و قيل: هي غير المُشط، بل هي عودٌ تُدْخِله المرأَةُ في شَعرها، و فسَّره المصنف بالقَرْن المُعَدّ لذلك، كما يأْتي و المِشْقَأُ كَمِنْبَرٍ و المِشْقَاءُ مثل مِحْرَابٍ و المِشْقَأَة ، مثل مِكْنَسَةٍ: المُشْطُبضم الميم كالمِشْقَئِ بكسر الميم مهمور مقصور [1] قاله ابنُ الأَعرابيّ، فيكون على تليين الهمزة، و روى أَبو تُرابٍ عن الأَصمعيّ: إِبلٌ شُوَيْقِئَةٌ و شُوَيْكِئَة، حين يَطْلُع نابُها، من شَقَأَ نابُه و شَكأَ، و شَأك [2] أَيضاً، و أَنشد:
شَكَأَ نَابُ البَعِيرِ: كَشَقَأَقال الأَصمعي: إذا طلع فشَقَّ اللحْمَ و شَكِئَ ظُفْرُهُ كَفَرِحَ: تَشقَّقَعن ابن السكّيت.
و في أَظفاره شَكاءٌ، كسَحابٍ، إذا تشقَّقَتْ، كذا في أَفعال ابن القوطية، و في التهذيب عن سَلَمة قال: به شَكَأٌ شديد:
تَقَشُّرٌ، و قد شَكِئَتْ أَصابعُه، و هو التَقشُّر بَيْنَ اللحمِ و الأَظفار شَبيه بالتشقُّق، مهموز مقصور، أَي على وزن جَبَل.
وقال أَبو حنيفة: أَشْكَأَتِ الشَّجَرَةُ بِغُصُونِها: أَخْرَجَتْها و عن الأَصمعي: إِبل شُوَيْقِئَة و شُوَيْكِئَة ، حين يطلع نَابُها، من شَقأَ نابُه و شَكأَ وَ شأكَ أَيضاً و أَنشد[ذو الرمة].
و قيل: أَراد بقوله شُوَيكِئَة شُوَيْقِئَة، فَقُلبت القاف كافاً *من شَقَأَ نابُه إِذا طَلَع، كما قيل كُشِطَ عن الفَرس الجُلُّ و قُشِط، و قيل: شُوَيْكِيَة بغير همز: إِبلٌ مَنْسوبةٌ [3] ، و إِنما سقت هذه العبارة بتمامها لما فيها من الفوائد التي خلا عنها القاموس، و أَغفلها شيخُنا مع سَعة نَظرِهِ و اطّلاعه، فسبحان من لاَ يَشغله شَأْنٌ عن شَأْنٍ.
شنأ [شنأ]:
شَنأَه كمنَعه و سَمِعهالأُولى عن ثعلب، يَشْنَؤُه فيهما شَنْأً ، و يثلّثقال شيخنا: أَي يُضبط وسَطه أَي عينه بالحركات الثلاث، قلت: و هو غيرُ ظاهرٍ، بل التثليث في فائِه، و هو الصواب، فالفتح عن أَبي عبيدة، و الكسر و الضمّ عن أَبي عمرٍو الشيبانيِ و شَنْأَة
7 *
كحَمْزة وَ مَشْنَأَة بالفتح مَقِيس في البابين و مَشْنُؤَة كمَقْبُرة مسموع فيهما و شَنْآناً بالتسكين وَ شَنآناً بالتحريك فهذه ثمانية مصادر، و ذكرها المصنف، و زيد: شَنَاءَة كَرَاهة، قال الجوهريّ: و هو كثيرٌ في المكسور، و شَنَأَ محرّكة، و مَشْنَأَ كمَقْعَد، ذكرهما أَبو إسحاق إبراهيم بن محمد الصفاقسي في إِعراب القرآن، و نقل عنه الشيخ يس الحِمصيّ في حاشية التصريح وَ مَشْنِئَة بكسر النون. و شَنَان ، بحذف الهمزة، حكاه الجوهريّ عن أَبي عبيدة، و أَنشد للأَحْوَص:
فهذه خمسةٌ، صار المجموع ثلاثةَ عشرَ مصدراً، و زاد الجوهريُّ شَنَاء [4] كسحاب، فصار أَربعةَ عشرَ بذلك، قال شيخنا: و استقصى ذلك أَبو القاسم بن القطَّاع في تصريفه، فإنه قال في آخره: و أَكثر ما وقع من المصادر للفعل الواحد أَربعة عشر مصدراً نحو شَنِئْت شَنْأً ، و أَوصل مصادِره إلى أَربعة عَشر، و قَدَرَ، و لَقِيَ، و وَرَدَ، و هَلَكَ، و تَمَّ، و مَكَث، و غابَ، و لا تاسع لها، و أَوصل الصفاقسي مصادرَ شَنِئَ إلى خمسةَ عشر، و هذا أَكثر ما حُفِظ، و قُرِىءَ بهما، أَي شَنْآن ، بالتحريك و التسكين قوله تعالى: وَ لاََ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ*[5] فمن سكّن فقد يكون مصدراً و يكون صفةً كسكْران، أَي مُبْغِضُ قومٍ، قال: و هو شاذٌّ في اللفظ، لأَنه لم يَجِىءُ[شيء] [6] من المصادر عليه، و من حَرَّك فإِنما هو شاذ في المعنى، لأَن فَعَلان إِنما هو من بِناء ما كان مَعناه الحَركةَ و الاضطراب، كالضَّرَبان و الخَفَقان. و قال سِيبويه:
الفَعَلان بالتحريك مصدرُ ما يدُلُّ على الحَركة كَجَوَلاَن، و لا
[1] القاموس: «كالمشقى»و في اللسان: المشقى مقصور غير مهموز.