و رَجُلٌ مُذَبْذِبٌ بكسر الذال الثانية و يُفْتَحو كذا مُتَذَبْذِبٌ :
مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِأَو بَيْنَ رَجُلَيْنِ و لا يُثْبِتُ صُحبةً لواحدٍ منهما، و في التنزيل العزيز في صفة المُنَافِقِينَ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذََلِكَ لاََ إِلىََ هََؤُلاََءِ وَ لاََ إِلىََ هََؤُلاََءِ[1] المَعْنَى مُطَرَّدِينَ مُدَفَّعِينَ عن هؤلاءِ و عن هؤلاءِ، و 16- في الحديث «تَزَوَّجْ و إِلاَّ فَأَنْتَ مِن المُذَبْذَبِينَ ». أَيِ المَطْرُودِينَ عنِ المُؤْمِنِينَ، لأَنَّك لم تَقْتَدِ بهم، و عن الرُّهْبَانِ لأَنَّكَ تَرَكْتَ طَريقتهم [2] و أَصْلُه من الذَّبِّ و هو الطَّرْدُ، قال ابن الأثير: و يَجُوزُ أَن يكون من الحَرَكَةِ و الاضْطِرَابِ.
و ذَبْذَبٌ : رَكِيَّةٌبموضعٍ يقال له مَطْلُوب [3] .
و سَمَّوْا ذُبَاباً كغُرَابٍ و ذَبَّاباً مثلَ شَدَّادٍ[4] فمنَ الأَولِ ذُبَابُ بنُ مُرَّة، تابعيُّ، عن عليٍّ، و عَطَاءٌ مَوْلَى بنِ أَبِي ذُبَابٍ ، حدَّث عنه المَقْبُرِيّ، و إِيَاسُ بنُ عَبْدِ اللََّهِ بنِ أَبِي ذُبَابٍ : صَحَابِيٌّ، عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، و سَعْدُ بنُ أَبِي ذُبَابٍ ، لَهُ صُحْبَةٌ أَيْضاً، و مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الحارثُ بنُ سَعْدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبِي ذُبَابِ بنِ عبد الرحمنِ المَدَنِيُّ، و عبدُ المَلِك بنُ مَرَوَانُ بنِ الحارث بنِ أَبي ذُبَابٍ ، الأَخيرُ ذَكره ابنُ أَبِي حاتمٍ، و من الثاني: ذَبَّابُ بنُ مُعَاوِيَةَ العُكْلِيُّ الشاعِرُ، نقله الصاغانيّ:
و في الأَساس: و من المجاز: يَوْمٌ ذَبَّابٌ ، كَشَدَّادٍ: وَمِدٌ يَكْثُرُ فيه البَقُّ على الوَحْشِ فَتَذُبُّهَا بأَذْنَابِهَا، فجُعل فِعْلُهَا لِلْيَوْمِ، و في لسان العرب: و في الطَّعَامِ ذُبَيْبَاءُ ، مَمْدُودٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفةَ في بابِ الطَّعَامِ وَ لَمْ يُفَسِّرُهُ، و قيلَ: إِنَّهَا الذُّنَيْبَاءُ، و ستُذْكر في موضعها.
و قال شيخُنَا في شرحه: و الذُّبَاباتُ : الجِبَالُ الصِّغَارُ، قاله الأَندلسيُّ في شَرْحِ المفصّل، و نَقله عبدُ القادر البغداديُّ في شرح شواهد الرضي. و قال الزجّاج: أَذَبَّ المَوْضِعُ إِذا صَارَ فيه الذُّبَابُ .
ذرب [ذرب]:
ذَرِبَ كفَرِحَ يَذْرَبُ ذَرَباً و ذَرَابَةً فهو ذَرِبُ ككتِفٍ: حَدَّقال شَبِيب يَصِفُ إِبِلاً:
ذَرِبَاتُ الانْبَارِ أَيْ حَدِيدَاتُ اللَّسْعِ و الذَّرِبُ : الحَادُّ من كُلِّ شيْءٍ و ذَرَبَ الحَدِيدَةَ كَمَنَعَ: أَحَدَّ، هذا صريحٌ في أَن مضارعَه أَيضاً مفتوحُ العين، و لا قائلَ به، و القياس يُنَافِيه، لأَنه غيرُ حَلْقِيّ اللاَّمِ و لا العين، كما هو مُقَرَّرٌ في كتُبِ التَّصْرِيفِ، و الذي في لسان العرب و كتب الأَفْعَالِ و البُغْيَة لأَبي جعفر، و المصباح للفيوميّ: أَنَّ ذَرَبَ الحَدِيدَةَ كَكَتَبَ يَذْرُبُهَا ذَرْباً : أَحَدَّهَا، كَذَرَّبَ ، بالتشديد، فهي مَذْرُوبَةٌ و قَوْم ذُرْبٌ ، بالضمأَي أَحِدَّاءُفهو جمعٌ على غيرِ قياسٍ.
و الذِّرْبَةُ بالكَسْرِكالقِرْبَةِ، و الذَّرِبَةُ : الصَّخَّابَةُ الحَدِيدَةُ السَّلِيطَةُالفَاحِشَةُ الطَّوِيلَةُ اللِّسَانزَادَ ابنُ الأَثير: و الفَاسِدَةُ الخَائِنَةُ، و الكُلُّ رَاجعٌ إِلى مَعْنَى الحِدَّةَ، و هُوَ ذِرْبٌ بالكَسْرِ، بهذا المَعْنَى، و هو مجاز، و فيه تأْخيرُ المُذَكَّرِ عن المؤنث و هو مخالِفٌ لقاعِدتِه، قال شيخُنَا، و هذا لا يُجَابُ عنه، و يمكنُ أَن يُوَجَّه أَنه لمّا كانت هذه الصفَة أَعْنِي الخِيَانَةَ في الفَرْجِ، و الصَّخَب و السَّلاَطَة لازمةٌ للمؤنث غالبةٌ عليه بخلاف المُذَكَّرِ قُدِّمَ عليه في الذِّكْرِ. و 14- في لسان العرب: في الحديث أَنَّ أَعْشَى بَنِي مازِنٍ قَدِم على النبيّ صلّى اللََّه عليه و سلّم فأَنْشَدَه أَبياتاً فيها: