و نقل شيخُنا عن ابنِ دُرُستويه: بَعْدَ البُرْءِ، قال: و هو غيرُ صوابٍ، كما قاله اللَّبْلِيُّ و غيرُه من شُرَّاح الفَصِيح، و الذي قاله المصنِّف حكاه صاحبُ المُوعب، و أَبو حاتم في تقويم المُفْسد، عن الأَصمعي، و في الأَساس: فانْتَكأَت بعد البُرْءِ.
و نَكَأَ العَدُوَّبالهمز، لُغة في نَكَاهُمْمُعتَلاًّ، و الذي في الفصيح: نكَأَ القَرْحَةَ، مهموزٌ، و نَكا العَدُوَّ، مُعتلٌّ، بل قال المُطَرّز: نَكَيْتُ العَدُوَّ، بالياءِ لا غير، و قال غيره: نَكَأْتُ القَرْحَة، بالهمز لا غير، و نَسب ابنُ دُرستويه تَرْكَ الهَمْزِ للعامَّة. و في التهذيب. نَكَأْتُ في العَدُوِّ نِكَايَةً ، و قال ابن السكيت في باب الحروف التي تُهْمَز فيكون لها مَعْنًى و لا تهْمَز فيكون لها مَعْنًى آخر: نَكَأْتُ القُرْحَةَ أَنْكَؤُها إِذا قَرَفْتَها، و قد نَكَيْتُ في العَدُوِّ أَنْكِي نِكَايَةً ، أَي هَزَمْتُه و غَلَبْتُه فَنَكِي كَفَرِحَ يَنْكَى نَكىً [2] و من هنا أَخذ المُلاَّ عَلِيّ في ناموسه.
وعن ابن شُمَيْلٍ: نَكَأَ فلاناً حَقَّهوَ زَكَأَهُ، نَكْأً وَ زَكْأً، أي قَضَاهُإِيَّاه، و ازْدَكَأَ منه حَقَّه و انْتَكَأَه : أَخذَه و قَبَضَه، ويقال هو زُكَأَةٌ [3] نُكَأَةٌ كهُمَزة فيهما: يَقْضِي ما عليهمن الحَقّ و لا يَمْطُلرَبَّ الدَّيْنِ.
*و بقي على المصنف:
قولهم: هُنِّيتَ وَ لاَ تُنْكَأْ . أَي هَنَّاك اللََّه بما نِلْتَ و لا أَصابك بِوَجَعٍ. و يُقال لا تُنْكَهْ، مثل أَراق و هَرَاق.
و في التهذيب: أَي أَصَبْتَ خَيْراً و لا أَصَابك الضُّرُّ. يَدْعو له. و قال أَبو الهيثم: يقال في هذا المثل «لا نكي تَنْكَهْ »و لا « نكي تُنْكَهْ »جَميعاً، فمن قال لا نكي تَنْكَهْ ، فالأَصل لا نكي تَنْكَ ، بغيرهاءٍ، فإِذا وَقفْتَ على الكافِ اجتمع ساكنانِ فحرِّك الكاف و زيدت الهاءُ يَسْكُتُون عليها، قال: و قولهم هُنِّيت [4] ، أَي ظَفِرْت، بمعنى الدُّعاءِ، و قولهم: لا نكي تُنْكَ ، أَي[لا نُكِيتَ أَي]لا جَعَلك اللّه نكي مَنْكِيًّا مُنْهَزِماً، مغلوباً، كذا في لسان العرب.
نمأ [نمأ]:
النَّمأُ و النَّمْءُ كَجَبَلٍ و حَبْلٍأَهمله الجوهري، قال ابنُ الأَعرابيّ هو بالتحريك مَهموزاً مَقصوراً صِغَارُ القَمْلِ، و اللغة الثانيةُ حكاها كُراع في المُجرَّد، و هي قليلة.
نهأ [نهأ]:
نَهِئَ اللحم كسمِع و نَهُؤَ مثل كَرُمَ يَنْهَأُ وَ يَنْهُؤُ نَهْأً بفتح فسكون و نَهَأَ محركة و نَهَاءَةً ممدود على فَعالة و نُهُوأَةً بالضم على فعولة و نَهُوءاً كَقُبولٍ و نَهَاوَةً ، و هذهأَي الأَخيرة شَاذَّةٌ، فهو نَهِيءٌ على فَعِيل أَي لم يَنْضَجْو هو بَيِّن النُّهُوءِ ، ممدودٌ مهموزٌ، وَ بَيِّنُ النُّيُوءِ مثل النُّيوع.
و أَنْهَأَه هو إِنْهَاءً ، فهو مُنْهَأٌ إِذا لم يُنْضِجْهُ، و قال ابن فارس: هذا عندنا في الأَصل أَنْيَأَه، من النِّيءِ فقُلبت الياءُ هاءً و أَنْهَأَ الأمر: لم يُبْرِمْهُ.وشَرِب فُلانٌ حتى نَهَأَ كَمنَعأَي امْتَلأَ. و في المَثَل «مَا أُبَالِي ما نَهِئَ مِنْ ضَبِّك و لا مَا نَضَج» أَي ما يُؤَثِّرُ فيَّ ما أَصابك من خيرٍ أَو شَرٍّ.
و عن ابن الأَعرابي: الناهِئُ : الشَّبْعَانُ الرَّيَّانُ [5] .
نوأ [نوأ]:
نَاءَ بِحِمْله يَنُوءُ نَوْأً و تَنْوَاءً بفتح المُثنّاة الفوقية ممدودٌ على القياس: نَهَضَ مُطلقاً و قيل: نَهَضَ بِجَهْدٍ و مَشَقَّةِقال الحارِثيُّ:
ويقال: ناءَ بالحِمْلِإِذا نَهَضَبه مُثْقَلاً، و ناءَ به الحِمْلُإِذا أَثَقَلَهُ و أَمَالَهإِلى السقوط كَأنَاءَهُ مثل أَنَاعه، كما يقال: ذَهَبَ به و أَذْهَبه بمعنًى، و المرأَة تَنُوءُ بها عَجِيزَتُها، أَي تُثْقِلُهَا، و هي تَنُوءُ بِعَجِيزَتِهَا، أَي تَنْهض بها مُثْقَلَةً
[1] كذا، و لعله سهو، و المثبت بالتحريك عن القاموس و اللسان.