بعد ما عرفت معنى الإطلاق و التقييد، فاعلم: أنّ ما هو ملاك الإطلاق و التقييد على ما يظهر من عباراتهم ملاحظة الشياع و السريان في المعنى و عدمها. فإذا لوحظ في الماهية شياعها و سريانها في أفرادها تكون مطلقة. و إذا لوحظت مع ضمّ شيء إليها تكون مقيدة.
و لا يخفى ما فيه: فإنّ الشياع و السريان لازم المعنى و ذاتي الماهية، فلا يعقل دلالة اللفظ عليه تارة و عدمها اخرى.
فما هو الملاك في إطلاق اللفظ و المعنى ليس إلّا ملاحظة الحاكم معنى من المعاني تمام موضوع حكمه، بحيث لا يحتاج شموله لجميع أفراده إلى ضم ضميمة مثل «رقبة» في قولنا: «أعتق رقبة». و الملاك تقييدهما لحاظه مع ضم ضميمة إليه كقوله: «أعتق رقبة مؤمنة»، فإنّ عتق الرقبة لا يكون تمام موضوع حكمه مطلقا، بل إذا كانت متصفة بصفة الإيمان.