responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 315

و سارت المواكب متجهة إلى محلة باب التبن‌ [1] و قد ساد عليهم الوجوم و الحزن. و خيم عليهم الاسى من هول المصاب.

إلى المقر الأخير:

قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ [2].

أحاطت الجماهير الحزينة بالجثمان المقدس و هي تتسابق على حمله للتبرك به. حفر له قبر في مقابر قريش، و انزله سليمان بن أبي جعفر في مقره الأخير هو مذهول مرعوب خائر القوى، و بعد فراغه من مراسيم الدفن، أقبلت إليه الناس تعزيه و تواسيه بالمصاب الأليم.

فهنيئا لك أيها القبر باستقبال هذا الضيف الطاهر هذا العالم المعلم، و هذا العبد الصالح الذي آثر طاعة اللّه على كل شي‌ء في هذه الدنيا انصرف المشيعون و هم يعدّدون فضائل الإمام الشريفة و مناقبه السامية و يذكرون ما عاناه الكاظم غيظه من المحن و الخطوب و قيود السجن قالوا كلهم: إن فقد الإمام كان من أعظم النكبات التي مني بها العالم الإسلامي عامة و الشيعة خاصة في ذلك العصر.

و لا غرو في ذلك لقد فقد المسلمون علما من أعلام العقيدة الاسلامية و إماما معصوما من الأئمة المعصومين الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و غصنا من دوحة النبوة.

هكذا عمت قلوب الطامعين بالملك فتحجرت قلوبهم و تصلبت أحاسيسهم فجاروا و ظلموا و بطشوا و ضيعوا موازين الحق و العدل. و الغريب العجيب أنهم نصبوا أنفسهم على الناس بحد السيف و سموا أنفسهم خلفاء اللّه على الأرض. لقد ضاعوا في دنيا الجاه و السلطان و غرقوا في لجج الأنانية و حب التسلط و قد تحمل الإمام الكاظم كل هذا الجور و الظلم و بقي صامدا أمام الظالمين لا يلين و لا يضعف أمام جورهم و ظلمهم.


[1] باب التبن: اسم محلة كبيرة كانت ببغداد تقع بإزاء قطيعة أم جعفر و فيها قبر أحمد بن حنبل و هي قريبة من مقابر قريش جاء ذلك في معجم البلدان ج 2، ص 14.

[2] سورة آل عمران، الآية 185.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست