الحمد للّه الذي لا تحصى آلاؤه عدا و لا تجزي نعماؤه شكرا و حمدا و أفضل الصلاة و السلام على أفضل الخلق و الأنام خاتم الأنبياء محمد و آله الكرام و اللعنة الدائمة على اعدائهم شرار الخلق و اعداء الحق اما بعد فهذا هو الجزء الأول من كتابنا الموسوم «ببدائع الأفكار» الذي هو محصل ما استفدته من بحث شيخنا الاستاذ المقدم و العلامة العليم و الامام الذي يقتدى به و العلم الذي يهتدى به الى محكمات المعارف الدينية اذا عمت متشابهاتها و فرقان الحقائق الروحية إذا اشتبهت آياتها و كيف لا يكون كذلك و قد أشرقت بتحقيقه حقائق علم الفقه و اصوله كواكب سيارة في الآفاق أو مصابيح وهاجة في مشاكي الصحف و الاوراق حتى استولى على علم الفقه و أصوله بحثا و تدريسا و تهذيبا و تأسيسا في مرات عديدة و دورات غير محدودة و كما أبدع في هذين العلمين الواسعين تحقيقا و تقريرا توسع فيهما تصنيفا و تحريرا فانتج سعيه الحميد و رأيه السديد في علم الأصول دائرة تحتوي على لبابه و فصل خطابه و بنات أفكاره الأبكار التي اشرأبت؟؟؟ اليها أعناق الفضلاء و شدوا اليها الرحال من اقاصي الامصار و في علم الفقه دوائر استوفى فيها ابوابه تحقيقا بالأدلة الوثيقة و الأنظار الدقيقة و توسع فى بعض أبوابه فلم يقتنع فيه بمصنف واحد بل كرر النظر و التأليف فيه إلى غير ذلك من الرسائل الجمة في المسائل المهمة مقتصرا في جميعها على خلاصة الأفكار و سلالة الابحاث و الأنظار و أيم اللّه تعالى ان تلك المصنفات السامية لا يعوزها من كمال الفن إلا البيان السهل