responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 2  صفحة : 88

الإعرابية [1] من الضمّة، و الفتحة، و الكسرة، التي لا تحمل أي معنى، و لا تدل على شي‌ء أكثر من كونها علامة على خصوصية معينة في موضوعها، فكما أنّ الضمّة تدل على خصوصية الفاعلية في موضوعها كذلك حرف (إلى) يدل على خصوصية كون مدخوله منتهى إليه مثلا، و حرف (من) يدل على خصوصية كون مدخوله مبدوءا به مثلا، و هكذا.

و قد أشكل على هذا القول بأنه أشبه شي‌ء بالجمع بين المتناقضين، حيث يقال: بأن الحروف ليس لها معنى في الوقت الذي يدل فيه الحرف على الخصوصية في الكلام، و ذلك كما في قولنا- سرت من البصرة-. فإمّا أن يقال: إنها كقولنا- سرت البصرة- و كلمة (من) حشو زائد، و أمّا أن يقال: بأن هناك خصوصية زائدة- خصوصية الابتداء- تستفاد في الجملة الأولى، و لا توجد في الثانية.

و الأول بديهي البطلان. و على الثاني نتساءل: هل إنّ هذه الخصوصية الزائدة مدلولة للاسم الواقع في الكلام- كالسير و البصرة- أو إنها ليست مدلولة؟.

و الأول واضح البطلان أيضا لأنّ اسم- السير- لم يوضع إلّا لذات السير لا لسير خاص بخصوصية الابتداء. و على الثاني يتعين أن تكون تلك الخصوصية مستفادة من الحرف الواقع في الكلام، إذ لا توجد قرينة فيه، و لا دال آخر يمكن أن يكون هو الدال على الخصوصية.

و هذا الإشكال يمكن دفعه، بأن صاحب هذا المسلك، يمكنه أن يعترف بوجود خصوصية زائدة تستفاد من الكلام الذي وقع فيه الحرف، إلّا أنه مع ذلك ينكر وجود معنى و مدلول للحروف، و إنما يرى المعنى و المدلول للأسماء الواقعة في الكلام فقط، بأن يدّعي أن الإسم موضوع مرتين: فهو بقيد


[1] فوائد الأصول- الكاظمي ص 12- بدائع الأفكار- الآملي: 1/ ص 41.

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 2  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست