اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 1 صفحة : 185
و شُؤْتُ بهكقُلْت: أُعْجِبْتُبِحُسْنِ سَمْتِه و فَرِحْتُبه، عن اللَّيْثَ، كذا في العُباب.
شيأ [شيأ]:
شِئْتُه أَي الشيءَ أَشَاؤُه شَيْأً و مَشِيئَةً كخَطِيئَة وَ مَشَاءَةً كَكَراهة و مشَائِيَةً [1] كعَلانِية: أَردْتُهقال الجوهريُّ: المشِيئَة :
الإرادة، و مثلُه في المِصباح و المُحكم، و أَكثرُ المتكلّمين لم يُفرِّقوا بينهما، و إن كانتا في الأَصل مُخْتَلِفَتَيْنِ فإِن المَشيئَة في اللُّغة: الإيجاد، و الإرادةُ: طلبٌ، أَوْمَأَ إليه شيخُنا ناقلاً عن القُطْب الرَّازِي، و ليس هذا مَحَلَّ البسْطِ و الاسمُمنه الشِّيئَة كَشِيعةعن اللِّحيانيّ، و مثله في الرَّوض للسُّهَيْلِي وقالوا: كلُّ شَيْءٍ بِشِيئَةِ اللّهِ تعالىبكسر الشين، أَي بمَشيئَته ، 14- و في الحديث : أَنّ يَهودِيًّا أَتَى النبِيَّ صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:
إِنكم تَنْذِرُون و تُشْرِكُون فتقولون: ما شاءَ اللّهُ و شِئْتُ ، فأَمرهم النبيُّ صلّى اللّه عليه و سلّم بأَن [2] يقولوا: «ما شَاءَ اللّهُ ثُمَّ شِئْتُ ». و في لسان العرب و شرح المُعلَّقات: المشيئَةُ ، مهموزة: الإِرادة، و إنما فَرَقَ بين قولِه: ما شَاءَ اللّهُ و شِئْتُ ، «و ما شَاءَ اللّهُ ثُمَّ شِئْتُ »لأَن الواو تُفيد الجمْعَ دون الترتيبِ، و ثُمَّ تَجْمعُ و تُرتِّب، فمع الواوِ يكون قد جمعَ بينَ اللّه و بينَه في المشيئَةِ ، و مع ثُمَّ يكون قد قدَّمَ مَشيئَةَ اللّهِ على مَشِيئَتِه .
و الشيءُ مبين الناسِ، قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل المُذكَّر أَصلاً للمؤنث: أَلاَ تَرى أَن الشْيءَ مُذكَّرٌ، و هو يقع على كُلِّ ما أُخْبِرَ عنه، قال شيخنا: و الظاهر أَنه مصدرُ بمعنى اسم المفعول، أَي الأَمر المَشِيءُ أَي المُرادُ الذي يتَعَلَّق به القَصْدُ، أَعمُّ مِن أَن يكون بِالفِعْل أَو بِالإِمْكانِ، فيتناوَلُ الوَاجِبَ و المُمْكِنَ و المُمْتَنِعَ، كما اختاره صاحبُ الكشَّاف، و قال الراغبُ: الشيْءُ : عِبارة عن كُلِّ موْجودٍ إمَّا حِسًّا كالأَجسام، أَو مَعْنًى كالأَقوالِ، و صرَّح البَيْضاوِيُّ و غيرُه بأَنه يَخْتَصُّ بالموجود، و قد قال سِيبويهِ: إِنه أَعمُّ العَامِّ، و بعض المُتكلِّمينَ يُطلِقه على المعدوم أَيضاً، كما نُقِلَ عن السَّعْدِ و ضُعِّفَ، و قالوا: من أَطلقَه مَحجوجٌ بعدم استعمالِ العرب ذلك، كما عُلِم باستقْرارٍ كلامِهم و بنحْوِ كُلُّ شَيْءٍ هََالِكٌ إِلاََّ وَجْهَهُ[3] إِذ المعدومُ لا يَتَّصِفُبالهَلاكِ، و بنحْوِ وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاََّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ[4] إِذ المعدوم لا يُتَصَوَّرُ منه التسبيحُ. انتهى. ج أَشياءُ غير مصروف و أَشْيَاوَاتٌ جمعُ الجمعِ لشيْءٍ ، قاله شيخنا وكذا أَشَاوَاتٌ و أَشَاوَى بفتح الواو، و حُكِي كَسْرُها أَيضاً، و حكى الأَصمعيُّ أَنه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لِخَلَف الأَحمرِ: إِنَّ عِندك لأَشَاوِي و أَصلُه أَشَابِيُّ بثلاثِ ياآتٍ خُفِّفت الياءُ المشدّدة، كما قالوا في صَحَاريّ صَحارٍ فصار أَشايٍ ثم أُبدل من الكسرة فتحة و من الياءِ أَلف فصار أَشايا كما قالوا في صَحَارٍ صَحَارَى، ثم أَبدلُوا من الياءِ واوًا، كما أَبدلوا في جَبَيْت الخَراجَ جبَايةً و جِبَاوَةً، كما قاله ابن بَرّيّ في حواشي الصِّحاح و قولُ الجوهريِإِنّ أَصله أَشَائِيُ بياءَين بالهمزأَي همز الياء الأُولى كالنُّون في أَعناقِ إِذا جمعته قلت أَعانِيق، و الياءُ الثانِية هي المُبدلة من أَلف المدّ في أَعناقٍ تُبْدَل ياءً لكسر ما قبلها، و الهمزةُ هي لامُ الكلمة، فهي كالقاف في أَعانِيق، ثم فلِبَت الهمزةُ لتطَرُّفِها، فاجتمعتْ ثلاثُ ياآتٍ، فتوالَتِ الأَمثالُ فاستُثْقِلت فحُذِفت الوُسْطَى و قُلِبت الأَخيرةُ أَلفاً، و أُبْدلَت من الأُولى واوًا [5] ، كما قالوا: أَتَيْتُه أَتْوَةً، هذا ملخص ما في الصحاح قال ابن بَرّيّ: و هو غَلَطٌمنه لأَنه لا يصِحُّ همْزُ الياءِ الأُولى لكَوْنِها أَصلاً غيرَ زائدةو شرْطُ الإِبدال كونها زائدةً كما تَقولُ في جمع أَبْياتٍ أَبايِيتُثَبتت ياؤُها لعدم زِيادتها، و كذا ياء مَعَايِشَ فلا تَهْمِزُ [6] أَنت الياءَ التي بعد الأَلِفلأَصالتها، هذا نص عِبارة ابن بَرِّيّ. قال شيخنا: و هذا كلام صحيح ظاهر، لكنه ليس في كلام الجوهريّ الياءُ الأُولى حتى يردّ عليه ما ذكر، و إنما قال: أَصله أَشائيّ فقُلبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاثُ ياآت. قال: فالمراد بالهمزة لام الكلمة لا الياء التي هي عين الكلمة، إلى آخر ما قال.
قلت: و بما سقناه من نصّ الجوهري آنفاً يرتفع إِيراد شيخنا الناشيء عن عدم تكرير النظر في عبارته، مع ما تحامل به على المصنِّف عفا اللّهُ و سامح عن جسارته
[5] عبارة اللسان: إن أشياء يجمع على أشاوي، و أصله أشائىء فقلبت الهمزة ألفاً. و أبدلت من الأولى واو، قال: قوله أصله أشائيء سهو، و إنما أصله أشاييّ بثلاث ياءات. و عنده نص آخر قريب من الأصل.