responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 75

إن الإمامة هي منزلة الأنبياء، و إرث الأوصياء، و خلافة اللّه عز و جلّ و خلافة الرسول و مقام أمير المؤمنين، و ميراث الحسن و الحسين (عليهم السّلام) حتى وصلت الى الإمام زين العابدين، و منه إلى الإمام الباقر، و منه الى الإمام الصادق، و منه إلى الإمام الكاظم عليهم جميعا أفضل الصلاة و أزكى السلام، و هكذا تتابعت في هذه الذرية الطاهرة الى الإمام المهدي الثاني عشر (عجل اللّه فرجه الشريف).

و تعرض (عليه السّلام) بعد هذا الى علم الأنبياء و الأئمة فقال:

«إن الأنبياء و الأئمة (صلوات اللّه عليهم) يوفقهم اللّه، و يؤتيهم من مخزون علمه. و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم، ثم انظروا الى قوله تعالى: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى‌ فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ‌ [1]. و قال عزّ و جلّ: وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [2] و قال عزّ و جلّ في الأئمة من أهل بيت نبيه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و عترته و ذريته‌ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‌ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفى‌ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً [3].

فالعبد الصالح الذي اختاره اللّه عز و جل لأمور عباده شرح صدره لذلك، و أودع قلبه ينابيع الحكمة، و ألهمه العلم إلهاما، فهو معصوم، مؤيد، موفق، مسدد، قد أمن الخطايا و الزلل، و العثار؛ يخصه اللّه بذلك ليكون حجته على عباده، و شاهده على خلقه.

ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ‌ [4].

فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه؟! أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدموه، تعدوا و بيت اللّه الحق، و نبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون، و في كتاب اللّه الهدى و الشفاء فنبذوه و اتبعوا أهواءهم فذمهم اللّه و مقتهم و أتعسهم،


[1] سورة يونس، الآية: 35.

[2] سورة البقرة، الآية: 269.

[3] سورة النساء، الآية: 54- 55.

[4] سورة الحديد، الآية 21.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست