اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 140
عُسْرٍ و عُسُرٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هََكَذا، و يُقَالُ أَيْضاً: الرَّبِيعُ ، كأَمِيرٍ ، كالعَشِيرِ و العُشْرُ: جُزْءٌ من أَرْبَعَةٍ ، يَطَّرِدُ ذََلِكَ في هََذِهِ الكُسُورِ عِنْدَ بَعْضِهِم. قالَ اللََّه تَعالَى: وَ لَهُنَّ اَلرُّبُعُ مِمََّا تَرَكْتُمْ[1] .
و جَمْعُ الرَّبِيع رُبُعٌ ، بضَمَّتَيْن ، و جَمْعُ الرُّبْع -بِلُغَتَيْهِ-:
أَرْباعٌ و رُبُوعٌ .
و الرُّبَعُ ، كصُرَدٍ: الفَصِيل يُنْتَجُ في الرَّبِيع ، و هو أَوَّلُ النِّتاجِ ، و رَبَعَ ، أَي وَسَّعَ خَطْوَهُ و عَدَا. قال الأَعْشَى يَصِفُ ناقَتَه:
أَيْ تَخُلّ أَلْسِنَةَ الفِصَالِ؛ تَشُقُّهَا و تَجْعَلُ فِيها عوداً؛ لِئِلاَّ تَرْضَعَ. و مَعْنَى تَرْبُق، أَيْ تَشُدُّ البَهْمَ عَنْ أُمهاتِها لِئَلاَّ تَرْضَعَ، و لِئِلاَّ تَفَرَّقَ، فكَأَنَّ هََذِهِ الفَتَاةَ تَخْدُمُ البَهْمَ و الفِصَالَ.
و الرِّباعُ في جَمْع رُبَعٍ شاذٌّ، و كَذََلِكَ أَرْبَاعٌ ، لِأَنَّ سِيبَوَيْه قالَ: إِنَّ حُكْمَ فُعَلٍ أَنْ يُكَسَّرَ عَلَى فِعْلانٍ في غالِبِ الأَمْرِ.
فإِذا نُتِجَ فِي آخِرِ النِّتَاج فهُبَعٌ، و هي هُبَعَةٌ ، و مِنْهُ قَوْلُهم:
مالَهُ هُبَعٌ و لا رُبَعٌ ، و سَيَأْتِي في مَوْضِعِه، و إِنَّمَا تَعَرَّضَ لَهُ هُنَا اسْتِطْراداً عَلَى خِلافِ عادَتِهِ.
و رِبْعٌ ، بالكَسْرِ: رَجُلٌ من هُذَيْلٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي حارِثٍ، و هُوَ وَالِدُ عَبْدِ مَنَافٍ-و يقالُ: عَبْد مَنَاةَ-أَحَدِ شُعَرَاءِ هُذَيْلٍ.
قال ساعِدَةُ:
ما ذا يُفِيدُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهُما # لا تَرْقُدَانِ و لا بُؤْسَى لِمَنْ رَقَدَا [4]
و الرَّبَاعَةُ ، بالفَتْحِ و تُكْسَرُ: شَأْنُكَ ، و قِيلَ: حَالُكَ الَّتِي أَنْتَ رَابِعٌ ، أَيْ مُقِيمٌ عَلَيْهَا و المُرَادُ به أَمْرُهُ الأَوّلُ. قالَ يَعْقُوبُ و لا تَكُونُ في غَيْرِ حُسْنِ الحالِ، أَوْ على رَبَاعَتِكَ، أَي طَرِيقَتِكَ، أَو اسْتِقَامَتِكَ. و 14- في كِتَابِه لِلْمُهَاجِرِينَ و الأَنْصَار : «إِنَّهُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى رَبَاعَتِهِم » . أَيْ عَلَى اسْتِقامَتِهِمْ، يُرِيدُ أَنَّهُمْ علَى أَمْرِهِم الّذِي كانُوا عَلَيْه.
أَو رَبَاعَتُكَ: قَبِيلَتُكَ أَو فَخِذُكَ: أَو يُقَالُ: هُمْ عَلَى رَباعَتِهِم ، بالفَتْحِ، و يُكْسَرُ، و رَبَاعِهِمْ ، و رَبَعَاتِهِم ، مُحَرَّكةً، و رَبِعَاتِهِم ، ككَتِفٍ، و رِبَعَتِهِم ، كعِنَبَةٍ، أَي حالَةٍ حَسَنَةٍ مِنَ اسْتِقامَتِهِمْ [5] .
أَوْ أَمْرُهُم الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ أَوّلاً.
وَ رَبَعَاتِهِمْ ، مُحَرَّكَة، و تُكْسَرُ البَاءُ أَيْ مَنَازِلهُم ، عن ثَعْلَبٍ.
و قَالَ الفَرّاءُ: النّاسُ عَلَى سَكَنَاتِهِمْ و نَزَلاَتِهِم، و رَبَاعَتِهِم ، و رَبَعَاتِهِم ، يَعْنِي على اسْتِقامَتِهِمِ. و 14- وَقَعَ في كِتَابِ رَسُولِ اللََّه صلّى اللََّه عليه و سلّم لِيَهُودَ : «عَلَى رِبْعَتِهِم » . بالكَسْر، هََكَذا وُجِدَ في سِيرَةِ ابنِ إسْحَاقَ، و عَلَى ذََلِكَ فَسَّرَه ابنُ هِشَامٍ.
و الرِّبَاعَة ، بالكَسْر: نَحْوٌ مِن الحِمَالَةِ. و هو عَلَى رِبَاعَةِ قَوْمهِ، أَيْ[هو] [6] سَيِّدُهُمْ. و يُقَالُ: ما فِي بني فُلانٍ مَنْ يَضْبُطُ رِبَاعَتَهُ غَيْرُ فُلانٍ، أَيْ أَمْرَهُ و شَأْنَهُ الَّذِي عَلَيْه.
و قال أَبُو القاسِم الأَصْبَهَانيّ: استُعِيرَ الرِّباعةُ للرِّياسَةِ اعْتِبَاراً بأَخْذِ المِرْبَاع ، فقِيلَ: لا يُقِيمُ رِبَاعَةَ القَوْمِ غَيْرُ فُلانٍ. و قالَ الأَخْطَل يَمدَح مَصْقَلَةَ بنِ رَبِيعَةَ :