اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر الجزء : 1 صفحة : 17
تمهيد:
بسمه تعالى جرى ديدن علمائنا أن يبحثوا في مقدمات العلم الذي يراد بحثه، و من هنا فقد بحثوا في مقدمة علم الأصول عن عدة أمور تمهيدا للدخول في مسائله:
الأمر الأول:
يتكفّل جهات ثلاث يحدد في أولاها تعريف علم الأصول، و في الثانية موضوعه، و في الثالثة تقسيمات مباحثه.
الجهة الأولى: [تعريف علم الأصول]
أما البحث في الجهة الأولى فقد وقع النزاع فيها بين المحققين في إعطاء صيغة محددة، و تعريف جامع مانع لمسائل هذا العلم، و ذلك لأنّ عملية الاستنباط التي يمارسها الفقيه، تعتمد على مقدمات عديدة لا بدّ له من تحقيقها، و الفراغ من صحتها، كيما يتوصل إلى النتيجة الفقهية، و يحصّل الحجة على الحكم الشرعي، و هذه المقدمات الدخيلة في عملية الاستنباط مختلفة في طبيعتها، و مختلفة في مصادرها التي تؤخذ منها.
فهنالك مقدمات تطلب من علم الحديث كما لو كان المدرك الذي يستند إليه الفقيه في عملية الاستنباط رواية خاصة، فإنها لا بدّ و أن تؤخذ من كتب الحديث و مصادره.
و هنالك مقدمات تطلب من علوم اللغة فيما إذا احتاج إلى تحديد المعنى اللغوي لكلمة معينة ورد ذكرها في النص الذي توقفت عليه عملية الاستنباط.
و هنالك مقدمات يستمدها الفقيه من علم الرجال، كما في الروايات التي
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر الجزء : 1 صفحة : 17