اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 29
كَلِيلاً سِوَى ما كَانَ مِنْ حَدِّ ضِرْسِهِ # أَغَمَّ القَفَا و الوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعا
أُقَيْفِدَ لا يُرْضِيكَ فِي القَوْمِ زِيُّهُ # إذا قالَ فِي الأَقْوَامِ قَوْلاً تَبَلْتَعا
و البَلْتَعِيُّ : اللَّسِنُ الفَصِيحُ الحاذِقُ المُتَكَلِّمُ.
و التَّبَلْتُعُ : التَّفَتُّحُ بالكَلامِ، كأَنَّهُ يَقْذَعُ فيه، أَو هو الَّذِي الْتَوَى لِسَانُه. و قالَ الأَصْمَعِيُّ: هو التَّحَذْلُقُ و التَّدَهِّي.
و حَاطِبُ بنُ أَبِي بَلْتَعَةَ عَمرِو بنِ راشِدِ بنِ مُعاذٍ اللَّخْمِيّ، صَحابِيُ رضي اللّه عَنْهُ. و يُقَالُ: أَبُو بَلْتَعَةَ عَمْرُو بنُ عُمَيْرِ بنِ سَلَمَةَ، مِمَّنْ شَهِدَ بَدْراً، و قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُه في «ح ط ب» .
*و مِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
التَّبَلْتُعُ : إعْجَابُ المَرْءِ بنَفْسِهِ و تَصَلُّفُهُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ. و أَنْشَدَ لِرَاعٍ يَذُمُّ نَفْسَه و يُعَجِّزُهَا:
ارْعَوْا فإِنَّ رِعْيَتِي لَنْ تَنْفَعَا # لا خَيْرَ في الشَّيْخِ و إنْ تَبَلْتَعا
و بَلْتَعَةُ : اسمٌ.
بلخع [بلخع]:
بَلْخَعٌ ، كجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. و قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ع، باليَمَنِ [1] ، هََكَذَا ذَكَرَهُ في كِتَابِهِ في بابِ الباءِ معٍ الخاءِ مِنَ الرُّباعِيّ، أَوْ هُوَ يَلْخَعُ كيَمْنَع، هََكَذا ذَكَرَهُ ثانياً في بابِ الياءِ مع الخاءِ من الثُّلاثِيّ، و الصّوابُ هو الأَوّلُ ذَكَرَ ذََلِكَ ابنُ الكَلْبِيّ في كِتَاب «افْتِراقِ العَرَبِ» مِنْ تَأْلِيفِهِ.
و سَعْدُ بُلَغ، كزُفَرَ، قال اللَّيْثُ: يَجْعَلُونَهُ: مَعْرِفَةً: مَنْزِلٌ لِلْقَمَرِ، زَعَمُوا أَنَّهُ طَلَعَ لَمّا قالَ اللّه تَعالَى لِلأَرْضِ: يََا أَرْضُ اِبْلَعِي مََاءَكِ[2]و هو و في العُبَابِ و اللّسَانِ: «و هما» و قالَ ابن قُتَيْبَة: سَعْدُ بُلَعَ : نَجْمَانِ مُسْتَوِيَانِ في المَجْرَى. و زادَ غَيْرُهُ: مُتَقَارِبَانِ مُعْتَرِضَانِ [3] ، أَحَدُهُمَا خَفِيٌّ، و الآخَرُ مُضِيءُ، و يُسَمَّى [4] بَالِعاً ، لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ بَلَعَ الآخَرَ الخَفِيَّ و أَخَذَ ضَوْءَه، و طُلُوعُهُ للَيْلَة تَبْقَى منْ كَانُونَ الآخِرِ، مِنَ الشُّهُورِالرُّومِيَّةِ، و سُقُوطُهُ لِلَيْلَةٍ تَمْضِي مِنْ آبَ مِن الشُّهُورِ الرُّومِيَّةِ.
انْتَهَى نَصُّ ابنِ قُتَيْبَةَ. يَقُولُ سَاجِعُ العَرَبِ: «إذا طَلَعَ سَعْدُ بُلَع ، اقْتَحَمَ الرُّبَع، و لَحِقَ الهُبَع، و سِيدَ المُرَع، و صارَ في الأَرْضِ لُمَع» . اقْتِحامُ الرُّبَعِ أَنَّهُ يَقْوَى مَشْيُهُ فيُسْرِعُ و لا يَضبطُ. و الهُبَعُ أَيْضاً يَقْوَى مَشْياً [5] فَيَلْحَقُهُ. و المُرَع: طَيْرٌ كَأَنَّهُ هََذا الوَقْتَ يُصَادُ.
و قال اللَّيْثُ: البُلَعُ ، كصُرَدٍ، مِنْ قائِمةِ البَكَرَةِ: سَمُّها و ثَقْبُهَا، الوَاحِدَةُ بُلَعَةٌ بهاءِ.و بُلَعٌ ، بِلا لامٍ: د، أَوْ جَبَلٌ، قال الرَّاعِي:
ماذا تَذَكَّرُ مِنْ هِنْدٍ إذا احْتَجَبَتْ # بِابْنَي عُوَارٍ و أَدْنَى دَارِها بُلَعُ [6]
و يُرَوَى: «بَحل ما تَذَكَّر» .
و قالَ ابنُ دريد: بَنُو بُلَعٍ : بُطَيْنٌ مِنْ قُضاعَةَ.و بُلَعٌ ، كصُرَدٍ، و هُمَزَةٍ، و مِنْبَرٍ، و جَوْهَرٍ، هو الرَّجُلُ الأَكُولُ، الأَخِيرُ عن ابْنِ الأَعْرابيِّ.
و المَبْلَعُ ، كمَقْعَدٍ: مَجْرَى الطَّعَامِ و مَوْضِعُ الابْتِلاعِ من الحَلْقِ و كذََلِكَ البُلْعُمُ ، و البُلْعُومُ ، قَالَ رُؤْبةُ:
ما مَلأوا أَشْداقَهُ و المَبْلَعا
و قال ابْنُ عَبّادٍ: البُلُعْلُعُ ، بالضَّمِّ: طائِرٌ مَائيٌّ طَوِيلُ العُنُقِ، و كَأَنَّهُ من البَلْعِ .
و في الأَسَاسِ: من المَجَازِ: قِدْرٌ بَلُوعٌ ، كصَبُورٍ:
و البَالُوعَةُ في لُغَةِ البَصْرَةِ، و البَلاّعَةُ في لُغَةِ مِصْرَ، و البَلُّوعَةُ مشدَّدَتَيْنِ، و كَذََلِكَ البُلَّيْعَة ، كجُمَّيْزَةٍ في لُغَةِ مِصْرَ أَيْضاً: بِئْرٌ تُحْفَرُ [8] في وَسَطِ الدّارِ ضَيِّقُ الرَّأْسِ يَجْرِي فِيها ماءُ المَطَر و نَحْوهُ. و في الصّحاح: ثَقْبٌ في وَسَطِ الدَّارِ.
ج: بَوَالِيعُ ، و بَلالِيعُ ، نَقَلَهُمَا الصّاغَانِيّ، و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ علَى الأَخِيرِ.
[1] نقل ياقوت في «بلخع» عن ابن الكلبي قال: اتخذت حمير صنما...