responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 1  صفحة : 9

3- الإبداع و التجديد:

إن حركة العلوم و المعارف البشرية و تطورها، ترتكز على ظاهرة التجديد و الإبداع التي تمتاز بها أفكار العلماء و المحققين في كل حقول المعرفة، و قد كان سيدنا الشهيد (قده) يتمتع في هذا المجال بقدرة فائقة على التجديد و التطوير فيما كان يتناوله من أبحاث علمية و نظرية، سواء على صعيد المعطيات، أو في الطريقة و الاستنتاج.

و لقد كان من ثمرات هذه الخصيصة أنه استطاع أن يفتح آفاقا للمعرفة الإسلامية لم تكن مطروقة قبله، بل كان هو رائدها الأول، و فاتح أبوابها، و مؤسس مناهجها، و واضع معالمها و خطوطها العريضة، و من ثمّ ستبقى المدرسة الإسلامية مدينة لهذه الشخصية العملاقة في شتّى فنون المعرفة الإسلامية و الإنسانية، لا سيّما في بحوث الفلسفة و الاستقراء، و منطق الاستقراء و اليقين الرياضي، و بحوث الاقتصاد، و التاريخ السياسي، في صدر الدولة الإسلامية.

4- المنهجية و التنسيق:

و من خصائص فكر سيدنا الشهيد (قده) منهجيته الفنية الفريدة و المتماسكة في جميع بحوثه التي تناولها بالدرس و التنقيح. و من هنا نجد أن طرحه للبحوث الأصولية و الفقهية يمتاز عن كافة ما جاء في دراسات و بحوث المحققين السابقين عليه، من حيث المنهجة و الترتيب الفني للبحث، فتراه يفرز الجهات و الجوانب المتداخلة و المتشابكة في كلمات الآخرين، خصوصا في المسائل المعقّدة التي تعصى على الفهم، و يكثر فيها الالتباس و الخلط، و يوضح الفكرة، و ينظمها و يحللها بشكل موضوعي و علمي، حتى تضحي من الواضحات، حيث لا يجد الباحث المختص نظيره في بحوث الآخرين.

و كان مما يميزه بجلاء الدقة في طريقة الاستدلال في كل موضوع، حيث كان يعتمد إلى جانب البرهان بالاستقراء و الوجدان، و لم يكن يكتفي و يقتصر على دعوى وجدانية المدّعى المطلوب إثباته فحسب، و إنما كان يستعين بتحريك‌

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست