responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 2  صفحة : 90

و هكذا، بل معناهما واحد، غاية الأمر أنهما يختلفان في جهة عرضية. و هذه الجهة العرضية هي، أنه متى ما لوحظ الابتداء و الانتهاء بما هو هو، و باللحاظ الاستقلالي، عبّر عنه بالاسم بكلمة الابتداء و الانتهاء، و متى ما لوحظ الابتداء و الانتهاء باللحاظ الآلي بما هو مرآة، و حالة في غيره، و طور من أطوار غيره، حينئذ يعبّر عنه بالحرف- بمن، و إلى-.

و (من) (و الابتداء) معناهما واحد ذاتا، و مختلف عرضا تبعا لاعتبار خصوصية اللحاظ الاستعمالي في مقام الاستعمال. فإن كان اللحاظ الاستعمالي لحاظا استقلاليا فهذا هو معنى الإسم، و إن كان لحاظا آليا فهذا هو معنى الحرف.

إذن فالفرق نشأ من جهة طارئة عرضية و هي اللحاظ الاستعمالي، أمّا بقطع النظر عن هذا الفارق العرضي، فمعنى الإسم و الحرف كلاهما شي‌ء واحد، و معنى واحد.

الجهة الثانية: و هي إنّ هذا الفارق العرضي الذي ذكر بين معنى الإسم و معنى الحرف، و هي خصوصية اللحاظ الآلي، و خصوصية اللحاظ الاستقلالي، هاتان الخصوصيتان اللتان بهما يتميز المعنى الاسمي عن المعنى الحرفي، هل إنهما مأخوذتان في المعنى الموضوع له، أو إنهما قيود للوضع نفسه؟.

هل إنّ لفظة (من) موضوعة للابتداء المقيّد باللحاظ الآلي، و لفظة (الابتداء) موضوعة للمعنى نفسه، مقيدا باللحاظ الاستقلالي؟.

أو إن قيد اللحاظ الآلي، و قيد اللحاظ الاستقلالي لم يؤخذا في المعنى الموضوع له، بل كلاهما وضع لذات (الابتداء)، و لكن العلاقة الوضعية نفسها ما بين اللفظ و المعنى قيّدت؟. فكأن الواضع قال: أضع (من) للابتداء، لكن في الليل، لا في النهار، و الليل هو اللحاظ الآلي، و أضع لفظة (الابتداء) للابتداء لكن في النهار لا في الليل، و النهار هو اللحاظ الاستقلالي. فاللحاظ

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 2  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست