و ذَعْذعَتِ الرِّيحُ الشَّجَرَ: حَرَّكَتْهُ تَحْرِيكاً شَدِيداً، عن ابْنِ دُرَيْدٍ، و كَذََلِكَ ذَعْذَعَتِ الرِّيْحُ التُّرَابَ، إِذا ذَرَتْهُ و سَفَتْهُ، كُل ذََلِكَ مَعْنَاه وَاحِدٌ. قال النّابِغَةُ:
و الذِّعَاعُ، كسَحابِ: الفِرْقُ، الوَاحِدُ ذَعَاعَةٌ كسَحَابَةٍ، كما في الصّحاح.
و الذَّعَاعَة من النَّخْلِ: رَدِيئُهُ، و هو ما تَفَرَّقَ مِنْهُ، كذَعَاذِعِهِ. قال طَرَفَهُ بنُ العَبْد.
و عَذَارِيكُمْ مُقَلِّصَةٌ # فِي ذَعاعِ النَّخْلِ تَجْتَرِمُه
قال الأَزْهَرِيّ: قَرَأْتُ هََذا البَيْتَ بخَطِّ أَبِي الهَيْثَمِ: «في ذَعَاعِ النَّخْلِ» بالذَّالِ المُعْجَمَة، قالَ: و الدّالُ المُهْمَلَةُ تَصْحِيفُ.
قالَ: و يُقَالُ: الذَّعاعُ: ما بَيْنَ النَّخْلَةِ إِلَى النَّخْلَةِ [2]
و يُضَمُّ، و مِنْهُم مَنْ جَعَل إِهْمَالَ الدَّالِ لُغَةً، و قد تَقَدَّم ذََلِكَ.
و رَجُلٌ ذَعْذاعٌ : مِذْيَاعُ للسِّرِّ نَمّامٌ، لا يَكْتُم السِّرَّ من ذَعْذَعَةِ السِّرِّ: إذاعَتُه.
و مُذَعْذَعٌ ، كمُعَظَّمٍ: دَعِيُّ. و منه 6- حَدِيثُ جَعْفَر الصادِقِ رَضِيَ اللّه عَنْه : «لا يُحِبُّنا-أَهْلَ البَيْتِ- المُذَعْذَعُ » قالُوا: و ما المُذَعْذَعُ ؟قالَ: «وَلَدُ الزِّنا» . كذَا في النِّهَاَيَةِ، و قَدْ أَنْكَرَ الأَزْهَرِيُّ المُذَعْذَع بمَعْنَى الدَّعِيّ، و قَالَ: لَمْ يَصِحَّ عِنْدِي مِن جِهَةِ مَنْ يُوثَقُ به. أَو الصَّوابُ مُزَعْزَع بزاءَيْن، هََكَذَا هو فِي العُبَابِ رَسْماً لا ضَبْطاً. و الَّذِي في اللِّسَانِ نَقْلاً عن الأَزْهَرِيّ: و الصَّوابُ مُدَغْدَغٌ، بالغَيْن المُعْجَمَة. و أَزَال الإِشْكالَ الصّاغَانِيّ في التَّكْمِلَةِ، حَيْثُ ضَبَطَهُ فقالَ:
و الصَّوابُ بدَالَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ، و غَيْنَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ، و قَدْ وَهِمَ المُصَنِّفُ في ضَبْطِهِ بزاءَيْنِ، فتَأَمَّلْ.
قال الجَوْهَرِيّ: و رُبَّما قالُوا: تَفَرَّقُوا ذَعَاذِعَ ، أَي هاهُنَا، و هاهُنا. *و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الأَذْلَعِيُّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. و قال الخارْزَنْجِيّ:
هو الضَّخْمُ من الأَيُور، الطَّوِيلُ، و لَيْس بتَصْحِيفٍ، نَصّ الخارْزَنْجِيّ في تَكْمِلَةِ العَيْن: الأَذْلَعِيّ : وَصْفُ للذَّكَرِ إِذا كانَ فِيه شِبْهُ وَرَمٍ. قالَ: و حُكِيَ بالغَيْنِ مُعْجَمَةً، و بالدَّالِ و العَيْنِ غَيْرَ مُعْجَمَتَيْنِ أَيْضاً. و قال الأَزْهَرِيّ: قالَ بَعْضُ المُصَحَّفِين: الأَذْلَعِيّ ، بالعَيْن: الضَّخْمُ من الأُيورِ الطَّوِيلُ.
قالَ: و الصَّوابُ الأَذْلَغِيّ، بالغَيْنِ المُعْجَمَة لا غَيْر، و هََكَذَا حَكَى الصّاغَانِيّ أَيْضاً بتَصْحِيفِهِ، فقَوْلُ المُصَنَّفِ: «و لَيْسَ بَتَصْحِيفٍ» ، مَحَلُّ نَظَرٍ، فإنَّ الخَارْزَنْجِيّ لَيْسَ بِثِقَةٍ عِنْدَهُم، و إِيّاهُ عَنَي الأَزْهَرِيّ بقَوْله: قالَ بَعضْ المُصَحِّفِينَ. فَتَأَمّلْ.
ذوع [ذوع]:
الذَّوْعُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ و صاحِبُ اللِّسَان. و قال الخَارْزَنْجِيّ: هو الاجْتِيَاحُ و الاسْتِئْصالُ، و قَدْ ذُعْنَا مالَهُ ذَوعاً : اجْتَحْناهُ، قالَ: و أَرَى قَوْلَهُم: أَذاعَ النَّاسُ بِمَا فِي الحَوْضِ، إِذا شَرِبُوهُ. و كَذا أَذاعَ بِمَتاعِهِ إِذا ذَهَبِ به، و هُمَا مِن الذَّوْعِ .
قُلْتُ: و قد خالفَ الخارْزَنْجِيُّ هُنا الأَئِمَّةَ، و قَدْ ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ: أَذاعَ النّاسُ بما فِي الحَوْضِ: إِذا شَرِبُوه كُلَّه في «ذ ي ع» و هو قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ، و نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضاً في «ذ ي ع» و هو قَوْلُ الثّانِي: تَرَكْتُ مَتاعِي بمَكانِ كَذَا فَأَذاع به النّاسُ، أَيْ ذَهَبُوا به. و كُلُّ مَا ذُهِبَ بِهِ فقَدْ أذِيعَ به،
[1] عبارة الأزهري في التهذيب «ذع» 1/97 قلت: و أصله من باب ذاع يذيع و أذعته أنا، فنقل الى المكرر المضاعف، كما يقال: نخنخ بعيره فتنخنخ من الإناخة.