَ ، فهُوَ مُمَعْمِعٌ .
و يُقَالُ للحَرْبِ و القِتَال : مَعْمَعَةٌ ، و لَه مَعْنِيَانِ، أَحَدُهُمَا: صَوْتُ المُقَاتَلَةِ، و الثّانِي: اسْتِعارُ نارِهَا.
و قالَ ابنُ عَبّادٍ: المَعْمَعَةُ : أَنْ تَحْلُبَ السَّمَاءُ المَطَرَ عَلَى الأَرْضِ فَتَقْشِرَها ، و ذََلِكَ إِذا كانَ المَطَرُ دُفْعَةً واحِدَةً.
و 14- فِي الحَدِيثِ : «لا تَهْلِكُ أُمَّتِي حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُم التَّمَايُلُ، و التَّمَايُزُ، و المَعامِعُ » . و هي: شِدَّةُ الحُرُوب ، و الجِدُّ في القِتَالِ، و : هَيْجُ الفِتَن و العَظائِم، و مَيْلُ بَعْضِ النّاسِ عَلَى بَعْضٍ، و تَظَالُمُهُمْ ، و تَمَيُّزُهُم مِنْ بَعْضٍ، و تَحَزُّبُهُم أَحْزَاباً؛ لوُقُوعِ العَصَبِيَّةِ ، و الأَصْلُ فِيهِ مَعْمَعَةُ النّارِ، و هِيَ سُرْعَةُ تَلَهُّبِها، و هََذا مِثْلُ قَوْلِهِمْ: «الآنَ حَمِيَ الوَطِيسُ» ثُمَّ إِنَّ الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ إِنَّمَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ تَفْسِيرًا لِلْحَدِيثِ المَذْكُورِ، لا للمَعَامِعِ فَقَط، فتَأَمَّلْ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
المَعْمَعَةُ : شِدَّةُ الحَرِّ، قالَ لَبِيدٌ:
إِذَا الفَلاةُ أَوْحَشَتْ فِي المَعْمَعَهْ
و يَوْمٌ مَعْمَاعٌ ، كمَعْمَعانِيٍّ ، قال:
يَوْمٌ مِنَ الجَوْزاءِ مَعْمَاعٌ شَمِسْ
مقع [مقع]:
المَقْعُ ، كالمَنْعِ: أَشَدُّ الشُّرْبِ ، كَما فِي الصِّحاحِ، و كذََلِكَ المَعْقُ، و الفَصِيلُ يَمْقَعُ أُمَّهُ: إِذا رَضَعَهَا [4] .
و قَالَ يُونُسُ: هُوَ شَرّابٌ بأَمْقُعٍ و بأَنْقُعٍ، بضَمِّ قافِهِمَا، أَيْ : أَنَّه مُعاوِدٌ للأُمُورِ، يَأْتِيهَا حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى أَقْصَى مُرَادِهِ. و مُقِعَ بشَيْءٍ، كعُنِيَ: رُمِيَ بهِ ، هََكَذَا نَصُّ المُجْمَلِ، و في الصِّحاحِ: مُقِعَ فُلانٌ بسَوْءَةٍ، أَي: رُمِيَ بِهَا، زادَ فِي اللِّسَانِ: و يُقَالُ: مَقَعْتُه بشَرٍّ، و لَقَعْتُه: إِذا رَمَيْتَه بهِ.
و قالَ الأَحْمَرُ: امْتَقَعَ الفَصِيلُ ما فِي ضَرْعِه ، أَي:
[1] ديوانه ص 11 و بالأصل «بأحبة» و المثبت عن الديوان.
[2] ديوانه ص 85، و صدره فيه:
سبوحاً جموحاً و إحضارها.
[3] البيتان مطلع قصيدة قالها كعب يوم الخندق كما في سيرة ابن هشام 3/273 و فيها «يمعمع بعضه» بدل «يرعبل بعضه» و بالأصل «المزار» و المثبت «المذاد» عن ابن هشام و هو موضع بالمدينة حيث حفر الخندق و قيل بين سلع و خندق المدينة.
[4] اللسان: «رضعها بشدّة» و الأصل كالتهذيب.