و مِنْ ذََلِكَ كانَ يَدْعُو جَرِيرٌ -و عِبَارَةُ الصّحّاحِ: و مِنْهُ كانَ جَرِيرٌ يَدْعُو- جَنْدَلَ بنَ الرّاعِي بَرْوَعاً . و قال ابنُ بَرِّيّ: بَرْوَعُ : اسْمُ أُمِّ الرَّاعِي، و يُقَالُ: اسْمُ ناقَتِهِ، قالَ جَرِيرٌ يَهْجُوهُ:
فما هِيبَ [2] الفَرَزْدَقُ قَدْ عَلِمْتُمْ # و مَا حَقُّ ابْنِ بَرْوَعَ أَنْ يُهابَا
و يُقَالُ: تَبَرَّعَ فُلانٌ بالعَطَاءِ، أَيْ تَفَضَّلَ بمَا لا يَجِبُ عَليْه، (عليه السلام) و قِيلَ: أَعْطَى من غَيْرِ سُؤالٍ. قالَ الزَّمَخْشَرِيّ: كَأَنَّهُ يَتَكَلَّفُ البَرَاعَةَ فيه و الكَرَمَ.
و في الصّحاح: فَعَلَهُ مُتَبَرِّعاً ، أَيْ مُتَطَوِّعاً، و هو من ذََلِكَ.
و هََكَذَا قالَهُ ابنُ بَرِّيّ أَيْضاً، و قالَ في قَوْلِهِ: «فَلاَقَت» يَعْنِي بَقَرَةَ الوَحْشِ الَّتِي أَخَذَ الذِّئْبُ وَلَدَهَا. و في اللّسَان و العُبَابِ: و قَدْ أَنْكَرَ أَبُو حاتِمٍ اللُّغَةَ الثّانِيَةَ و الثّالِثَةَ و كانَ يُنْشِدُ بَيْتَ الجَعْدِيّ:
و خَدٍّ كبُرْقُع الفَتَاةِ.
قالَ: و مَنْ أَنْشَدَه « كبُرْقُوع » فإِنَّمَا فَرَّ من الزِّحافِ. و أَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لِأَبِي النَّجْمِ:
مِنْ كُلِّ عَجْزَاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ # بَلْهَاءَ لَمْ تُحْفَظْ و لم تُضَيَّعِ
و قال اللَّيْثُ: جَمْعُ البُرْقُعِ البَرَاقِعُ . قالَ و فيه خَرْقَانِ للْعَيْنَيْنِ، و أَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِأَبِي النَّجْم:
إِنّ ذَوَاتِ الأُزْرِ و البَرَاقِعِ # و البُدْن في ذاكَ البَيَاض النّاصِعِ
لَيْسَ اعْتِذارِي عِنْدَهَا بِنَافِعِ # و لا شَفاعاتٍ لِذَاكَ الشَّافِعِ
و من قَوْلِ العَامَّةِ في العَكْسِ المُسْتَوِي: «عَقارِبُ تَحْتَ بَرَاقِعَ » .