responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 252

التَّشْبِيهِ» نَقْلاً عن الفَرّاءِ. قُلتُ: و مِثْلُه لابْنِ السِّكِّيتِ، قالَ:

قُل: الشَّمَعُ لِلْمُوم، و لا تقُلْ: الشَّمْعُ ، و قد تَمالَأَ عليه كَثِيرُونَ. و قال ابنُ سِيدَه-بعدَ نقْلِه كلامَ الفرّاءِ-: و قد غَلِط، لأَنَّ الشَّمَعَ و الشَّمْعَ لُغتانِ فصِيحَتَان. قلتُ: و قد نَقَله شُرّاحُ الفَصِيحِ هََكَذا، و زادُوا: و ليس الفَتْحُ لأَجْلِ حَرْفِ الحَلْق لاسْتعْلائِه، كما قَاله ابنُ خالوَيْه. قال شَيخُنا:

حرفُ الحَلْقِ في الّلام لا أَثَرَ له بالنَّسْبَةِ إِلى ضبطِ العَينِ، و إِنَّمَا الخِلافُ فيه إِذا كانَ عَيْناً، كنَهَرِ و شَعَر و نحْوِهِمَا، أَما لاماً فلا أَثَرَ له اتّفاقاً: هََذا الّذِي يُسْتَصْبَحُ به‌ ، كما في الصّحاح‌ أَو مُومُ العَسَلِ‌ ، كما قاله اللَّيْثُ. و قال ابنُ السِّكِّيت: المُومُ، و لم يُقَيِّد بالعَسَل، القطْعَةُ بهاءٍ ، شَمَعَةٌ و شَمعَة ، و قال ابنُ القيّانيِ‌ [1] : شمَعٌ -كقَدَمٍ-يُسَمَّى بالفارِسيَّة المُوم. قال الشِّهابُ في شفاءِ الغلِيلِ: و به تَعْلَمُ أَنَّ صاحِبَ القامُوس غلِط من وَجْهَيْنِ: زَعمِه أَنَّ السُّكُونَ غَلَط، و أَنَّ المُومَ عَرَبِيٌّ. قُلْتُ: كونُ أَنَّ سُكُونَ المَيمِ من لُغَةِ المُوَلّدِينَ، فقد صَرَّحَ به الفرّاءُ و ابنُ السِّكِّيتِ و غيرُهما، و قد نَقلهُ الجَوْهَرِيُّ و الصاغَانِيُّ، و سَلَّمَا للفرّاءِ، و لم يُغَلِّطْهُ إِلاّ ابنُ سِيدَه، كما تَقَدَّمَ، فكَفَى للمَصَنِّف قُدْوَةً بهََؤلاءِ، و لم يَحْتَجْ إِلى رَأْيِ ابن سِيدَه، فلا يَكُونُ ما قَالَهُ غَلَطَاً، و أَمّا كَوْنُ المُومِ عَربِيًّا، فهو مُقْتَضَى سِياق عِبَارَةِ اللَّيْثِ و ابنِ السِّكِّيتِ، و اسْتَعْملَتْه الفُرْسُ، و أَكْثرُ استِعْمَالِه عِنْدَهُم، حتى ظُنَّ أَنَّه فارِسِيٌّ، و لم يُصَرِّح بكَوْنِه فارِسِيًّا إِلا ابنُ القيّانِيِّ، كما تَقَدَّم، و المُصَنِّفُ أَعرَفُ باللِّسَانَيْنِ، فلا يَكُونُ قولُه غَلَطاً أَيضاً، و سَيَأْتِي في المِيمِ-إِن شَاءَ اللََّه تعالى-فتأَمَّل.

و عَبْدُ اللََّه بنُ العَبّاسِ بن جَبْرِيلَ‌ شيخٌ للدّارَقُطْنِيِّ، و ابنُ أَخيهِ: عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبّاسِ‌ بن جِبْرِيلَ، و مُحَمَّدُ بنُ بَرَكَة بن أَبِي الحَسَنِ بنِ أَبِي البَرَكَاتِ، الشّيخُ أَبُو عَبْدِ اللََّه المدى الحريمي‌ [2] البَغْدَادِيُّ، حَدَّثَ عن ابْنِ قُمَيْرة، و ابْنِ أَبي سَهْلٍ، و ابن الخَيِّر، و مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ، و عنه الحافظُ الذَّهَبِيُّ في معجم الشُّيُوخِ. قال: و كانَ خَيِّراً متعفِّفاً، وُلِدَ في حُدُودِ سَنَةِ مائتينِ و سَبْعَةِ و عِشْرِينَ، و حَدَّثَ ببَغْدَادَ و دِمَشْقَ، و مات سَنَةَ مائتين و سِتَّةٍ و تسْعِين‌ و أَحْمَدُ بنُ مَحْمُودٍ البَغْدَادِي الشَّمْعِيُّون: مُحَدِّثُون، هََكذا يَنْطِقُونَ به ساكنةً ، و الصوابُ تَحْريكُه‌ لأَنَّهُم مَنْسُوبُونَ إِلى الشَّمَعِ ، و الأَصْلُ فيه تَحْرِيكُ المِيمِ.

و فاتَهُ: محمَّدُ بنُ عَبْدِ المُطَّلَبِ الشَّمْعِيُّ عن ضِياءِ بن الخُرَيْف، و أَبو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللََّه بنُ المُبَارَك الشَّمْعِيُّ، المَعْرُوفُ بابْنِ سُكَّرَةَ، حَدَّثَ عن القاضي أَبي بَكْرِ بنِ الأَنْصَارِيِّ. و مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن بنِ الشَّمْعِيِّ، عن إِبْرَاهِيمَ بنِ أَحْمَدَ البُزُورِيّ.

و شَمَعَ فُلانٌ، كمَنَعَ، شَمْعاً بالفَتْحِ، و شُمُوعاً ، بالضَّمِّ، و مَشْمَعَةً : لَعِبَ و مَزَحَ‌ ، و في بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح: إِذا لم يَجِدَّ. و قالَ غيرُه: أَي طَرِبَ و ضَحِكَ، و منه 14- حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللََّه عنه -: «قُلْنَا: يا رَسُولَ اللََّه إِذا كُنَّا عِنْدَكَ رَقَّتْ قُلوبُنا، و إِذا فارَقْناكَ شَمَعْنَا » -أَو شَمِمْنَا-النِّسَاءَ و الأَوْلادَ» . أَي: لَعِبْنَا مع الأَهْلِ، و عَاشَرْناهُنَّ.

و قال أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحِمَارَ:

فلَبِثْنَ حِيناً يَعْتَلِجْنَ برَوْضَةٍ # فيَجِدُّ حِيناً في المِرَاحِ و يَشْمَعُ [3]

قال الأَصْمَعِيُّ: يَلْعَبُ لا يُجادُّ، و 16- في الحَدِيث : «من تَتَبَّعَ المَشْمَعَةَ يُشَمِّعُ اللََّه بِهِ» . أَرادَ من كَانَ شَأْنُه العَبَثَ و الاسْتِهْزَاءَ، و الضَّحِكَ بالنّاسِ، و التَّفَكُّهَ، بهِم جَازَاه اللََّه جَزَاءَ ذلِك و قال الجَوْهَريُّ: أَي: من عَبَثَ بالنّاسِ أَصارَهُ اللَّهُ إِلى حَالَةٍ يُعْبَثُ بهِ فيها، و قالَ المُتنَخِّلُ الهُذلِيُّ يَذْكُرُ حالَهُ مع أَضْيَافِه:

سَأَبْدَؤُهُم بمَشْمَعَةٍ و أَثْنِي # بجَهْدِي من طَعَامٍ أَو بِسَاطِ [4]

يُرِيدُ أَنَّهُ يَبْدَأُ أَضْيَافَه بالمِزَاحِ لِيَنْبَسِطُوا، ثمَّ يَأْتِيهم بعدَ ذََلِكَ بالطَّعَامِ، و في الصّحاحِ: «و آتِي*بجُهْدِي» ، قالَ ابنُ بَرِّي: و الصَّوابُ و أُثْنِي كما ذَكَرْنَا.

و قال ابنُ عَبّادٍ: شَمَعَ الشَّيْ‌ءُ شُمُوعاً : تَفَرَّقَ. و الشَّمُوعُ من النِّسَاءِ، كصَبُورٍ: المَزّاحَةُ الطَيِّبَةُ الحَدِيثِ التي تُقَبِّلُك و لا تُطَاوِعُكَ على سِوَى ذََلِكَ، و قِيل: هي


[1] في المطبوعة الكويتية: «ابن التياني» و فيما سيأتي.

[2] عن المطبوعة الكويتية و بالأصل «الحركي» .

[3] ديوان الهذليين 1/5 و فيه: «في العلاج» بدلاً من «في المراح» و قوله:

فلَبِثْنَ أي الأتن.

[4] ديوان الهذليين 2/22.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست