اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 1 صفحة : 107
أكأ [أكأ]
أَكَأَ كَمَنَع: استَوْثَقَمِن غَرِيمِهِ بالشُّهودِ[1] . ثبت هذه المادة في أَكثر النسخ المصحّحة و سقطت في البعض، و قوله:
أَبو زَيْدٍ: أَكَأَ إِكَاءَةً إِلى آخرها، هكذا وُجِد في بعض النسخ، و الصواب أَن محلَّه فصلُ الكافِ من هذا الباب، لأَن وزن أَكاء إِكاءَةً كإِجابةٍ و إِكاءً كَإِقَامٍ، فعرف أَن الهمزةَ الأُولى زائدةٌ للتعدية و النقْلِ، كهمزة أَقامَ و أَجابَ، و قد ذكره المصنِّفُ هناك على الأصل، و هو الصحيحُ، و يقال هو ككتب كِتَابَةً و كِتاباً، فحينئذ محلُّه هنا: إِذا أَرادَ أَمْراً ففاجَأْتَهُأَي جِئته مُفاجأةً على تئفةِ ذَلك أَي حِينه و وقتِه، و في بعض النسخ: على تَفِيئَةِ ذلك فَهَابَكَ، أَي خافَك و رَجع عنه، أَي عن الأَمر الذي أَرادَه.
ألأ [ألأ]
الأَلاَءُ ، كالعَلاَءِيُمَدُّ و يُقْصَرُ، و قد سُمِع بِهما:
شَجَرٌورَقُه وَ حَمْلُه دِبَاغٌ، و هو حَسَنُ المَنظرِ مُرُّالطّعمِ، لا يزال أَخضرَ شتاءً و صيفاً، واحدته أَلاءَةٌ ، بوزن أَلاَعَةٍ، قال ابن عَنَمةَ [2] يرثِي بِسْطَامَ بنَ قَيْسٍ:
و من سجعات الأَساس: طَعْمُ الآلاءِ أَحْلَى مِن المَنّ، و هو أَمَرُّ مِنَ الأَلاَءِ عند المَنّ.
و في لسان العرب: قال أَبو زيد: هي شجرةٌ تُشبِه الآسَ لا تتغَيَّرُ في القَيْظِ، و لها ثَمرةٌ تشبه سُنْبُلَ الذُّرَةِ، وَ مَنْبِتها الرملُ و الأَوْديةُ. قال: و السَّلامَانُ نحو الأَلاءِ غير أَنها أَصغرُ منها، تُتَّخذ منها المَسَاوِيك، و ثَمرتُها مثلُ ثَمرتِها، و مَنبتها الأَودِيةُ و الصَّحَارى.
و أَدِيمٌ مَأْلُوءٌ بالهمزِ من غير إِدغام: دُبِغَ به. و ذكَره الجوهريُّ في المعتلِّ وَهَماً، و المصنف بنفسه أَعادَه في المُعْتَلّ أَيضاً فقال: الأَلاءُ كَسَحابٍ و يُقْصَر [3] : شجرٌ مُرٌّ دائمُ الخُضرةِ، واحدته أَلاَءَةٌ . و سِقَاءٌ مَأْلوءٌ و مَأْلِيٌّ : دُبِغَ به.
فَلْيُنْظَرْ ذلك، و ذكره ابنُ القُوطِيَّةِ و ثعْلَب في المعتلِّ أَيضاًفكيف يَنْسُب الوَهَم إِلى الجوهريِّ؟و سيأْتي الكلامُ عليه في مَحلّه إِن شاءَ اللََّه تعالى.
*و مما يستدرك عليه:
أَرضٌ مَأْلاَةٌ : كثيرة الأَلاَءِ.
و أَلاَءَاتٌ بوزن فَعَالات، كأَنه جمع أَلاَءَةٍ ، كسحَابةٍ:
مَوْضِعٌ جاءَ ذِكْرُه في الشِّعرِ، عن نَصْرٍ، كذا في المُعْجم.
قلت: و الشعر هو:
الجَوْفُ خَيْرٌ لَك مِنْ أَغْوَاطِ # و منْ أَلاَءاتِ و مِنْ أَراطِ [4]
أوأ [أوأ]
آءٌ كَعَاعٍ، بعينين بينهما أَلف منقلبةٌ عن تحتيّة أَو واو مهملة، لا مَعنى لها في الكلام، و إِنما يُؤْتى بمثلها في الأَوزان، لأَن الشُّهْرَة مُعتبرةٌ فيه، و ليس في الكلام اسمٌ وقعتْ فيه أَلفٌ بين هَمزتينِ إِلا هذا، قاله كُراع كذا [5] في اللسان: ثَمَرُ شَجَرٍ، و هو من مَرَاتع النَّعام. و تأْسيس بنائِها من تأْليفِ واوٍ بَيْنَ همزتين، قال زُهير بن أَبي سُلْمَى:
لا شَجَرٌ، وَ وَهِمَ الجوهريُو قال أَبو عمرو: و من الشَّجر الدِّفلَى و الآءُ ، بوزن العَاعِ. و قال اللَّيْثُ: الآءُ شجرٌ له ثَمَرٌ تأْكُله [6] النَّعَام، و قال ابنُ بَرِّيٍّ: الصحيحُ عند أَهل اللغة أَنَّ الآء ثَمَرٌ السَّرْحِ. و قال أَبو زيد: هو عِنَبٌ أَبيضُ يَأْكلُه الناسُ و يتَّخِذُون منه رُبّاً [7] . و عُذْر من سَمَّاه بالشجرِ أَنهم قد يُسَمُّون الشجَر باسمِ ثَمرهِ، فيقول أَحدُهم: في بُستاني السَّفرْجَلُ و التُّفَّاح. و هو يريد الأَشجار، فيُعبِّر بالثَّمرة عن الشَّجَرة [8] ، و منه قوله تعالى: فَأَنْبَتْنََا فِيهََا حَبًّا. `وَ عِنَباً
[1] اللسان عن ابن الأعرابي: أكى إذا استوثق من غريمه بالشهود.