responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 31

فَأَصْبَحَتْ دَارُهُمُ بَلاقِعَا

و 16- في الحَدِيثِ : «فَأَصْبَحَت الأَرْضُ مِنِّي بَلاقِعَ » . قالَ ابْنُ الأَثِيرِ: وَصَفَهَا بالجَمْعِ مُبَالَغَةً كقَوْلِهِم: أَرْضٌ سَبَاسِبُ، و ثَوْبٌ أَخْلاقٌ. و قالَ غَيْرُهُ: جَمَعُوا لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ منها بَلْقَعاً . قال العَارِمُ يَصِفُ الذِّئْبَ:

تَسَدَّى بِلَيْلٍ يَبْتَغِينِي و صِبْيَتِي # لِيَأْكُلَنِي، و الأَرْضُ قَفْرٌ بَلاقِعُ

و يُقَالُ أَيْضاً: دِيَارٌ بَلْقَعٌ . قالَ جَرِيرٌ:

حَيُّوا المَنَازِلَ و اسْأَلُوا أَطْلالَها # هَلْ يَرْجِعُ الخَبَرَ الدِّيَارُ البَلْقَعُ ؟

كأَنَّهُ وضَع الجَمْع مَوْضِعَ الوَاحِدِ، كما قُرِى‌ءَ «ثَلاَثَمِائَةِ سِنِينَ» و البَلْقَع و البَلْقَعَة : المَرْأَةُ الخالِيَةُ مِن كُلِّ خَيْرٍ، و هو مَجَازٌ. و منه 16- حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللََّه عنه : «و شَرُّ نِسَائِكُم السَّلْفَعَةُ البَلْقَعَةُ » [1] . و قد سَبَقَ الحَدِيثُ في «ق ى س» .

و سَهْمٌ‌ بَلْقَعِيُّ أَوْ سِنَانٌ بَلْقَعِيُّ ، إِذا كَانَ، صَافِي النَّصْلِ، قال الطِّرِمَّاح:

تَوَهَّنُ فيه المَضْرَحِيَّةُ بَعْدَمَا # مَضَتْ فيه أُذْنَا بَلْقَعِيٍّ و عَامِلِ‌

و بَلْقَعَ البَلَدُ بَلْقَعَةً : أَقفَرَ. و ابْلَنْقَعَ الكَرْبُ: انْفَرَجَ. و ابْلَنْقَعَ الصُّبْحُ: أَضَاءَ، قال رُؤْبَةُ:

فَهْيَ تَشُقُّ الآلَ أَوْ يَبْلَنْقِعُ # عَنْهَا، و لَوْ وَنَّوْا بِهَا تَتَعْتَعُوا

و قال ابنُ عَبّادٍ: يُقَالُ للطَّرِيقِ: صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعٌ . و قال ابنُ فارِسٍ: الَّلامُ في البَلْقَعِ زائدَةٌ، و هو من بابِ البَاءِ و القَافِ و العَيْن.

*و ممّا يُسْتَدْرَك عليه:

ابْلَنْقَعَ الشَّيْ‌ءُ: ظَهَرَ و خَرَجَ.

بلكع [بلكع‌]:

بَلْكَعَهُ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ و صاحِبُ اللّسان، و قالَ أَبو عُبَيْدٍ: هو مِثْلُ‌ بَرْكَعَهُ‌ و كَعْبَرَهُ، إِذا قَطَعَهُ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.

بوع [بوع‌]:

البَاعُ : قَدرُ مَدِّ اليَدَيْنِ‌ و مَا بَيْنَهُمَا من البَدَنِ، كالبَوْعِ ، و يُضَمُّ، الأَخِيرَةُ هُذَلِيَّة. قال أَبُو ذُؤَيْبٍ:

فلَوْ كَانَ حَبْلاً مِنْ ثَمَانِينَ قَامَةً # و خَمْسِينَ بُوعاً نَالَهَا بالأَنَامِلِ‌ [2]

هََكَذَا في اللِّسَانِ، و يُرْوَى: «إِذا كانَ حَبْلٌ» . و الَّذِي في الدِّيوَانِ: «و تِسْعِينَ باعاً » . و أَمَّا « بُوعاً » فإِنَّهُ رِوَايَةُ الأَخْفَشِ، قَالَ: يُرِيدُ باعاً .

ج: أَبْوَاعٌ . و 13- في الحَدِيثِ : «إِذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ مِنِّي بَوْعاً أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» . و هو مَثَلٌ لِقُرْبِ أَلْطَافِ اللََّه عَزَّ و جَلَّ من العَبْدِ، إِذا تَقَرَّبَ إِلَيْه بالإِخْلاصِ و الطَّاعَةِ، و رُبَّمَا عُبِّر بالبَاعِ عن الشَّرَف و الْكَرَم، قالَ العَجَّاجُ:

إِذا الكِرَامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ # تَقَضِّيَ البَازِي إِذا البَازِي كَسَرْ

و قَالَ حُجْرُ بنُ خَالِدٍ في الكَرَم:

نُدَهْدِق بَضْعَ اللَّحْمِ لِلبَاعِ و النَّدَى # و بَعْضُهُمُ تَغْلِي بِذَمٍّ مناقِعُه‌ [3]

و قَالَ اللَّيْثُ: البَوْعُ و البَاعُ لُغَتَانِ، و لََكِنَّهُمْ يُسَمُّونَ البَوْعَ في الخِلْقَةِ، فَأَمَّا بَسْطُ الباعِ في الكَرَمِ، و نَحْوِه فلا يَقُولُونَ إِلاّ كَرِيمَ الباعِ ، و أَنشد:

لَهُ في المَجْدِ سابِقَةٌ [4] وَ بَاعُ

و البَوْعُ : مَدُّ الباعِ بالشَّيْ‌ءِ. يُقَالُ: بَاعَ يَبُوعُ بَوْعاً : بَسَطَ بَاعَه . و بَاعَ الحَبْلَ يَبُوعُهُ بَوْعاً : مَدَّ يَدَيْهِ مَعَهُ حَتَّى صارَ بَاعاً .

و بُعْتُه ، و قِيلَ: هو مَدُّكَهُ بَاعِكَ ، كما تَقُولُ: شَبَرْتُهُ من الشِّبْرِ، و المَعْنَيَان مُتَقَاربَانِ. قال ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ أَرْضاً:

و مُسْتَامَةٍ تُسْتَامُ و هْيَ رَخِيصَةٌ # تُبَاعُ بِسَاحَاتِ الأَيَادِي و تُمْسَحُ‌


[1] السلفعة: المرأة الجريئة البذيئة الفحاشة القليلة الحياء.

[2] ديوان الهذليين 1/142 برواية:

فلو كان حبلٌ... و سبعين باعاً...

[3] و يروي: مراجله.

[4] عن المقاييس 1/318 «سابغة» .

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست