responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 99

ضعفي عن احتمال الفوادح، و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، و وحدتي في كثير من ناواني، و ارصادهم لي فيما لم أعمل فيه فكري في الارصاد لهم بمثله ... [1].

و بعد فراغ الإمام (عليه السّلام) من دعائه الشريف التفت الى أصحابه يهدئ روعهم، و يفيض عليهم قبسا من علمه المستمد من علم جده الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) قائلا:

«و حرمة هذا القبر و أشار الى قبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) قد مات الهادي من يومه هذا، و اللّه إنه لحق مثل ما انكم تنطقون ..».

هلاك الطاغية الهادي:

استجاب اللّه سبحانه و تعالى دعاء وليه العبد الصالح فأهلك عدوه الطاغية الجبار، و أراح العباد و البلاد من شره، و روت أكثر المصادر عن سبب وفاته فقالوا: ان أمه الخيزران غضبت عليه لأنه قطع نفوذها لقصة مشهورة، و انها خافت على ولدها هارون من شرّه، فأوعزت الى جواريها بخنقه، فعمدت الجواري الى قتله و هو نائم‌ [2].

و بذلك انطوت صفحة هذا الطاغية، و لم تطل خلافته فقد كانت سنة و بضعة أشهر؛ لكنها كانت ثقيلة على المسلمين الذين لاقوا خلالها أصعب المحن، و هل آلم من مشهد رءوس أبناء النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يطاف بها في الأقطار، و أسراهم يقتلون و يصلبون، لم ترع فيهم لا حرمة الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و لا حرمة الاسلام، دين المحبة و العدل و التسامح!! كل هذه الأحداث الجسام من المهدي الى المنصور الى الهادي الى الرشيد رآها كلها الامام موسى بن جعفر بعينه، و شاهدها بنفسه، و ذاق ويلاتها، و رافق مآسيها؛ لقد رأى الحق مضاعا، و العدل مجافى و الظلم مسيطرا، و الاحرار في القبور و في غياهب السجون.

عاش في غضون صباه و في ريعان عمره محنة المجتمع الاسلامي و شقاءه‌


[1] يعرف هذا الدعاء بدعاء الجوشن الصغير ذكر في مهج الدعوات ص 220 و في مفاتيح الجنان و ذكره ابن شهراشوب في المناقب.

[2] الطبري ج 10 ص 33 و الجهشياري ص 175 و اليعقوبي ج 3 ص 138.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست